أدمن "آسف يا ريس": مبارك كتب مرافعته بنفسه.. وسيُفجر الكثير من المفاجآت فيها محامي أسر الشهداء: براءة مبارك وكل المتهمين بعد 45 يوماً طبقاً للمستندات.. والإخوان حسموا القضية أبو حامد: مبارك لديه جميع الخيوط وسيفجر مفاجآت متعلقة بالأمن القومي
ينتظر المصريون بشغف سماع مرافعة الرئيس الأسبق والمخلوع حسني مبارك عن نفسه، أمام هيئة محاكمته في القضية المعروفة بإسم "محاكمة القرن" والتي يُتهم فيها مبارك ووزير داخليته حبيب العادلي ومعاونيه بقتل متظاهري ثورة 25 يناير، وقد سبق مبارك في المرافعات خلال الأيام السابقة محامي الدفاع عنه فريد الديب ووزير الداخلية الأسبق حبيب العادلى، واستخدمو خلال تلك المرافعات أسلوب عاطفي اعتمد على دغدغة مشاعر المصريين للتعاطف معهم، وهو ما جعل البعض يتوقعون أن مبارك سيستخدم نفس الطريقة لكسب تعاطف المواطنين خاصة لتقدم سنه وحالته الصحية، إضافة إلى كشف بعض الحقائق التي تؤكد برائته من الإتهامات الموجهة إليه.
وكشف كريم حسين أدمن "أسف يا ريس"، أن لديه معلومات تؤكد أن الرئيس الأسبق حسني مبارك هو من قام بكتابة مرافعته التي سيلقيها غداً أمام هيئة محاكمة القرن في قضية قتل المتظاهرين في 25 يناير، وأن مهمة محاميه فريد الديب كانت استشارية فقط.
وأكد أدمن أسف يا ريس، في تصريح خاص ل"الفجر"، أن مبارك لن يتحدث خلال المرافعة بطريقة عاطفية مستغلاً فيها حالته الصحية أو خدماته التي قدمها لمصر، موضحاً أنه ليس الرجل الضعيف الذي يلجأ للحديث العاطفي حتى يستعطف الآخرين.
وأوضح أن مبارك سيلجأ خلال مرافعته إلى سرد التاريخ وكشف عدد من الحقائق التي ينتظر سماعها المصريون دون أن يخوض في تفاصيل قد تضر بالأمن القومي، متابعًا: "عندما يتحدث مبارك فعلى الجميع أن يعلم أنه سيفجر الكثير والكثير من مفاجآت".
وقال إن مؤيدي الرئيس المخلوع مبارك ليس لديهم أي خطة لفاعليات أو تحضيرات للغد، موضحاً أن البعض سيذهبون إلى مقر المحاكمة ليستمعوا إلى المرافعة من خارج المحكمة لدعم مبارك، وأن البعض الآخر سيذهب بعد انتهاء الجلسة إلى المستشفى العسكري للقوات المسلحة بالمعادي حيث يقيم مبارك هناك.
وتوقع سمير صبري، المحامي بالنقض والدستورية العليا ومحامي أسر شهداء ثورة 25 يناير، أن يكون حديث مبارك أمام هيئة المحكمة في محاكمة القرن غداً، طبقاً لما كتبه له محاميه فريد الديب، عاطفياً بأسلوب يدغدغ مشاعر المصريين حول حالته الصحية.
وأضاف صبري، في تصريح خاص ل"الفجر"، أن مبارك سوف يظهر خلال مرافعته مجموعة من الحقائق وكشف بعض الأسرار عن جرائم ارتكبتها جماعة الإخوان أثناء ثورة ال 25 من يناير، وكذلك إظهار بعض الحقائق التي تثبت تمسكه بعدم إعطاء أي تعليمات سواء شفاهية أو إيحائية أو مكتوبة بقتل المتظاهرين، متوقعاً أنه سيسرد واقعة تحذير الحرس الجمهوري بأن المتظاهرين كانوا ينوون اقتحام قصر الاتحادية لقتله إلا أنه رفض التعامل معهم بالسلاح، وهو ما سيؤكد من خلاله على سلامة موقفه.
واستكمل محامي أسر شهداء 25 يناير حديثه، قائلا: "إن مبارك سوف يتمسك بشهادة اللواء عمر سليمان رئيس جهاز المخابرات الأسبق، واللواء محمود وجدي وزير الداخلية الأسبق، بالإضافة إلى شهادة المشير سيد طنطاوي وزير الدفاع الأسبق"، لافتاً إلى أن جميع هذه الشهادات جاءت في صالحه هو وجميع المتهمين في نفس القضية. واستطرد قائلاً: "برغم أنى محامي الشهداء وكان نفسي أفرحهم إلا أنى اتوقع بعد حكم الإخوان وظهور جرائمهم من فتح سجون وتهريب مساجين وقتل مصريين أنها خدمت كل من في القفص، وهو ما سينتج عنه براءة مبارك وجميع المتهمين".
وتوقع صبري أن يتم الإفراج عن مبارك وجميع المتهمين في نفس القضية خلال فترة 45 يوماً على أقصى تقدير، موضحاً أن هذا القرار سيكون بناءً على مستندات قدمت للقضية تؤكد برائتهم، بالإضافة إلى أن قرار اتهام قيادات الإخوان في بعض القضايا المتعلقة بثورة يناير مثل الهروب من السجون وإشعال الأقسام والتحريض على القتل، دمر قضية مبارك وهو ما أعطى فرصة لتبرئتهم في القضية.
وقال إن المصريون أصبحوا الآن مُهيئين لاستقبال خبر مثل براءة مبارك، بعد إخلاء سبيل رجل الأعمال أحمد عز مؤخراً، مشيراً إلى أن إخلاء سبيله كان مُدبراً خاصة لأنه خرج من السجن قبل بدء انتخابات مجلس النواب بشهور والذي يؤكد أن خروجه ليُمهد ويرتب أن يكون البرلمان المقبل هو برلمان الحزب الوطني الجديد.
وأضاف صبري أن المصريين مُهيئين لبراءة مبارك كذلك لأنهم أصبحوا متعاطفين معه خاصة بعد سقوط جماعة الإخوان، وأنهم سيقولون يكفي المدة التي قضاها بالسجن وهو في هذا السن وفي ظل حالته الصحية الحالية.
وعن إذاعة المرافعات، أكد أن كل ذلك توجيه للرأي العام خاصة وأن القناة التي تذيعها قناة صدى البلد المملوكة لرجل الأعمال محمد أبو العينين المنتمى للحزب الوطني.
فيما قال البرلماني السابق محمد أبو حامد، إن مبارك سيتحدث في مرافعته عن شق عاطفي من خلال إظهار خدماته لمصر خلال ال 30 عام فترة حكمه أو مشاركة الجيش في حرب أكتوبر، بالإضافة إلى حديثه عن مواقف دولية مثل دوره في حرب العراق، والحديث أيضاً عن إنجازاته في بداية حكمه اقتصادياً وأمنياً، لافتاً إلى أنه لن يتحدث عن الحالة الصحية وسنه لأنهم ظاهرين ومعروفين للكل خاصة بعد العملية الجراحية الأخيرة له.
وأضاف أبو حامد في تصريح خاص ل"الفجر"، أن كل المرافعات السابقة للمتهمين سواء محامي الدفاع فريد الديب أو باقي المتهمين انقسمت إلى الحديث عن السيرة الذاتية للمتهمين وخدماتهم التي قدموها لمصر خلال فترة خدمتهم، وإظهار بعض الحقائق التي تخص اتهاماتهم، بالإضافة إلى الحديث عن الشق التآمري في ثورة يناير.
وتوقع أبو حامد أن يتحدث مبارك عن بعض الأمور المتعلقة بالأمن القومي إذا سمح له طبقاً لضوابط الأمن القومي، موضحاً أن هذه الأمور من الممكن أن يعرضها بحكم أنه كان على رأس الدولة وأن لديه جميع الخيوط من قبل حدوث ثورة يناير.
وأكد أن مبارك لن يحتاج إلى استغلال جرائم الإخوان السابقة في قضيته، لأنها أصبحت حقائق، متابعاً: "بعد أن أصبحت نائب بمجلس الشعب السابق في 2012 وبالتالي كنت عضواً في لجنة تقصي الحقائق، وبعد أن قرأت العديد من الملفات المتعلقة بأحداث ثورة يناير، وجهة نظري اختلفت كثيراً عما كانت قبلها عن المسئول عن جرائم قتل متظاهري 25 يناير، فكان الأول الحديث عن طرف ثالث وتدريجيا ظهر أن هذا الطرف هم جماعة الإخوان".
وقرر رئيس محكمة جنايات القاهرة، أن يترافع مبارك عن نفسه من داخل قفص الإتهام الزجاجي، بعد أن طالب نجلي مبارك جمال وعلاء ذلك، نظراً لأن حالة والدهما الصحية تجعله لا يستطيع الوقوف للترافع أمام هيئة المحكمة مثل باقي المتهمين، مؤكدين أن والدهما يريد التحدث للمحكمة والشعب ولكن دون الخروج من قفص الاتهام، خوفاً من تعرضه لأي سوء بسبب حركة سريره الطبي.
ويحاكم مبارك والعادلي ومساعديه الستة في قضية اتهامهم بالتحريض والاتفاق والمساعدة على قتل المتظاهرين السلميين إبان ثورة 25 يناير، وإشاعة الفوضى في البلاد وإحداث فراغ أمني فيها، كما يحاكم مبارك ونجلاه علاء وجمال ورجل الأعمال حسين سالم, بشأن جرائم تتعلق بالفساد المالي واستغلال النفوذ الرئاسي في التربح والإضرار بالمال العام وتصدير الغاز المصري إلى إسرائيل بأسعار زهيدة تقل عن سعر بيعها عالميا.