حين صدرت «الفجر» عام 2005 لم يكن لها بوابة إليكترونية، ولم يكن لها أى موقع على شبكة الإنترنت، وبالتالى لم يكن متاحا للقارئ أن يطالع موضوعاتها إلا من خلال نسختها الورقية التى لم تكن تسمح بحكم طبيعتها بقيام تفاعل مباشر بين القارئ والكاتب، فضلا على أنها لم تكن تسمح للقارئ بأن يعود إلى مادة معينة سبق نشرها لكى يسترجع منها معلومة معينة أو رأيا ما لكاتب ما.. (المعتاد بالنسبة للصحف الورقية هو أن أغلب القراء لأية صحيفة يتخلصون منها بمجرد قراءتها، والقليلون جدا هم الذين يمتلكون أرشيفا منظما لصحفهم المفضلة يرجعون إليه وقت اللزوم!)،.. ومع هذا فلحسن الحظ أنه فى نفس العام الذى ظهرت فيه الفجر 2005 أو ربما قبله بقليل كان هناك موقع متميز قد ظهر على شبكة الإنترنت اسمه: «مصرس» أو بالإنجليزية masress وكان ذلك الموقع وما زال يعيد نشر المقالات والمواد المهمة التى تنشر فى الصحف الورقية.. لم يكن يستأذن الكتاب الذين يعيد نشر مقالاتهم.. وأظن أنه لم يكن يستأذن من الصحف التى نشرت لهم، ومع هذا فقد كان يقوم بخدمة شديدة الأهمية سواء للقارئ أو للكاتب أو للصحيفة التى يأخذ عنها.. ولقد أدركت شخصيا مدى أهمية تلك الخدمة أثناء أزمة مقال «أطفال الشوارع» عندما قام كاتبان مصريان محترمان بانتقاد الأداء المهنى للإعلامى محمود سعد فى تلك الأزمة، أول الكاتبين هو الأستاذ الدكتور محمد عبدالستار عثمان النائب الأسبق لرئيس جامعة سوهاج، وثانيهما هو الرمز الإعلامى الكبير الأستاذ السيد الغضبان، وقد قام الأول بنشر مقال فى جريدة المصرى اليوم بتاريخ 24/6/2014 بعنوان «الإعلام بين معايير المهنية وولاء المِلْكية» أما الثانى فقد نشر فى جريدة الأخبار 30/6 مقالا بعنوان: «د. نصار ومحمود سعد»، ولقد تذكرت بعد أن قرأت المقالين أننى قد سبق لى أن تناولت الأداء المهنى للإعلامى محمود سعد فى مقال نشرته فى «الفجر» منذ بضع سنين، غير أننى لم أستطع أن أتذكر عنوانه ولا تاريخ نشره على وجه التحديد، وهنا أسعفنى موقع «مصرس» حين رجعت إلى أرشيف مقالاتى المنشورة فيه واستطعت بسهولة أن أهتدى إلى المقال المنشور الذى تبين لى أنه منشور بالفجر بتاريخ 11/7/2006، وقد كان بعنوان «رحم الله النجمى».. وأكتفى هنا بأن أورد بداية المقال التى تقول « استمعت إلى محمود سعد فترحمت على كمال النجمى» !! ( كمال النجمى لمن لا يعلم هو مثال للناقد الفنى المثقف الموهوب.. وقد ترأس خلال فترة معينة من حياته رئاسة تحرير الكواكب فكان واحدا من العلامات المضيئة فى تاريخها).. المفاجأة الحقيقية بعد عثورى على المقال فى أرشيف «مصر س»، تتمثل فى أن أحد الأكاديميين المتخصصين فى المجال الإعلامى اتصل بى فى أعقاب نشر مقال الأستاذ السيد الغضبان قائلا: «إنه يختلف مع كاتب المقال فى تحليله وإنه يكاد يجزم بأن الأستاذ محمود سعد لم يكن ينطلق فقط من موقع إحساسه بنجوميته كما ذكر الأستاذ الغضبان، ولكنه كان ينطلق أيضا من موقع إحن شخصى، وإن كان عاجزا عن تحديد السبب لأنه لا يذكر أنى قد تناولت الأستاذ سعد أو تعرضت له لا بالإيجاب ولا بالسلب فى أى مقال من مقالاتى، وقلت للمتصل: «من ناحيتى فأنا أميل إلى صحة تحليل الأستاذ الغضبان».. ومع هذا فسوف أرسل إليك رابط مقال سبق لى كتابته عن الأستاذ محمود سعد لعلك تجد فيه ما قد يفيدك.. وعندما دخلت إلى موقع «مصرس» لكى أرسل الرابط.. كانت دهشتى شديدة لأن ذلك المقال بالذات قد تم حذفه!!، وهو ما يجعلنى أتوجه بالسؤال إلى القائمين على الموقع: متى على وجه التحديد تم رفع المقال رغم أنه ظل متاحا حتى 30/ 6/2014، وهل هناك صلة بين رفعه وبين المقالات التى انتقدت أداء الأستاذ سعد أم أن الأمر هو محض مصادفة؟.