البنك المركزي: 502.6 مليون دولار عجزًا في ميزان المدفوعات خلال 6 أشهر    الأرصاد: طقس غداً الثلاثاء حار نهاراً معتدل ليلاً على أغلب الأنحاء    ليفاندوفسكي يستهدف المئوية الأولى مع برشلونة    تقارير تكشف موعد سحب قرعة بطولتي كأس العرب ومونديال الناشئين    إيران تنتظر موعد الجولة الرابعة لمفاوضات النووي مع واشنطن    صحة المنيا: المرور على 778 منشأة غذائية.. وتحرير 528 محضرا للمخالفات خلال أبريل الماضي    أكاديمية الفنون تحتفل بحصولها على درع التميز في إبداع 13    «المركزي» يطرح سندات خزانة ب3 مليارات جنيه    وكيل تعليم الجيزة يتفقد مدارس أوسيم ومنشأة القناطر ويشيد بالانضباط    الرئاسة الروسية: سننظر إلى أفعال المستشار الألماني الجديد    عازر تؤكد على أهمية الاعتراف بالعنف السيبراني كقضية مجتمعية    محافظ الدقهلية يكرم 50 عاملًا في احتفالية عيد العمال    قبل مواجهة الأهلي.. بوسكيتس: لسنا في مستوى يؤهلنا للمنافسة بمونديال الأندية    محترفو الفراعنة × أسبوع| خسارة كبيرة لصلاح.. فوز صعب لمرموش.. وهزيمة مصطفى محمد    حقيقة تعثر مفاوضات الزمالك مع كريم البركاوي (خاص)    قانون العمل.. حالات يحق فيها للمرأة إنهاء عقد العمل    ارتفاع سعر طن الحديد والأسمنت بسوق مواد البناء اليوم الإثنين 5 مايو 2025    تفعيل اتفاقية التعاون بين جامعتي عين شمس واسكس البريطانية في المجال القانوني    بسبب سرقة لحن.. تأجيل محاكمة مطربي المهرجانات مسلم ونور التوت وآخرين    لمواعدة مثالية مع شريكك.. هذه الأبراج تفضل الأماكن الهادئة    بعد جنازته بمصر.. كارول سماحة تقيم عزاء زوجها في لبنان الخميس    وفاة الفنان نعيم عيسى بعد صراع مع المرض    رئيس الاتحاد الدولي للترايثلون: مصر تستحق تنظيم دورة الألعاب الأولمبية    إعلام إسرائيلي: الحكومة تقرر عدم تشكيل لجنة تحقيق في أحداث 7 أكتوبر    رئيسة البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية: اقتصاد مصر سريع النمو وندعم برنامج الحكومة للإصلاح    لمدة 20 يوما.. علق كلي لمنزل كوبرى الأباجية إتجاه صلاح سالم بالقاهرة    «التحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي» يشارك في معرض أبو ظبي للكتاب    منتدى الأعمال العُماني الروسي يوقع اتفاقيات تعزيز فرص التعاون التجاري والاستثماري    "قومي حقوق الإنسان" ينظّم دورتين تدريبيتين للجهاز الإداري في كفر الشيخ    مستشفى قنا العام تنجح في تنفيذ قسطرة مخية لمسنة    مستقبل الذكاء الاصطناعي ضمن مناقشات قصور الثقافة بالغربية    شام الذهبي: الغُناء بالنسبة لي طاقة وليس احتراف أو توجه مهني    صلاح سليمان: مؤمن سليمان الأجدر لقيادة الزمالك    محافظ الجيزة يوجه بصيانة مصعد فرع التأمين الصحي ب6 أكتوبر    بعد قضية ياسين.. إحالة أربعيني للمحاكمة الجنائية لاتهامه بهتك عرض صغيرة بكفر الشيخ    الإغاثة الطبية بغزة: وفاة 57 طفلا نتيجة سوء التغذية والجوع فى القطاع    العملات المشفرة تتراجع.. و"بيتكوين" تحت مستوى 95 ألف دولار    ترامب يرسل منظومتي باتريوت لأوكرانيا.. ونيويورك تايمز: أحدهما من إسرائيل    رئيس الوزراء يتابع خطوات تيسير إجراءات دخول السائحين بالمطارات والمنافذ المختلفة    إحالة المتهم بالتعدى على الطفلة مريم بشبين القناطر للجنايات    الهند تحبط مخططا إرهابيا بإقليم جامو وكشمير    وزارة الصحة تعلن نجاح جراحة دقيقة لإزالة ورم من فك مريضة بمستشفى زايد التخصصي    قطاع الرعاية الأساسية يتابع جودة الخدمات الصحية بوحدات طب الأسرة فى أسوان    "وُلدتا سويا وماتتا معا".. مصرع طفلتين شقيقتين وقع عليهما جدار في قنا    الدكتور أحمد الرخ: الحج استدعاء إلهي ورحلة قلبية إلى بيت الله    فيديو.. ترامب يكشف عن نيته بناء قاعة رقص عالمية في البيت الأبيض    شيخ الأزهر يستقبل والدة الطالب الأزهري محمد أحمد حسن    جوري بكر في بلاغها ضد طليقها: "نشب بيننا خلاف على مصروفات ابننا"    هيئة الرعاية الصحية: نهتم بمرضى الأورام ونمنحهم أحدث البروتوكولات العلاجية    الكرملين: بوتين لا يخطط لزيارة الشرق الأوسط في منتصف مايو    في موسمه ال13.. جامعة بنها تحقق مراكز متقدمة في مهرجان «إبداع» (صور)    جامعة مايو تفتح ندوتها "الانتماء وقيم المواطنة" بكلمة داليا عبد الرحيم.. صور    مقتل شاب على يد آخر في مشاجرة بالتبين    صدمة لجماهير الأهلي.. صفقة واعدة تبتعد    نتنياهو: خطة غزة الجديدة تشمل الانتقال من أسلوب الاقتحامات لاحتلال الأراضى    موعد وقفة عرفات وعيد الأضحى المبارك 2025 .. تعرف عليه    تكرار الحج والعمرة أم التصدق على الفقراء والمحتاجين أولى.. دار الإفتاء توضح    محظورات على النساء تجنبها أثناء الحج.. تعرف عليها    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ماذا قالت الصحافة السعودية وكبار الكتاب عن زيارة "السيسي"؟
نشر في الفجر يوم 11 - 08 - 2014

استعرضت عدد من الصحف السعودية الصادرة اليوم وأمس، الزيارة التي قام بها الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، إلي المملكة ولقائه بالعاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز.

حيث قالت صحيفة عكاظ تحت عنوان:" القائد الذي أعاد مصر إلى المصريين" للكاتب سعيد السريحي :"حين نرى ما انتهت إليه حال الدول العربية التي مر عليها الربيع العربي مخلفا خرابا ودمارا وفراغا، ومساحات للفوضى، وحروبا ونزاعات قبلية وطائفية، ندرك حكمة الجيش المصري الذي اقتنص اللحظة المناسبة ليحول دون انخراط مصر في فوضى وصراع لم يكن ينتظرها فيه مصير بأفضل من المصير الذي انتهت إليه الثورة في ليبيا وسورية واليمن.


لم يكن أمام الجيش المصري الذي تحمل مسؤولية مصر لأكثر من ستين عاما أن يبقى محايدا وهو يرى مصر تختطف على يد تنظيمات تاجرت بالدين طويلا، وحين سنحت لها الفرصة ومكنتها الفوضى تلاعبت بالشعارات، ثم قفزت من غياهب السجون لكي تدير أمر مصر، وتتحكم في شؤونها، وتحدد مستقبلها فأبت إلا أن تحول المجتمع المصري إلى جماعة، وأن تبيع تاريخ مصر وحضارة مصر الممتدة خمسة آلاف عام في مزاد علني، وأن تعيد ترتيب العلاقات المصرية بالعالم فتجعل من أصدقائها خصوما، ومن خصومها أصدقاء، وحينما أبى الشعب المصري ذلك تحولت تلك الجماعة إلى عصابة، وأعلنت الحرب على الشعب الذي كان قد وثق فيها وحين اكتشف خيانتها له خرج لإسقاطها.


لم يكن ضمير الجيش المصري يسمح له أن يبقى على الحياد، ويترك مصر تنزلق نحو الهاوية، والشعب المصري يتعرض لحرب أهلية فقرر أن يتدخل منتصرا للشعب الثائر محققا له ما يريد من حرية دفع دم شهدائه ثمنا لها، ومن مكانة ظلت السياسة المصرية داعمة لها عبر تاريخها كدولة عربية أولا وكجزء من المنظومة الدولية ثانيا.
وحين تستقبل المملكة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي فإنما تستقبل فيه القائد الذي أعاد مصر إلى المصريين، وأعاد لمصر مكانتها الدولية وعلاقاتها القائمة على احترام التاريخ الذي يربطها بشقيقاتها من الدول العربية، والمصالح التي تربطها بالعالم، تستقبل المملكة السيسي مستقبلة في شخصه الشعب المصري الشقيق الذي أبت عليه كرامته أن يبقى رهينة في يد عصابة تتاجر بالشعارات كي تصادر إرادة الشعب وحريته.".


وتابع كاتب أخر"حمود أبو طالب"، بنفس الصحيفة تحت عنوان:"فارس مصر وحكيم العرب"،: آمال كثيرة معلقة على زيارة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي للمملكة ولقائه بأخيه خادم الحرمين الشريفين في أول زيارة بعد الفترة الصعبة التي مرت بها مصر، والفترة الأصعب التي تشهدها مساحة واسعة من الساحة العربية الآن، ولهذه الآمال مبررات موضوعية وأسباب منطقية، لا تقف فقط عند الثقل والمكانة والتأثير للبلدين، مصر والمملكة، ولكن أيضا للأدوار التأريخية التي اضطلع بها الزعيمان خلال الفترة الماضية.
كانت هناك كثير من الرهانات على استمرار مصر في التخبط والفوضى التي دخلتها تمهيدا لفتح بوابة كبرى لمخطط جهنمي إذا ما نجحت تلك الرهانات التي اشترك فيها قريبون وبعيدون، ودعمها صغار وكبار. كان الكل يضع يده على قلبه خوفا على أرض الكنانة وشعبها وما سيحدث لو استمر حالها على ما هو عليه، كان الجميع بانتظار لحظة الخلاص التي أثبت الشعب المصري أنه بطلها، حيت وضع مصير مصر ومستقبلها أمانة في عنق قائد وطني أثبت أنه قادر على ذلك حين وضع روحه على كفه وخاض ملحمة فداء لوطنه لن تنساها مصر. ولكن ذلك لم يكن ليتحقق لو لم يكن هناك زعيم آخر قال كلمته منذ اللحظة الأولى دون تردد أو انتظار، فقد أكد أن المملكة تقف مع خيار الشعب المصري وقراره، وتسانده بكل الإمكانات والدعم السياسي تجاه المحاولات المحمومة لإجهاض ولادة مصر الجديدة.


كان حكيم العرب عبدالله بن عبدالعزيز يقرأ المشهد بوطنية وحكمة ومروءة وشهامة، غير عابئ بالضجيج والنعيق الذي يطلقه البعض وما زال، كان يعي تماما ماذا يحاك في السر والعلن، وما يجب أن تفرضه اللحظة التأريخية، ولهذا فمصر اليوم تتنفس الصعداء وتستعيد لياقتها ومكانتها ودورها الكبير، ولأنها تعرف الصادقين معها والمحبين لها، ها هي تأتي لتضع يدها في يد الشقيقة الحقيقية، لبدء مرحلة جديدة من التعاون والتشاور والتفاهم.
هذان البلدان الكبيران يستطيعان أن يقدما الشيء الكثير للعرب في هذه المرحلة التي لم يشهدوا أخطر منها في تأريخهم الحديث، ولو وضع بقية المخلصين أيديهم مع أيدي المملكة ومصر لأمكن إنقاذ الكثير.

وأشار الكاتب عبده خال تحت عنوان "السعودية ومصر من غير تمزيق"، إلي أن كل مرحلة زمنية تولد مصطلحاتها السياسية وفقا لجريان الأحداث ولأن السياسة مركب لا يهدأ يمخر عباب الأيام في تقلبات ساخنة حتى وإن لم يكن الموج عاليا إلا أن إفرازات الواقع تتشابك وتتداخل ويبنى عليها مواقف جديدة مما يمنح السياسة حالة عدم الثبات ولهذا يقال ليس في السياسة عدو دائم أو صديق دائم.


وفي زمن ما وإزاء الوجود الإسرائيلي ظهر مصطلح دول الممانعة وهي الدول التي تقف موقفا معارضا وصارما من القرارات الأمريكية وكانت في مقدمة تلك الدول إيران وسوريا وفي الجانب الآخر تم تصنيف دول عربية مقابلة سميت بدول الاعتدال.. هذا التصنيف استمر لعقود من الزمان ينال كل طرف منها انتقادات لاذعة من الأنصار ومع مرور الزمن تغيرت المواقع وإن لم تتغير المصطلحات، ففي زمن ثورات الربيع العربي وسقوط الدول الرئيسية (دول الثقل العربي) قادت السعودية مهمة المواجهة والممانعة لمخطط الشرق الأوسط الجديد منفردة ولأول مرة تظهر موقفا علنيا مخالفا لأمريكا، ففي نصف طريق الثورات العربية ومع سقوط مصر في براثن الإخوان استشعرت بخطر الاستهداف وأن مخطط الفوضى الخلاقة سوف يكتمل بسقوط مصر وكانت رحمة الله سباقة بأن جعلت الإخوان يتخبطون في سنة حكمهم مما دفع بالشعب المصري للخروج ومطالبة الجيش بمساندة خروجهم وكانت فرصة سانحة للمملكة لأن تتحرك بانتشال مصر من سقوطها فأعلنت على الفور مساندتها لثورة الشعب على الإخوان بالرغم من الجهود الكبيرة المبذولة من أمريكا لاعتبار ثورة 30-6 انقلابا، إلا أن وقفة المملكة الحازمة وتسارع عجلة السياسة الخارجية السعودية بتوجيه القيادة بجذب المواقف الأوروبية لمساندة ثورة الشعب المصري وكان أول نجاح تحقق في الزيارات المكوكية للأمير سعود الفيصل تغير الموقف الفرنسي من الثورة المصرية ثم تتابعت الاعترافات الأوروبية بتلك الثورة وتم إلغاء فكرة الانقلاب..
وموقف المملكة ذاك أخر كثيرا (انفراط السبحة) وأبقى مصر قوة لم يتم سحقها وأعاد للمنطقة اعتبارية أن قوتين أساسيتين لاتزالان تناضلان ضد المشروع الأمريكي في المنطقة.. ولأن الزمن تغير فقد تحولت السعودية ومصر من دول اعتدال إلى دول مواجهة.


ولأن السعودية ومصر قوتان إقليميتان مهمتان يقفان سويا في إيقاف استكمال دائرة الفوضى الخلاقة سيكون لقاء القمة ما بين خادم الحرمين الشريفين والمشير عبدالفتاح السيسي لقاء لإعادة تأثيث الأوضاع بالنسبة لهما على الأقل ثم النظر في كيفية مواجهة مخطط (لازال ساريا) في تمزيق الأمة العربية وقد يكون أهم ملف يتم تداوله ما خلفته السياسات السابقة من فراغات خرجت منها التيارات الإسلامية الحركية لزعزعة أركان الدول العربية مجتمعة وقد تكون المشكلة الكبرى التي تواجهما أنهما يتحركان بمفردهما إزاء مخطط مدعوم بمساندة قوى دولية وإقليمية تشعر بالأسى لوقوف المخطط بسبب استعادة مصر لقرارها الخاص ووقوف السعودية سدا منيعا قبل أن يصلها الدور.


ستكون القمة مغايرة عما سبق من قمم ثنائية، إذ تحمل كل دولة منهما مخاوفها مما هو قائم وتنظران لبعضهما أنهما الأمل في استعادة الأوطان العربية ككتل جغرافية من غير تجزئة أو تمزيق وقبل ذلك عبورهما من النفق الضيق لثورات الخريف العربي.

وقال الكاتب محمد العصيمي تحت عنوان :"السيسي في بيت العرب"، على الرحب والسعة تستقبل المملكة اليوم فخامة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي الذي يزورها ليستكمل مع خادم الحرمين الشريفين، رسم خارطة الأمن والاستقرار العربيين في مقابل خرائط الفوضى والدمار التي تهدد الأمة العربية بأسرها وليس فقط المملكة ومصر. الزعيمان العربيان الكبيران، في هذا الوقت المضطرب، يحملان على عاتقيهما هم إنقاذ الأمة من مصير أسود لو ترك الحبل على الغارب للأجندات الأجنبية المتربصة ومن يناصرها ويؤيدها على المستويين المحلي والدولي.
لقد كان طبيعيا، من وجهة نظري أن يكون بيت العرب الكبير المملكة ودولتهم المركزية مصر هما الدولتان الموكل إليهما قطع الطريق على هذه الأجندات، وتقليم أظافر الإرهاب وإسقاط الدجل السياسي الذي يمتطي الدين ويتحدث باسمه. لقد كان المشير سابقا والرئيس حاليا عبدالفتاح السيسي على قدر المسؤولية العربية والإسلامية حين أجهض مؤامرات جماعة الإخوان، وأسقط حكمهم في مصر لينتصر للوجود العربي قبل أن ينتصر ويحمي بلده من مصير الحرب الأهلية التي كانت بوادرها في ذلك الحين تلوح بوضوح في الأفق المصري.
زيارة السيسي المهمة جدا في هذه المرحلة، ستكون من ضمن حلقات ضمان تحصين الوضع الخليجي والمصري، والعربي بشكل عام، ضد ردود الفعل الدولية والإقليمية التي حدثت بعد ثورة المصريين على حكم الإخوان، وعودة مصر التي كانت مهددة في أمنها وسلامة شعبها إلى ذاتها الحقيقية، باعتبارها الدولة التي يعول عليها كل العرب ويعتبرونها ظهرهم القوي في مواجهة من يخطط ويدبر لاقتلاع ما تبقى من أركان الدولة العربية الوطنية.
وعلى المواطن الخليجي والعربي الذي لا يزال مغيبا بظلام الإسلام السياسي، أن يدرك بأن المملكة ومصر، بمساندة دول عربية أخرى معروفة، هما من ألقى طوق النجاة للعرب، وأوقفتا المد العاصف لخارطة الفوضى التي كانت تستهدف كل المقومات العربية، من المحيط إلى الخليج. ومن المهم الآن لمساندة سعي وجهود القيادتين الراشدتين، أن تعمل كل الفعاليات والمؤسسات السياسية والفكرية والإعلامية العربية في الاتجاه ذاته ليمكن وضع العرب من جديد على جادة الصواب: جادة الأمن والاستقرار والبناء والتنمية. وهذا سيتطلب الكثير من الجهد والعمل والتخطيط ممن يؤمنون بأهداف القيادتين وإخلاصهما لأمتهما.

وقال تركي عبدالله، الكاتب بصحيفة الوطن السعودية، تحت عنوان "الحضور السياسي والأخلاقي للسعودية ومصر"، لم يعد واقع العالم العربي يسمح بأن تغطي المجاملات مرور أي أنباء مختلفة الأهداف والمضامين، حيث إن العالم العربي.. أصلاً منذ عشرات الأعوام لم تتوفر في سياساته وعلاقاته مضامين صدق أو حتى نتائج مجاملات..
نحن الآن نجد العالم العربي قد خرج من واقع المجاملات غير المؤدية إلى أي نتائج يتوفر فيها أي مكسب ضئيل.. الآن اشتهر حضور الخلافات.. بات واضح وجود الهبوط في نوعية العلاقات ونوعية كفاءة المستوى القيادي سواء في إدارة العلاقات أو في توفر وجاهة ما يمكن أن يحدث مع أي آخرين عرب..
بديهياً.. وبحقائق لا ينكرها أحد نجد العالم العربي قد تراجع في كل شيء يخصه.. في كل شيء يعني نوعية مكانته ونوعية علاقاته.. إذاً نحن وببساطة واقع الصراعات العربية نجد أن هناك دولاً محدودة العدد في مقدمتها المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية والأردن والدول الخليجية الأخرى، خصوصاً ونحن نعرف بسالة موقف البحرين عبر أعوام ضد أساليب التدخل وكذا وجاهة مواقف الإمارات. هذه الدولة الجزيلة المناعة والمتوفرة لها قناعات بوضوح عما هو في العالم العربي من مخاطر.. بل هناك من يجزم أن العالم العربي لم يورط ذاته فقط ولكن هناك سياسات غير عربية يهمها هذا التورط ويهمها توفر جزالة الضعف.. حسناً.. بقناعتنا المدعومة بتعدد الحقائق التي توالت ووفرت حقائق التأكيد بأن دول الرفض العربية للخلافات والحروب المحلية هي التي في موقع الاحترام والسيادة..
لا أتصور أن هذه المقدمة هي حقائق مفاجئة حيث أصبح معروفاً ما هي عليه الدول الرافضة لما هو عليه العالم العربي من ضياع ومخاطر من جزالة استقلالية وكفاءة سيادة، إذاً وبلادنا سوف تستقبل الرئيس المصري هذا اليوم فإنها لن تتحدث بعبارات تقليدية عن اجتماع لا يكون أكثر من عادي ثم لا تكون النتائج بما هو مألوف.. أبداً.. الالتقاء المتواصل بين رجلنا العظيم الملك عبدالله والرئيس المصري السيسي النزيه سلوكاً وتصرفات قبل أن يصل إلى الرئاسة ثم التفاف الكل حوله بمصر للابتعاد بجدارة عن كل سلبيات الماضي القريب قبل وصوله للحكم.. نحن مع هذه الزيارة مدركين تماماً جزالة ما سوف يطرح من أفكار وآراء لحماية الحاضر وتمجيد المستقبل.


وقالت الوطن أيضا تحت عنوان:" السعودية.. ومصر.. مبدأ تحديد المصير"، لنخرج من المفاهيم التقليدية عن علاقات السعودية - المصرية، الأخوية والاستراتيجية إلى آخر القائمة وننظر للواقع والمستقبل ونفهم أن المسار الواحد مصيري يتعدى العواطف إلى العمل الواحد، ونرى كيف أُقحمنا في حروب مختلفة نفسية وثقافية، وسياسية وعسكرية أثرت فينا من عدة جوانب، وأثرت في الآخرين أكثر.

وقالت: "إن غلق قناة السويس عام 1967م على ما فيه من خسائر على مصر غيّر مسار الاقتصاد العالمي وكلفه الكثير، وعندما تم حظر النفط عام 1973م وكيف ضاعف الخسائر على الدول المستوردة لهذه السلعة الأساسية في صناعاتها، والتي رافقها انهيار الأوراق المالية التي تسببت بالكساد الكبير ما وسع دائرة القوة، هذه النماذج هي جزء من القوة التي نملكها كضغوط في حال تعرضنا لأي هجمة سياسية أو عسكرية، ولعل أقرب الأمثلة حين انتفض الشعب المصري وأزاح نظام الإخوان المسلمين ما دفع أمريكا لتوجيه بوارجها العسكرية إلى المحيط البحري لمصر لأن المخطط الذي رسموه من سنوات طويلة بإغراق المنطقة في سلسلة من الكوابيس وتمزيق الخرائط واجه موقفاً لم يدخل في حسابات الدوائر الأمريكية النافذة، وخاصة في تلاحم الموقف السعودي والخليجي مع مصر، وهو ما يذكّرنا بذات النتيجة للموقف الداعم عام 1973م..

وأضافت: "سبق لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله المرور بالقاهرة لزيارة أخيه بمبادرة مباشرة للرئيس عبدالفتاح السيسي، أو مجيئه للمملكة، لا تفسر وفق القواعد التي اعتدنا عليها، لأن الزعيمين والدولتين يواجهون أحداثاً عربية غير مسبوقة، يضاف إليها هجمة إسرائيلية مبيتة على غزة، وشبه انتشار لقوة أمريكية في العراق إلى آخر تلك السلسلة المعقدة التي حددت وضع المنطقة أمام مشهد خطير، ولذلك ما يخص البلدين معروف ومتفق عليه، لكن الشؤون العربية لا يمكن الانسحاب منها أو تركها لتفاعلاتها الذاتية".

واستكملة قائلة "فالفوضى السورية - العراقية - اليمنية تهدد أمن دول مجلس التعاون الخليجي إذا ما عرفنا أن إدارة تلك العمليات تجري باتفاق أمريكي - غربي - إيراني - تركي، وفوضى ليبيا ذات الحدود الكبيرة مع مصر فتحت الباب لتهريب السلاح والمخربين لاستنزاف مصر وبتحالف إخواني، قاعدي أخذ العديد من المسميات".

في الحالات هذه ليس المطلوب تحصين ذاتك فقط، وإنما قراءة ما يُرسم لأدوار قادمة، بعضها كُشف، والآخر لا يزال ضمن الملفات السرية التي تعدها الدوائر الخاصة، وهنا كان لابد من موازنة الأحداث في الداخل والخارج، ثم ونذهب لأمر جديد حيث ضغطت أمريكا على مصر برفض تزويدها بأسلحة متفق عليها وحتى قطع الغيار إلى جانب المعونات التي كانت ضمن اتفاق «كامب ديفيد» أي أن الارتهان لأي قوة عالمية وجعلها المصدر الوحيد يعتبر سلاحاً في يدها.

واختتمت: "هنا كان لابد من بناء اقتصاد ناجح بين البلدين بما فيه وجود القوى العاملة البشرية المصرية في دول الخليج العربي، واستمرار الاستثمارات، وتخطي عقبات الماضي بسن قوانين مرنة، ليس حاجة طارئة وإنما تفعيل استراتيجي يرفع مستويات الدخل الوطني، والاعتماد على الذات، وهو ما تسعى إليه هذه الدول التي تملك التكامل والتماثل في العديد من المشاريع، ولتفويت استعمال أي سلاح تستخدمه الدول المعادية حتى لا نكون رهينة ضغوطها لتمرير أهدافها"..

وقالت عكاظ، تحت عنوان:" السيسي اليوم في جدة.. والثلاثاء في موسكو.. لماذا؟..المملكة ومصر: منع انهيار المنطقة": بالرغم من أهمية التركيز على تعزيز أوجه التعاون بين المملكة ومصر.. وبالذات في هذا الوقت الذي تمر فيه الشقيقة الكبرى بإعادة بناء الدولة المصرية من جديد.. ليس فقط على المستوى الأمني وتعزيز قدرة الدولة على بسط هيمنتها على كامل مفاصل الحياة في البلاد وكذلك على كامل حدودها وأطرافها.. وإنما على كافة المجالات الأخرى الاقتصادية منها والاجتماعية والفكرية بهدف إعادة التوازن في المجتمع المصري وضبط الأمور واسترداد العافية بصورة تدريجية محسوبة.
** أقول بالرغم من أهمية هذا الجانب الحيوي الهام ولاسيما بالنسبة للإنسان المصري الذي ينتظر الكثير من مؤسسة الحكم الجديدة وكذلك من الأشقاء وفي مقدمتهم المملكة العربية السعودية.. ومن الأصدقاء من دول العالم الأخرى في الشرق أو الغرب إلا أنه لابد من إدراك أن الوضع بالمنطقة خطير للغاية ويفرض نفسه وبقوة على جدول أعمال زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي للمملكة اليوم لعدة أسباب يرد في مقدمتها:


●● أولا:
● أن مضي مصر نفسها في برنامجها لإعادة بناء الدولة المصرية يظل مرتبطا إلى حد كبير بعدة عوامل أولها تأمين حدودها مع بعض دول الجوار وفي مقدمتها: الحدود الليبية.. والحدود مع السودان.. وكذلك تأمين الحدود والمداخل مع كل من غزة وإسرائيل تأمينا كاملا ومريحا.
بالإضافة إلى تهيئة الحد المطلوب من القدرة الاستيعابية لأعداد المصريين العائدين إلى بلادهم من ليبيا وتونس وسواهما بفعل تطور الأوضاع في بعض الدول العربية المحيطة بها بكل ما يرتبه ذلك من أعباء اقتصادية ثقيلة على البلاد فوق ما هي تواجهه وتتحمله الآن.
●● ثانيا:
● أن تدهور الأوضاع في العراق لم يعد يهدده وحده بالتقسيم.. وإنما بفرض واقع جديد أخطر بكثير من كل ما حدث ويحدث حتى الآن فيه.. وذلك بعد تعقد الأمور وتحولها من صراع بين الدولة والعشائر المتضررة بسياسات السلطة السياسية الحالية.. إلى استغلال تنظيم داعش لهذه الأوضاع السيئة بزحفه على المحافظات العراقية وابتلاعها واحدة بعد الأخرى وإعلان ما يسمى بالدولة الإسلامية انطلاقا منه إلى غيره.. وهو الوضع الذي إذا ترك أو قلل من شأنه فإنه سيكون مرشحا للتمدد والتوسع الى خارج العراق وعبر منافذه العديدة مع الكل.
●● ثالثا:
● أن الوضع الراهن في غزة.. جراء العدوان الإسرائيلي القائم حتى الآن.. فوق أنه عمل إجرامي يجب إيقافه فورا وبجميع الوسائل.. فإنه يهدف الى إضعاف قدرة العرب على مواجهة بقية الأخطار الأخرى واستنزاف قوانا جميعا.. وبالذات استنزاف طاقات وقدرات وجهود المملكة ومصر باعتبارهما الدولتين العربيتين المهتمتين بمعالجة أوضاع المنطقة وإعادتها إلى حالة الاستقرار التي افتقدتها.
●● رابعا:
● أن الأزمة اللبنانية الناشئة عن الفراغ الدستوري الموجود نتيجة تأخر انتخاب رئيس يتوافق عليه الجميع واستمرار انغماس حزب الله في الحرب في سوريا قد ولدت واقعا جديدا أشد خطورة على لبنان الشقيق من أي وقت مضى.. وشاهده ما حدث في «عرسال» كمؤشر خطير للغاية على أن هناك من يسعى في النهاية إلى القضاء على الهوية اللبنانية عن طريق إضعاف الدولة والتمكين لحزب الله بالسيطرة على مقدراتها لاستكمال حلقات المخطط الإيراني/ السوري.. بمشاركة بعض الأطراف سواء من المنطقة العربية أو منطقة الشرق الأوسط أو الخارج لإقامة دولة دينية من مذهب واحد تجسيدا للتحالفات الارهابية القائمة على الأرض الآن بين أكثر من محور محلي وخارجي يعمل في هذا الاتجاه انطلاقا من الأعماق الثلاثة الحالية (العراق/ سوريا/ لبنان) ووصولا إلى أعماق عربية أخرى أكثر أهمية وأبعد خطورة في مخطط إعادة تقسيم المنطقة ورسم حدودها من جديد.
●● خامسا:
● أن الصمت الدولي المريب على ما يحدث في سوريا بعد مسرحية إعادة انتخاب بشار الأسد لفترة رئاسية ثالثة والعمل على إضعاف المقاومة الشعبية وإظهار الوضع هناك وكأنه سجال بين نظام متداعٍ وتنظيمات شديدة التطرف صنعها النظام نفسه ليخيف بها العالم ويُسوِّغ لنفسه البقاء والاستمرار بينما هو جزء من الترتيبات الجاري تنفيذها لإعادة رسم حدود المنطقة الجديدة.. هذا الوضع أيضا يمثل أحد مصادر الخطر القادمة على دول المنطقة بأسرها.. كجزء من مخطط ضرب الكل بالكل وإشعال المنطقة بكاملها وإقامة العديد من البؤر الخطيرة في أرجائها قضاء على أي شكل من أشكال التعاون والتقارب والتفاهم في المنطقة بجر الجميع إلى وهدة الصراع.. وتوسيع دوائر الفتنة وتنويعها.. تارة في شكل تنظيمات.. وتارة في صورة صراعات مذهبية ومرة ثالثة في شكل مواجهات بين دولة ودولة أخرى تنفيذا لخارطة شرق أوسط جديد..


●● فإذا أضفنا إلى كل ذلك ما يحدث في مناطق أخرى مثل اليمن.. والصومال.. والسودان..

●● وكذلك ما حدث بين مصر وبين بعض دول القارة الافريقية حول سد النهضة وتداعياته في الفترة الماضية..


●● وإذا نحن نظرنا أيضا إلى مجمل الوضع في المنطقة وبالذات في ظل الأدوار «المشبوهة» التي تقوم بها إيران في المنطقة.. وكذلك إلى طبيعة العلاقات غير المريحة بين القاهرة واسطنبول والقاهرة والدوحة.. فإننا لابد أن ندرك مدى أهمية الالتفات إلى مجمل هذه الأوضاع بدرجة أساسية.. جنبا الى جنب دراسة المواقف الضبابية لبعض دول الغرب والولايات المتحدة الأمريكية تجاه الشقيقة مصر.. رغم الجهود المبذولة من قبلنا ومن قبل مصر نفسها لإيضاح الصورة على حقيقتها وإعادة ترميم الجسور بين تلك الدول وبين الدولة المصرية التي تسير بثبات نحو المستقبل.

تفعيل الشراكة السعودية المصرية
●● كل هذه الأحداث والتطورات «الضاغطة» بشدة على المنطقة.. دولا وشعوبا دفعت هذه القضايا الى الصدارة وفرضت درجة أعلى من التشاور والتفاهم والتعاون بين القاهرة والرياض لمنع وصول المنطقة إلى حالة الانهيار بالكامل.. والحيلولة دون حدوث أي تطورات جديدة قد تعقد الأمور أكثر مما وصلت إليه حتى الآن.
** لكن هذا كله لا يعني أبدا أن هذه الزيارة سوف تتجاهل «الشأن المصري» أو أنها لن تعطيه الأهمية التي يستحقها.. أبدا.. وإنما يعني أمرا هاما للغاية هو: أن البلدين المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية يسيران بعلاقاتهما الثنائية سيرا حسنا جدا وبصورة متوازية.. بحكم الترابط والتلازم القوي بين مسار إعادة بناء الدولة المصرية القوية المحسوم أمره بين البلدين وبين مسار تأمين المنطقة من داخلها منعا لأي تصدعات أخرى تعمل أطراف إقليمية وخارجية على إحداثها وفقا لحسابات معروفة وضمن مخطط كبير يجب التصدي له بكل مسؤولية.. وذلك منعا لتأثير ذلك على خطط وبرامج الدولتين للنهوض بهما من الداخل.


●● وللتأكيد على أن المسارين يمضيان معا وفي الاتجاه الصحيح وبخطوات مدروسة.. فإنه يجب القول إن البلدين قطعا شوطا بعيدا حتى الآن في العمل معا على مشروع إعادة بناء الدولة المصرية القوية.. باعتبار أن الاتفاق بينهما على ذلك محسوم.. وان زيارة خادم الحرمين الشريفين الخاطفة لمصر ومبادرته بالوصول شخصيا إلى القاهرة ومباركة تسلم الرئيس عبدالفتاح السيسي لمقاليد الحكم في بلاده إنما أكدت على (3) أمور هامة هي:
(1) أن المملكة تقف بقوة مع مصر وشعب مصر ودولة مصر القوية.. كشريك أساسي وكامل لإعادة البناء بكل ما تتطلبه أو يترتب عليها من التزامات وإمكانات ومواقف وتحركات وتكاليف.


(2) أن المملكة ومصر حريصتان على العمل معا وتسخير كافة إمكاناتهما في سبيل إعادة الأمن والاستقرار في المنطقة بكل السبل المؤدية إلى ذلك.. بما في ذلك مواجهة كافة التحديات المحلية والإقليمية والخارجية التي تعمل على المضي في سياسة تدمير المنطقة وتخريبها.. وإعادة رسم خريطتها من جديد.
(3) أن مصر جادة في إنجاز خارطة عمل طموحة من أجل الوصول الى المستقبل الأفضل.. وبما يُمكن الرئيس السيسي من تحقيق كل ما يريد ويتطلع إلى تحقيقه لمصر.. ولشعب مصر.. في ظل رؤية واضحة رسمها منذ اللحظة الأولى ومضى فيها بثبات ومصداقية.. بدءا بالبيان الذي أعلنه وكوكبة من الفعاليات المصرية الكبيرة بتاريخ 3/7/2013 وتضمن خارطة مستقبل واعد لبلاده.. وانتهاء بما ترجمه مؤخرا إلى أفعال في وقت قياسي وآخرها الإعلان عن إقامة قناة موازية لقناة السويس لمضاعفة أهمية مصر الاستراتيجية.. وتنمية أرجائها.. وتحسين مستوى حياة المصريين على كل الأصعدة وبخطوات قوية وثابتة.. وبدرجة عالية من الوضوح والمصداقية مع الشعب المصري الذي أحس الآن أكثر من أي وقت مضى أن بلاده أمام مفترق طرق.. فإما النهوض بعد مشقة.. وإما الانهيار بفعل الاختلالات العميقة في مؤسسة الدولة المصرية على مدى قرون.
●● وبكل المقاييس فإن ما قام ويقوم به الرئيس عبدالفتاح السيسي من أعمال مضنية وجهود شاقة في سبيل إعادة بناء بلاده في وقت قياسي قدر له من سنتين إلى أربع سنوات هي فترة حكمه الأولى.. يؤكد أن مصر تتعافى.. وأن مسؤولية الأشقاء العرب للوقوف إلى جانبها تتعاظم.. وان مصلحة الجميع دولا وشعوبا تفرض على الكل أن يضع يده في يد مؤسسة الحكم المصرية.. ليس فقط من أجل مصر قوية.. وإنما من أجل منطقة عربية أقل مخاطر.. وأكثر توجها نحو التنمية والبناء.

لماذا الاهتمام بأحداث المنطقة
●● وما نتوقعه في هذه الزيارة الخاطفة هو:
●● أولا: أن مصر قد رسمت مستقبلها وحددت ما تريد عمله من أجل أن تظل قوية وصاحبة دور طليعي في المرحلة المقبلة وأن مرحلة الدعم لهذا المخطط الكبير والطموح قد حانت.. وأن خطوات العمل الجاد بين البلدين لتفعيل تلك الخطط والبرامج والعمل على تنفيذها وفق برامج زمنية محددة.. وأن تهيئة جميع الآليات أصبحت جاهزة للبدء الفوري في العمل الجاد، الأمر الذي يجعل هذه الزيارة تحقق نقلة نوعية في الدفع بمشروع التطوير الشامل أمام وذلك بالانتقال من مرحلة التخطيط إلى مرحلة العمل الفنية الدقيقة.. وتوفير الدعم اللازم على كل المستويات..
●● ثانيا: أن الاهتمام الأبرز سوف ينصب كما قلت من البداية على قضايا الإقليم الجادة وذلك بهدف اتخاذ موقف موحد منها.. والاتفاق على خطوات عمل محددة.. تقوم فيها كل من المملكة ومصر بدور معين.. وينسقان بصورة دائمة حول كل مسألة من المسائل المجدولة بإتقان.
●● ثالثا: أن المملكة العربية السعودية مهتمة كل الاهتمام بتحسين الأجواء بين القاهرة وبين اكثر من عاصمة من العواصم العربية والإقليمية والدولية.. وكذلك بينها وبين الهيئات والمؤسسات الدولية التي تتحرك حتى الآن ببطء نحو التعامل مع مصر الجديدة.. وذلك امتدادا للجهود الدبلوماسية القوية التي بدأتها المملكة في قت مبكر ومازالت تواصلها وسوف تستمر فيها حتى تحقق المزيد من التقدم الملحوظ مستفيدة من علاقاتها القوية مع تلك الأطراف.
وتشعر مصر في هذا الصدد بأن هذه الجهود مهمة لأنها تتكامل مع جهودها ورغبتها الحثيثة المتفقة مع رؤيتنا في التعامل مع كافة دول العالم على أسس من الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية.. وإن كانت هناك بعض الدول التي ما تزال المملكة ومصر بحاجة الى تدارس أعمق فيما بينها في التعامل معها والحد من مشاريعها وتحالفاتها داخل الإقليم وذلك في ظل تداخل وتشابك السياسات والأوضاع بمنطقتنا العربية وبالإقليم كله ومع الدول الكبيرة أيضا.

موازين التعامل مع الشرق والغرب

●● وهذا يعني أن هذه الزيارة سوف تسمح للبلدين بتدارس أعمق للتعاون المستقبلي مع العديد من دول العالم وفي مقدمتها روسيا التي يزمع الرئيس عبدالفتاح السيسي القيام بزيارتها بعد غد تلبية لدعوة وجهها له الرئيس الروسي «بوتن» أثناء اتصال هاتفي له مع السيسي منذ أسبوع.


●● هذه الزيارة مهمة بالنسبة لمصر.. كما أنها مهمة بالنسبة للإقليم لأن الدولة المصرية الجديدة اختارت التعامل مع جميع دول العالم وفق ما تمليه مصالحها الخاصة ومرحلة إعادة بناء الدولة القوية وبعيدا عن التحالفات أو الاصطفافات التي كانت آفة المنطقة في الماضي وجاء الوقت الذي يراجع فيه الجميع ذلك بهدف إعادة التوازن في العلاقات مع دول العالم مجتمعة.


●● تلك رؤية سياسية جديدة.. تجري بلورتها الآن.. بحكمة وهدوء وبموضوعية ودون أن تكون لصالح أطراف على حساب الأطراف الأخرى لأن المنطقة من وجهة نظري الشخصية لا تحتمل إعادة نفس السلوك السابق وتعريضها لحرب باردة جديدة بأي حال من الأحوال لا سيما أن قضايا المنطقة على درجة من التعقيد وأن جميع الأطراف متداخلة معنا وأنه ليس من المصلحة أن نحيي من جديد سياسة المحاور الضارة تلك.
●● تؤمن بهذا المملكة كما تؤمن به مصر «السيسي» ويعمل البلدان الآن على أساسه بالتحرك في كل الاتجاهات مستفيدين من كل الأطراف بتوازن شديد.. وبحسابات دقيقة وفي مقدمتها حسابات المصالح المشتركة.. التاريخي منها والآني والاستراتيجي.
●● وخير نموذج على ذلك هو شبكة العلاقات الدولية التي تقيمها المملكة مع كافة دول العالم.. الشرقية منها والغربية.. والتي اتسعت وتعززت عبر شراكاتها الواسعة مع كل من بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية واليابان والصين وكوريا وروسيا وإن تفاوتت درجة ومستوى هذه الشراكات تبعا لحجم المصالح بين دولنا وشعوبنا.

شخصية السيسي منفتحة على الجميع



●● وعندما تختار مصر هذا الطريق.. فلأنها بلد يحتاج كل دول العالم وينفتح مع ثقافاته.. وبالذات في هذه المرحلة التي يتوجب عليها فيه أن ترسم مستقبلها بعناية لإعادة بناء الدولة المصرية القوية على أسس متينة لتلحق بركب مسيرة دول العالم المتقدمة بعد سنوات طويلة من الترهل والضعف.
●● وبما يمكن دول العالم جميعا من أن تشارك مصر في عملية إعادة البناء هذه بما يعود بالخير عليها وعلى شركائها في الشرق أو الغرب.. لأنها تملك برنامجا تنمويا واسعا وعريضا وتريد أن تحققه في فترة قياسية لا تتجاوز أربع سنوات على أن تدخل بعد ذلك مرحلة التحديث والانطلاق بعد الفراغ من مرحلة إعادة بناء الدولة.. سواء على المستوى العسكري والأمني بكل ما يتطلبه من تعزيز للقدرة الذاتية القادرة على تأمين الحدود والأجواء والسيادة بشبكة متطورة من السلاح الحديث والمتقدم.. وكذلك ما تفرضه السلامة العامة للمواطن في الداخل تعزيزا للشعور بالأمان والاستقرار والسلامة.. وبالتالي تشجيع الاستثمارات الأجنبية والسياحة الداخلية بالزيادة والنماء والتوسع وبالذات بعد أن بدأت مشاريع الدولة المصرية الجديدة تدخل مرحلة التنفيذ في مناطق حيوية هامة من مصر.

مقومات الشخصية المصرية



●● صحيح أن المرحلة التي تمر بها البلاد شديدة الدقة والحساسية وبالغة الكلفة.. إلا أن الأكثر صحة هو أن الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي شخصية تعرف ماذا تريد وكيف تصل ببلادها إلى ما تريد.. وذلك ليس أمرا غريبا أو مفاجئا وذلك للأسباب التالية:
1) أن تدرجه في العمل بالمؤسسة العسكرية لمدة (37) سنة قد أكسبه خبرات واسعة في التغلغل في الواقع المصري بكل أبعاده وتفاصيله الأمنية والاجتماعية والاقتصادية إضافة إلى معرفته المتينة بالمؤسسة العسكرية نفسها من الداخل..
2) أن تعاقب أنظمة حكم بدأت بعبدالناصر وانتهت بمحمد مرسي.. مرورا بكل من الرئيسين السادات ومبارك قد مكنته من الإلمام بالكثير من التفاصيل في إدارة شؤون الدولة المصرية بكل دقائقها ومفارقاتها وتجاذباتها مع الواقع الداخلي والارتباطات الخليجية المتنوعة.. لم تجعله مجرد رئيس منتخب فقط تعوزه ثقافة إدارة مؤسسة الحكم في بلاده.
3) أن السيسي جاء إلى السلطة من داخل مؤسسة الحكم.. ومن عصب الشارع المصري وثقافته أيضا ولم يكن بعيدا عن الإحساس بمشكلات مصر.. واحتياجات الشعب المصري.. وبالتالي سهُل عليه الحصول على تلك الأغلبية الساحقة للوصول إلى قصر الحكم عن استحقاق.



4) أن الرجل عاشق لثقافة مصر.. وبساطة مصر.. وغير بعيد أبدا عن معاناة الفلاح المصري ولا عن العيوب والأخطاء ومكامن الترهل في بلده.. فجاء تمسكه بالحديث مع أبناء شعبه بل ومع العالم الخارجي بلهجة ابن البلد دليلا على «مصريته» ووطنيته.. وقدرته على أن يكون صاحب شخصية مستقلة تميل إلى الأصالة.. وتلك ميزة تجمعه معنا بصورة قوية وعميقة الدلالة.. كما كانت سببا في قربه من عقول المصريين وتغلغله داخل مشاعرهم.
5) أن العالم بدأ يعرف السيسي على أنه شخصية مستقلة التفكير.. وأن عقليته المنفتحة على كل دول العالم وثقافاته.. توفر له فرص القبول في هذا العالم مع مرور الأيام.. وبالتالي فإن المسألة لم تعد إلا مسألة وقت فقط.. وبالذات بعد النجاح المتحقق في تنفيذ خطة المستقبل المصرية حتى الآن..
●● لذلك كله أقول إن زيارته القادمة إلى موسكو وربما إلى عواصم أوروبية في فترة لاحقة ومن ثم إلى الولايات المتحدة الامريكية بعد تهيئة الأرضية الملائمة في المستقبل القريب إنما تؤكد أن مصر تعود بقوة الى هذا العالم.. وأنها بالتعاون والتفاهم العالي المستوى مع شقيقتها المملكة العربية السعودية تستطيعان تغيير واقع المنطقة نحو الأفضل لأنهما تمتلكان كل مقومات العمل البناء لما فيه خير الإنسانية.



●● شيء أخير أريد أن أقوله في هذه المناسبة هو: أن صبر الشعب المصري.. وتحمله.. ووقفة المملكة العربية السعودية وبعض إخوتها الخليجيين والعرب.. وتعاونهم كفيلان بتحقيق الاستقرار في المنطقة.. بعد تصديهما لها بكل قوة وإيمان وصبر ومسؤولية لأن ترك الأمور تسير على نفس الوتيرة لن يكون في صالح دول الإقليم أو حتى سائر دول العالم الأخرى بما فيها الدول الكبرى.. وأن الحفاظ على مصالح الجميع يحتم دعم الجهود المضنية التي يبذلها الملك عبدالله بن عبدالعزيز وأخوه فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي والالتفاف حولها لتحقيق تضامن عربي غاب خلال السنوات الأربع الماضية تماما.. وحان الوقت لكي يعود أفضل مما كان لسبب بسيط هو أن الخيار الآخر مكلف ولن يستثني أحدا على الإطلاق.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.