حفلت وسائل الإعلام السعودية الصادرة اليوم الأحد بالعديد من التقارير والتحليلات التي تؤكد أهمية الزيارة التي يقوم بها الرئيس عبدالفتاح السيسي مساء اليوم إلى المملكة، ومباحثاته المهمة مع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وتوقيتها والملفات المهمة التي تتصدرها مباحثات القمة المصرية - السعودية، سواء في مكافحة الإرهاب، أو الأوضاع في غزة وسوريا والعراق وليبيا ولبنان، بالإضافة إلى دفع العلاقات الثنائية بين البلدين. وقال رئيس تحرير صحيفة عكاظ السعودية الدكتور هاشم عبده هاشم في مقاله بالصحيفة أمس إن البلدين قطعا شوطًا بعيدًا حتى الآن في العمل معًا على مشروع إعادة بناء الدولة المصرية القوية، باعتبار أن الاتفاق بينهما على ذلك محسوم. وأضاف هاشم قائلًا: إن زيارة خادم الحرمين الشريفين الخاطفة لمصر، ومبادرته بالوصول شخصيًا إلى القاهرة، أكدت أن المملكة تقف بقوة مع مصر وشعبها كشريك أساسي وكامل لإعادة البناء بكل ماتتطلبه أو يترتب عليها من التزامات وإمكانات ومواقف وتحركات وتكاليف. كما أوضح هاشم أن المملكة ومصر حريصتان على العمل معًا وتسخير كل إمكاناتهما في سبيل إعادة الأمن والاستقرار في المنطقة بكل السبل المؤدية إلى ذلك، وأن مصر جادة في إنجاز خارطة عمل طموح من أجل الوصول إلى المستقبل الأفضل، وبما يمكن الرئيس السيسي من تحقيق كل مايريد ومايتطلع لتحقيقه لمصر ولشعب مصر في ظل رؤية واضحة رسمها منذ اللحظة الأولى ومضى فيها بثبات ومصداقية. وأكد الكاتب أن ماقام ويقوم به الرئيس السيسي من أعمال مضنية وجهود شاقة في سبيل إعادة بناء بلاده في وقت قياسي قدر له من سنتين إلى أربع سنوات هي فترة حكمه الأولى، يؤكد أن مصر تتعافى وأن مسئولية الأشقاء العرب للوقوف إلى جانبها تتعاظم وأن مصالح الجميع دولًا وشعوبًا تفرض على الكل أن يضع يده في يد مؤسسة الحكم المصري ليس فقط من أجل مصر قوية وإنما من أجل منطقة عربية أقل مخاظر وأكثر توجها نحو التنمية والبناء. ورحب رئيس اتحاد المصريين العاملين بالخارج الدكتور سعيد يحيى نيابة عن أكثر من مليوني مصري يقيمون في المملكة بزيارة الرئيس السيسي الأولى للمملكة وأعرب عن رغبة أعضاء اتحاد المصريين في اللقاء به، سواء في المملكة أو مصر. وأوضح السفير عادل الألفي، قنصل مصر العام بجدة، أن الاستعدادات لاستقبال الرئيس السيسي في زيارته تقابل بحفاوة بالغة من حكومة خادم الحرمين الشريفين، وأن تلك الاستعدادات تأتي بصورة مميزة جدًا نظرًا لعمق العلاقات التاريخية بين البلدين وأهمية التنسيق بينهما، خاصة وأن المنطقة تشهد حاليًا العديد من الأحداث والاضطرابات الأمر الذي يتطلب من الزعيمين المزيد من التعاون والتقارب نظرا لانعكاس ذلك على الأمن القومي للبلدين وأعرب عن شكره لكل الجهات الحكومية التي قامت بتسهيل ترتيبات القنصلية المصرية لإنجاح الزيارة. وأكد عدد من المحللين السعوديين السياسيين أهمية زيارة الرئيس للمملكة وأنها تأتي انطلاقًا من العلاقات المتميزة التي تربط البلدين بالإضافة إلى تقارب وجهات النظر فيما يتعلق بالأوضاع التي تعيشها المنطقة، وضرورة إعادة بناء التضامن العربي ومكافحة الإرهاب بكل أشكاله. وقال الدكتور عبدالله القباع أستاذ العلوم السياسية في جامعة الملك سعود بالرياض إن زيارة الرئيس السيسي للمملكة تشير إلى اهتمام القيادة المصرية بمواقف المملكة وسياساتها الحكيمة التي تحرص على وحدة الصف العربي وتقويته وإبعاد الأذى داخليًا وخارجيًا وأن علاقة البلدين علاقة قوية، ولها تاريخ طويل ومشرف وأن السيسي كرئيس جديد لمصر يحرص على تنمية العلاقات مع المملكة لما لها من ثقل. وأشار القباع إلى أن البلدين يستطيعان اتخاذ مواقف قوية وإيجابية ولعب دور فعال على المستويين الإقليمي والدولي. ومن جهته أكد المحلل السياسي الدكتور زهير الحارثي أن الزيارة محملة بكثير من الدلالات المهمة فهي اعتراف بالدور الإقليمي والدولي وتقدير لمواقف المملكة الداعمة لمصر والشعب المصري، خاصة بعد ثورة 30 يونيو، واحترام خيارات الشعب المصري، بالإضافة إلى أن الوضع الإقليمي يتسم بحالة من السيولة السياسية وتحديات يجب التعاطي معها برؤية إستراتيجية؛ لأن الدور السعودي المصري قادر على إعطاء دفعة قوية وتجديد الدماء للعمل العربي المشترك. وقال المحلل السياسي إبراهيم ناظر إن زيارة الرئيس السيسي للمملكة دلالة على التقدير الخاص الذي تحظى به المملكة من قبل القيادة والشعب المصري للدور السعودي في دعم واستقرار مصر، وهي ثقة مصرية بالسياسة الحكيمة للمملكة والتقارب في وجهات النظر فيما يتعلق بمجريات الأحداث في المنطقة والتحديات التي تواجهها من أزمات داخلية لبعض الدول العربية، بالإضافة إلى خطر المنظمات الإرهابية وماتمثله من خطر جسيم على الجسد العربي.