لم يتخيل أحد أن يأتي اليوم الذي يجاهر فيه رموز نظام "مبارك"، بالقول أن ثورة ال25 من يناير "مؤامرة خسيسة"، مثلما فعل حبيب العادلي في مرافعته اليوم. فالرئيس المخلوع حسني مبارك، وصف التظاهرات التي خرجت لإسقاطه خلال خطابه الشهير، بأنها مشروعة، وتضم خيرة شباب مصر، وهو ما بدأ يتبدد على مدار أشهر، وخاصة بعد ملاحقته وحبسه في مجموعة من القضايا، واستمر تصاعد نبرة "المؤامرة" بعد الأخطاء التي ارتكابها نظام الرئيس المعزول محمد مرسي، وما تسبب فيه من تشويه، وهو ما نتج عنه قيام ثورة ال30 من يونيو.
العادلي وقف واثقًا من نفسه، وتعالت نبرة صوته، وأخذ يسرد تفاصيل ربما اعتدنا سمعاها في القنوات الإعلامية المؤيدة لمبارك، بالإضافة إلي مرافعات المحامي فريد الديب.
وأسرد العادلي 6 عناصر، تلخص وفقًا لوجهة نظره مؤامرة الخامس والعشرين من يناير.
أولا:_ القناصة
نفي العادلي وجود قناصة في وزارة الداخلية، موضحًا أن القنص يعنى إتقان اطلاق الرصاص ولا يوجد جهاز خاص بالقناصة، مستشهدًا بما جاء بأقوال اللواء عمر سليمان رئيس جهاز المخابرات بوجود عناصر أجنبية، موضحًا أن الهدف هو ضرب وزارة الداخلية لجعل مصر دولة بلا امن, ودلل على ذلك بوقائع سرقة ملابس اجهزة الشرطة والقوات المسلحة.
ثانيًا:_العناصر المخربة
حيث أشار العادلي إلي أن العناصر الخارجية، والبدو قاموا باقتحام السجون وهربوا 23 ألفا و710 مسجونًا، ولم يكتفوا بتهريب المساجين السياسيين بل خرجوا الجنائيين معهم لإحداث ذعر فى البلاد وارتكاب الجرائم لإشعال الثورة.
وأردف العادلي، أن العناصر المخربة اقتحموا مقار جهاز امن الدولة الذى يوجد به أرشيفات الجهاز، وخاصة السياسى، مؤكدًا لم يتم اختراق ارشيف جهاز أمن الدولة وأن الأوراق التى حصلوا عليها عبارة عن أوراق كانت على مكاتب الضباط.
وأدعو بأن هناك مساجين يوجدون فى سراديب تحت الأرض بمقر الجهاز، وتسجيلات لكبار رجال الدولة، وعندما دخلوا لم يعثروا على سجون او معتقلين كما ادعوا .
وأشار إلي أن العناصر المخربة قامت بالهجوم علي 10 معسكرات للأمن المركزي في محافظاتالقاهرة وحلوان والإسكندرية والسويس وطنطا في محاولة للاستيلاء علي الذخيرة وتدميرها.
ثالثًا:_ التوريث
قال العادلي ، إن احد القضايا التى استثمرت بشكل كبير فى تقليب الراى العام وتم التخديم لها منذ عام 2003 هي "التوريث"، حيث بدأت الشائعات تتصاعد بأن الرئيس يعد لها فعلا.
وأوضح العادلي أنه كان يشغل منصب وزير الداخلية ولم تصل إليه معلومات بان هناك توريث، وأن مبارك كان يريد تنصيب ابنه "جمال " فى الوقت المناسب، ودلل على ذلك بشهادة اللواء عمر سليمان رئيس جهاز المخابرات مشيرا أنه لا بد أن يقوم رئيس الجمهورية بتهيئة أجهزة الدولة على ذلك الأمر وموافق مجلس الشعب والشورى.
رابعًا:_عمر عفيفي
واتهم حبيب العادلي، العقيد عمر عفيفي الهارب بأمريكا، بالوقوف وراء المؤامرة، مؤكدًا أخبرت الجميع بأن الضابط عمر عفيفى يقوم بتهييج المتظاهرين فى مصر عبر شبكة الانترنت، واقترح قطع الاتصالات بينة وبين المتظاهرين ووافق الجميع على قطع الاتصالات، ولم يبد احد اعتراضه، وتم تشكيل لجنة لقطع الاتصال من المخابرات والداخلية والتليفزيون خلال الفترة من 25 يناير وحتى 28 يناير الا انه لم يتم قطع الاتصالات يوم 25 يناير عدم حدوث أي أحداث عنف.
خامسًا:_ الإعلام
ولم يستثن العادلي الإعلام من الوقوف وراء المؤامرة، حيث قال خلال مرافعته، الإعلام كان يعمل علي تعبئه الرأي العام بدعوي فساد الشرطة و انهم يقتلون و يعذبون و لم يشعروا بأمان و استقرار البلاد. سادسًا:_ أمريكا
اتهم حبيب العادلي، الولاياتالمتحدةالأمريكية، بالوقوف وراء مؤامرة الخامس والعشرين من يناير، عن طريق تقليب الشعب على الحكام، مشيرًا إلى أنها كانت تنوى إنشاء الشرق الأوسط الجديد من خلال تفريغ المنطقة، ووضع برنامج سرى على محورين:_
الأول كان يتعرض لقيادات الدولة الذين يريدون تنفيذ خطاطهم عليهم بتقديم نموذج للديمقراطية، وإغراءات مادية، والنظام الذى يرفض يعتبر ديكتاتوريًا لابد أن يتغير.
والنموذج الثانى هو تحريك الشباب فى هذه الدولة وتعليمهم كيفية المطالبة بحقوقهم والمطالبة بالديمقراطية وتعليمهم وتدريبهم كيف يصبحون ثائرون على نظام الحكم.
واختتم أن الولاياتالمتحدة فى سبيل تنفيذ مخططها عملت على تحريك الشباب من "كفاية و6 ابريل وبعض شباب الأحزاب الشرعية والأحزاب غير الشرعية مثل الإخوان المسلمين "وتم إقناعهم وتدريبهم فى قطر وبعض الدول العربية لتعلم الديمقراطية".