رغم أننا نعيش فى الألفية الثالثة ... ورغم قيام ثورة 25 يناير ... ورغم تصريحات ووعود المسؤلين المعسولة ... إلا أن هناك قُرى بمحافظة البحيرة لا زالت تعيش فى القرن السادس عشر ... ومن هذه القرى قرية " المهاجرين " التابعة لمجلس قرية " زاوية غزال " بدمنهور العاصمة البحراوية ... والتى قامت بوابة " الفجر " بجولة داخل تلك القرية الصغيرة صاحبة الهموم الكبيرة ... استمعنا إلى آلامهم وآمالهم لنقلها للمهندس المحافظ مختار الحملاوى وموظفيه وللقيادات الشعبية والتنفيذية بالبحيرة وخاصة مركز دمنهور . فى البداية تقابلنا مع المواطن فتحى أحمد حسن أحد أبناء القرية فقال لنا مشكلتنا الكبرى هنا فى المهاجرين هى " الكهرباء " فأعمدة الكهرباء" انحنت " ومهددة بالسقوط فوق منازلنا بسبب الترعة الموجود عليها الأعمدة بسبب التجريف الذى يحدث للترعة ... وأضاف حسن قائلاً : أنا ابنى وابن أخويا كانوا هيغرقوا فى الترعة دى لولا ستر ربنا ! كما تقابلنا مع إسماعيل محمد عيسى فقال بصراحة مشاكلنا هنا فى قرية المهاجرين كتيرة فمن الناحية الصحية ناموس وذباب صيف وشتا ده غير " الفيران " اللى مالية الترعة الملوثة دى ... وأشار عيسى إلى أن الأهالى قاموا بزراعة أشجار فى الجانب الفرعى اللى موجود به الأعمدة عشان نحد من تجريف الترعة وانهيارها لكن ما فيش فايدة انهارت برضو ... وأضاف ( العجوز ) أحضرنا " الكراكة " لتنظيف الترعة لكن أيضاً نفس وضع انهيار " جرف " الترعة وبالتالى أعمدة الكهرباء تميل ناحية اليمين وبتنرل السوك على الأرض وده خطر جداً علينا ! وفى نفس السياق قال المواطن محمد عبدالحليم فايد كل مشكلتنا فى" الترعة " هى سبب البلاوى كلها والأوبئة ... وأضاف فايد لقد قمنا بمخاطبة ادارة الرى والصرف المغطى عشان " يردموا " الترعة ويضعوا مواسير ولنا ردوا علينا قالوا " الميزانية لا تسمح " ! وطالب أحمد داود الفقى شقيق هشام الفقى الموظف بكهرباء البحيرة والذى يتولى موضوع الشكاوى للمسئولين بتغطية الترعة ووضع مواسير ثم ردمها ... ومطلوب أيضاً نقل الأعمدة الكهربائية من هذا الجانب الفرعى بجوار البيوت إلى الجانب الآخر من الترعة بالشارع الرئيسى لتجنب سقوطه علينا وعلى أطفالنا لأن العمود من فترة صغيرة كان هيقع فوق ولادنا ! كما التقينا نادرة عبدالمولى عيسوى احدى السيدات الفلاحات بالقرية فأكدت لنا أن " الفئران " الموجودة بكثرة فى الترعة الموجودة أمام منازلهم بتاكل " العيال " و " الطير " و كلت كمان " لية " الحولى ... وأشارت نادرة إلى أن الترعة مليئة أيضاً بالثعابين ... هذا بجانب الرائحة الكريهة اللى بنشم فيها ليل نهار ... قولهم يردموها يا بنى ينوبك ثواب ! بينما قالت لنا السيدة العجوز فاطمة حسن على مش هتصدق يا استاذ لو قولتلك ان " الفار " عضنى من " صُبعى " وانا نايمة وخدت 22 حقنة ... ده غير ان بيوتنا حصلها " تشريك " بسبب تجريف الترعة ... ثم تساءلت السيدة العجوز : هُمة فين المسئولين ... دى حاجة تقرف يا بنى ؟؟؟ وأثناء تجولنا بالقرية لاحظت " الفجر " أن هناك مجموعة تقوم بالحفر بجوار أحد الأعمدة الكهربية المائلة والمهدد بالسقوط ... وبالبحث عن المسئول الفنى من قبل شركة الكهرباء وهو عصام شكرى المؤذن فوجدناه وقال لنا : الموضوع بسيط جداً وكل المشكلة أن الترعة التى بجوارها الأعمدة الكهربية تنهار بسبب التجريف فيميل العمود جانباً ... وبعد أن وصلتنا شكاوى الأهالى حضرنا بسرعة وكما ترى نحن نقوم بالحفر حتى نستطيع عودة العمود المائل إلى وضعه الطبيعى مرة أخرى ... أما بخصوص نقل الأعمدة إلى الجانب الرئيسى لهذا الشارع فهذا ليس مسئوليتى وعلى الأهالى أن يتقدموا بطلب لرئيس القرية " سيد حبليزة " ويتم رفعه إلى الشركة من أجل الموافقة على نقل الأعمدة مع العلم أن هذا يتطلب المساهمة المادية من الأهالى مع الشركة ! بينما قال محمد عطا الله شوبير ابن عم أحمد شوبير حسب قوله وهو كهربائى المنطقة " يا باشا العمود مزروع على الترعة وأثناء عمل الكراكة فى تنظيف الترعة العمود بيريح شوية واحنا شغالين فيه وبنصلحه ... يعنى احنا شغالين رسمى ... ومالناش ذنب فى اللى بيحصل ! أما آخر اللقاءات كان مع الطفل عبدالله محمد عبدالقادر 8 سنوات تقريباً والذى قال لنا " انا عاوزهم يردموا الترعة دى ... لأنى كنت هغرق بيها قبل كدة لولا ناس كانوا شغالين فى الصبة جنبى همة اللى لحقونى " !!! إلى هنا انتهت جولاتنا المصورة بالصوت والصورة داخل قرية " المهاجرين " ولكن لم تنتهى مشاكل الأهالى بها فهل يتحرك كل من سيد حبليزة رئيس القرية وحسن حشيش رئيس القسم الهندسى بمجلس القرية والمهندس عبدالحليم أبو عاصى رئيس هندسة كهرباء دمنهور لإنقاذ مايمكن انقاذه بقرية " المهاجرين " التى يعيش أهلها وسط أسلاك الكهرباء التى تمر من فوق منازلهم وعلى الأرض بجوارهم ... كما يعيشون وسط الفئران والثعابين والروائح الكريهة وجيش من الذباب والناموس ؟ وأخيراً يبقى السؤال : أين المهندس مختارالحملاوى محافظ البحيرة من هموم وآلام أهالي قرية " المهاجرين " أم أنه " هاجر " إلى عالم آخر غير عالمهم مفضلاً الجلوس بمكتبه بجوار أجهزة التكييف ؟؟؟ سؤال ننتظر الإجابة عليه من الحملاوى ورفاقه ... فانتظروه معنا . {youtube}a4ZDSkAnk9k{/youtub}