1881 شهيد و9500 جريح و4 مليار دولار خسائر مادية 50 مجزرة أبادت عائلات بأكملها وهدم مئات المنزل والمنشأت عامة تضرر40 ألف وحدة سكنية، وتشريد 10 آلاف عائلة فلسطينية هدم 41 مسجداً كلياً و120 جزئياً، و قصف 10 مقابر تدمير 134 مصنعا وتسريح 30 ألف عامل بالقطاع الصناعى
الفجر - غزة- يحيى عياش كأنّ مسلسل القتل والمجازر أصبح مشهداً اعتيادياً أمام العالم وزعماء العدالة، ففي غزة أصبح المواطن لا يستفيق من مجزرةٍ إلا ويلحقها الاحتلال الإسرائيلي بمجزرةٍ جديدة أكثر بشاعةً من سابقتها، ثلاثون يوماً ومازال قطاع غزة تحت القصف وشلال الدم ينزف. اقتربت حصيلة الشهداء جراء العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة منذ شهر من ما يقارب (1881) شهيداً ثلثهم من الأطفال (430) و(243) امرأة و(79) مسنا" وقرابة 9570 جريحاً بينهم (2877) طفلا و(1853) امرأة و(374) مسنا. ، ، في حين وصل إجمالي عدد المنازل التي دمرتها آلة الاحتلال بشكلٍ مباشر إلى حوالي 800 منزلاً ومنشأة مدنية، وامتدت الأضرار لتحلق المنازل والممتلكات المحيطة. ولعلّ السمِة الأبرز في الحرب الإسرائيلية هي قصف المنازل فوق ساكنيها دون سابق إنذار، مما أدى لارتكاب إسرائيل لأكثر من 50 مجزرةً راح ضحيتها عائلاتٌ بأكملها وشطبت من السجل المدني.
كما ذكر الاتحاد العام للصناعات الفلسطينية إن التقديرات الأولية لحصيلة الأضرار التي تعرض لها القطاع الصناعي في غزة نتيجة الهجوم الإسرائيلي حتى اللحظة تشير إلى أن 134 مصنعا تعرضت لتدمير كلي أو جزئي، بالإضافة إلى تسريح 30 ألف عامل بالقطاع الصناعي. كما أظهرت الإحصائية التي أعدها الاتحاد ونشرها اليوم بأن الخسائر نتيجة التوقف عن العمل خلال الأربعة أسابيع من العدوان تجاوزت 47 مليون دولار.
ولم تكن البنية التحتية لقطاع غزة وطواقم البلديات ومصلحة مياه بلديات الساحل، خارج دائرة الاستهداف الإسرائيلي، فقد قصفت طائرات الاحتلال موظفي البلديات أثناء تأدية عملهم ما أدى لارتقائهم شهداء، إلى جانب الاستهداف المتعمد لآبار المياه ومحطات معالجة الصرف الصحي، ما شكل جريمة حرب متكاملة الأركان. وفي هذا الخصوص أكدت وزارة الأشغال العامة والإسكان أنّ إجمالي الخسائر المادية للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، بلغت 4 مليار دولار أمريكي، إضافةً لتدمير وتضرر أكثر من 40 ألف وحدة سكنية، وتشريد 10 آلاف عائلة فلسطينية من منازلهم بسبب القصف الإسرائيلي. وحذّرت الوزرة من تعرض قطاع غزة للوباء والكوارث إن لم يتدارك الجميع الخطر الداهم، ويتحمل مسؤولياته، مشيرةً لعدم توفر الشقق السكنية الكافية في قطاع غزة لاحتواء العائلة المشردة والمدمرة منازلها، مما يفاقم الأوضاع الإنسانية والاجتماعية في القطاع.
لا خطوط حمراء وربما يعد ضعف التحرك العربي والإسلامي الرسمي والشعبي في شجب ممارسات الاحتلال الإسرائيلي الوحشية ضد قطاع غزة، والشرعنة الأممية والدولية لإسرائيل في السماح لها بتخطي كافة الحدود وعدم الاعتراف بالخطوط الحمراء، تحت تبريرات واهية أبرزها، "حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها"، "وتحميل قطاع غزة كافة المسؤولية عمّا يجري من انتهاكات"، فالعالم أصبح لا يرى إلاّ ما تراه إسرائيل، وإسرائيل لا ترى سوى الأطفال والأبرياء للإمعان في قتلهم وذبحهم أمام شاشات التلفاز. وكيل وزارة الصحة في غزة يوسف أبو الريش يقول: " إنّ المجازر التي تنفذها آلة الاحتلال كل يوم لا تستثني أحداً، بل وصل الأمر لمنع طواقم الإسعاف من إخلاء المصابين والشهداء، إضافةً لاستهداف سيارة إسعاف مؤخراً في منطقة رفح مما أدى لاستشهاد 3 مسعفين، ووصل الحد لقصف المستشفيات نفسها والمناطق المحيطة بها". ويؤكد أبو الريش، من أمام مبنى مستشفى الشفاء بمدينة غزة، أنّ وزارة الصحة تنظر بخطورة لتوقف العمل الصحي في قطاع غزة في ضوء الصمت وإعطاء الاحتلال الضوء الأخضر لقصف المستشفيات وسيارات الإسعاف. ويحذر في الوقت ذاته من أزمة الكهرباء التي قد تتسبب بخطر محدق يتعلق بحياة الجرحى والمرضى المتواجدين في المستشفيات، مطالباً العالم بتخصيص وتأمين المستشفيات والخدمات الطبية. ويضيف وكيل وزارة الصحة "يجيب أن يتوقف العدوان فوراً وكل تأخير يعطي الضوء الأخضر للاحتلال بقتل المزيد من الأبرياء"، داعياً الأشقاء المصريين للنظر بعين الرحمة وفتح معبر رفح أمام الجرحى لتمكينهم من العلاج في المستشفيات خارج قطاع غزة، وكذلك فتح المعبر لإدخال المساعدات الطبية والإنسانية. وفي وقتٍ سابق من العدوان، أعلن أبو الريش عن توقف العمل في مستشفى أبو يوسف النجار بمدينة رفح جنوب قطاع غزة، وإخلاء كافة الطواقم الطبية والجرحى، لعدم توفر تطمينات من الاحتلال بعدم قصفه، بعد تعرض المنطقة المحيطة لقصف مدفعي كثيف وعشوائي، أدى في يومها لمجزرة بشعة برفح راح ضحيتها أكثر من 100 شهيداً وما يزيد عن 300 جريحاً. قصف المساجد لم تتوقف الهجمة الجوية الإسرائيلية عند قصف المنازل، بل طالت عدد من المساجد المنتشرة في كافة محافظات قطاع غزة، حيث دمرت طائرات الاحتلال 41 مسجداً بشكلٍ كلي، و120 مسجداً بشكل جزئياً، إضافةً لقصف الاحتلال ل 10 مقابر. وقصفت القوات الإسرائيلية المتمركزة على تخوم غزة تجمعات سكنية، ما أدى لنزوح الآلاف من الفلسطينيين لمراكز المدن، علّها تحميهم من بطش الاحتلال، ولكن يد إسرائيل طالت أقصى ما يمكن التفكير باستهدافه، حيث دمرت أماكن تجمع النازحين فوقهم. ويقول المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان ومقره جنيف: "لم يكن يدور في ذهن أهالي رفح الذين خرجوا من بيوتهم في وقت سابق ونزحوا الى مدارس الأونروا هربا بأرواحهم من الهجوم الإسرائيلي المتواصل منذ أسابيع على قطاع غزة، أنّ الموت ينتظرهم في ساعات التهدئة الإنسانية المعلنة، والتي ما أن دخلت حيّز التنفيذ حتى سارعوا ليستغلوها بتفقد بيوتهم المدمرة وبقايا ذكرياتهم ومتعلقاتهم المتناثرة تحت الركام الهائل". مجازر ضد النازحين وأكد المرصد أن جيش الاحتلال ارتكب مجزرة بحقهم بعد أقلّ من ساعة على سريان التهدئة الإنسانية التي لم تصمد طويلا، فقام بعيد الثامنة من صباح الجمعة بقصف الآلاف الذين كانوا في شوارع شرقي رفح جنوب قطاع غزة بشكل عشوائي وعنيف بالمدفعية والطيران الحربي وبعشرات القذائف، وقصف السوق التجاري في المدينة. ولفت إلى أن قصف الاحتلال تسبب بمقتل 110 فلسطينيا وإصابة مائتين آخرين حسب إحصائيات أولية بالإضافة إلى وجود جثث بالشوارع لم تتمكن الطواقم الطبية من انتشالها. ولم تتسبب أوقات التهدئة القليلة فقط بمجزرة رفح، إنما كشفت عن حجم المجازر التي نفذت سابقا بحق حي الشجاعية في غزة وبلدة خزاعة شرق خانيونس، حيث تشير تقديرات بانتشال أكثر من 40 جثة في مناطق متعددة معظمها في خزاعة. وذكر المرصد أن إفادات شهود العيان في خزاعة، والذين ذهبوا لتفقّد بيوتهم بعد أكثر من أسبوع من مغادرتها بسبب القصف العنيف، أكّدت وجود حالات إعدام جماعي شهدتها المنطقة، وقالوا إنهم شاهدوا جثثاً متراكمة فوق بعضها في إحدى دورات المياه في أحد منازل البلدة. ونقل المرصد عن مصادر طبية قولها إنه تم انتشال أكثر من 25 جثة بينهم أسر كاملة من خزاعة، واستهدفت قناصة الجيش الاسرائيلي المواطنين أثناء انتشالهم للقتلى في خزاعة. واستمع المرصد لشهادات أولية تفيد بحدوث عمليات قتل جماعي في البلدة وتصفيات جسدية، كما أنه في حي الشجاعية بغزة تحولت عشرات المنازل إلى ركام بفعل القصف العنيف الذي طال المنطقة، فيما تعرضت عشرات المنازل الأخرى للتدمير الجزئي، في صورة أشبه ما تكون بصورة المناطق المدمرة بسبب الزلازل والكوارث الطبيعية، 'غير أن المختلف هنا هو أن هذه المجزرة كانت بفعل متعمد وهمجي قامت به القوات المسلحة الإسرائيلية". في حين، اتهم حقوقيون إسرائيل بارتكاب جرائم حرب، وطالبوا بملاحقة قادتها في المحاكم الدولية، مشيرين إلى استخدامها أسلحة محرمة دوليا في عدوانها الحالي على قطاع غزة. فقد كشف مدير جمعية الإغاثة الطبية الفلسطينية في غزة عاهد ياغي عن مؤشرات على استخدام إسرائيل أسلحة غير مألوفة في حربها المستمرة منذ نحو شهر على قطاع غزة، وهو ما ذهبت إليه تقارير طبية بالنظر إلى نوعية إصابات الضحايا التي وصفت بالغريبة. وتعد الجثث المتفحمة والمشوهة ببلوغ الحروق مبلغ العظام، والإصابات الغريبة التي تبتر الأطراف سنداً لما ذهبت إليه تقارير فلسطينية ودولية بأن اسرائيل تستخدم أسلحةً محرمة دوليا، وشاهداً على جرائم حرب ترتكبها قوات الاحتلال، حسب تأكيد منظمات دولية كثيرة. وكشف تقرير لخبراء إيطاليين وجود دلائل على استخدام القوات الإسرائيلية أسلحة فتاكة محرمة دوليا في غزة تترك أعراضا غريبة لدى الجرحى والشهداء الفلسطينيين. فتلك الأسلحة تتسبب في بتر الأطراف السفلية لضحاياها بصورة وحشية، مع تركها جروحا غير مألوفة تحتوي شظايا صغيرة لا تكتشفها حتى الأشعة السينية، إضافة إلى معاناة المصاب من حروق في أطرافه السفلية. ويشير ذلك إلى استخدام سلاح يسمى اختصارا (dime), أي متفجرات المعادن الخاملة ذات الكثافة العالية التي تؤدي لبتر الأطراف فورا, وحرق أنسجة الجسم. ويستخدم هذا السلاح في شكل قنابل تقذفها طائرات بلا طيار مكونة من الألياف الكربونية وشظايا صغيرة تكون جزيئا أو مسحوقا معدنيا ثقيلا هو نتاج مزج نسب من "التنغستين" المقوى و"الكوبالت" والنيكل أو الحديد. وعند انفجار القذيفة يتحلل غلافها لتنطلق منها الجزيئات التي تكون مميتة في محيط أربعة أمتار، وتخف الإصابة كلما ابتعد الشخص عن مركز الانفجار. وخارج قطر أربعة أمتار قد ينجو الضحية لكنه قد يتعرض لبتر أطرافه بسبب الشظايا الجزيئية التي تقطع الأنسجة والعظام. ما من سبب يمكن أن يبرر عملية القتل المتعمد للمدنيين واستهدافهم واستهداف بيوتهم بهذه الصورة العشوائية والواسعة جدا، ما يجري هو مجزرة وجريمة حرب تخالف أبسط الأعراف الإنسانية والأخلاقية فضلاً عن القانونية، وفق ما قال المرصد الأورومتوسطي. من الواضح أن إسرائيل تسعى للانتقام من المدنيين في قطاع غزة من خلال إيقاعهم تحت العقاب الجماعي، لذلك على الأممالمتحدة بأذرعها المختصة، ولا سيما مجلس الأمن، المسارعة في اتخاذ إجراءات فعالة بحق إسرائيل وبما يقود إلى محاكمة المسؤولين عن هذه التصرفات اللاإنسانية.