بي بي سي- اهتمت الصحف البريطانية بالعديد من الموضوعات ولعل اهمها تأثير الفوضى والاضطرابات التي تعم الدول العربية على الأحداث الجارية في المنطقة، مما جعل اسرائيل "دولة متهورة ولا مبالية في تصرفاتها"، ومخاطر وصول عناصر"تنظيم الدولة الاسلامية" إلى لبنان وامكانية اندلاع حرب مصغرة اهلية في عرسال ومحيطها، الأمر الذي يؤدي الى تداعيات أخطر من الحرب بين اسرائيل والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة. نطالع في صحيفة الفايننشال تايمز مقالاً لجدعون راشمن بعنوان "الفوضى العربية جعلت اسرائيل متهورة وراضية عن أفعالها ". وقال راشمن إنه عندما انتقد الناطق باسم البيت الأبيض القصف الاسرائيلي لمدرسة تابعة لأمم المتحدة في غزة يحتمي فيها مدنيون، شعر بوجود تغيير ملموس في اللهجة الامريكية المستخدمة تجاه اسرائيل، إذ أن امريكا لم تنتقد اسرائيل بتاتا". وأضاف كاتب المقال أن " صديقاً له نبهه إلى أن الرئيس الأمريكي الراحل رونالد ريغان انتقد اسرائيل في السابق، وذلك خلال مكالمة هاتفية اجراها مع رئيس الوزراء الاسرائيلي مناحيم بيغن حينها واصفاً الغزو الاسرائيلي لبيروت الغربية بمثابة محرقة"، مشيراً إلى أن قتل المئات من المدنيين ليس أمراً جديداً على الجيش الاسرائيلي، كما انه ليس بجديد أيضاً جميع تلك الاحتجاجات العالمية المصاحبة اليها. وأوضح أن "اسرائيل مستفيدة اليوم من حالة الفوضى والاضطرابات التي تعم الدول العربية. فسوريا والعراق وليبيا تعاني من صراع يمزقها، أما الحكومة المصرية فقد قتلت المئات من مؤيدي جماعة الاخوان المسلمين في القاهرة، كما انها تعتبر "حماس" تنظيماً متفرعاً من الجماعة"، مضيفاً أن السعودية والتي تعتبر من أقوى الدول العربية من اكثر المعادين لحماس". وختم بالقول إن الظروف السائدة حالياً في المنطقة قد تتغير في أي لحظة، لتحول حماس الى حركة ذات تنظيم معتدل مقارنة بالتنظيمات الناشئة حديثاً كتنظيم الدولة الاسلامية في بلاد الشام والعراق (داعش)، إلا أن اسرائيل المهووسة بالأمن التي يساندها اليمين، قد توقفت عن التفكير بالمستقبل".