قامت مجموعة كبيرة من مرافقي أحد الحالات بالمستشفى الجامعى بالاسكندرية بالاعتداء على طبيب امتياز بالمستشفى. البداية كما يرويها طبيب الامتياز كانت منذ الساعات ليوم الجمعة الماضي الموافق 13 إبريل 2012 بواقعة تمهيدية قبل الواقعة الرئيسية التي حدثت معه ؛ حيث أنه قد أتى إلى المستشفى يومها متوفى برصاصة في الرأس من أفراد الشرطة نتيجة محاولته الهروب من أحد كمائن الشرطة ، فتم نقله إلى المستشفى هو وأعداد هائلة من مرافقيه الذين سيطروا على استقبال المستشفى واضطرت الشرطة لتخفيف تواجدها الأمني داخل المستشفى طوال يوم الجمعة حتى لا يحدث صدام مع أقارب المتوفى الذي قتل على أيدهم نتيجة محاولته الهروب من أحد الكمائن . وتسبب هذا القصور الأمني في زيادة البلطجة داخل المستشفى في وقائع متعددة حتى حدثت كارثة ذلك اليوم والذي كان بمثابة طعنة في آدمية كل طبيب يمارس مهنة الطب في مستشفيات مصر , ويؤكد الطبيب ان الواقعة بدأت عندما أتى إلى المستشفى متوفى بطلق ناري في العنق مع عدد هائل من المرافقين يقدر بالعشرات في ظل غياب أمني داخل المستشفى طوال ذلك اليوم ، وقد دخل المريض المتوقف قلبه بالفعل إلى استقبال المستشفى وهرع الأطباء للتعامل معه وبذل كل الجهد لمحاولة إنعاشه رغم ظهور علامات توقف القلب عليه ، وقد اضطر الأطباء للتعامل معه في وجود المرافقين نظرا لعدم وجود أمن وقد أخذ المرافقين في سب الأطباء أثناء قيامهم بالتعامل مع قريبهم المتوفي بأبشع الألفاظ وأخذوا يحطمون في استقبال المستشفى أثاثه وأجهزته وأخذوا يسبون كل من فيه ، والأطباء مجبرون على التعامل مع الحالة التي تأكدوا من وفاتها بالفعل وعدم وجود اي أمل في رجوعها رغم وجود حالات حرجة أخرى تستحق الإنقاذ لوجود أمل فيها لكنهم لا يستطيعون التعامل مع هذه الحالات تحت التهديد المستمر من أهالي المتوفى ، وأخذوا يتسللون طبيبا خلف الآخر من غرفة الاستقبال خوفا على حياتهم حتى بقي طبيب امتياز أخير في الغرفة والذي عندما هم بالخروج تم سحبه من رقبته من قبل أقارب المتوفى وتم سبه بأبشع الألفاظ عندما تأكد الأهل من وفاة الحالة ثم تبادل أكثر من 20 شخص لكم وضرب الطبيب الوحيد المتبقي معهم ثم طرحوه أرضا وأخذوا يركلونه بالأقدام ! وقد استطاع الطبيب بالعناية الإلهيه التسلل من بين أقدامهم والخروج من الغرفة وهو على قيد الحياة وأخذ يجري بعيدا عن الاستقبال حتى أنهكت قوته من التعب ليفاجأ بصراخ سيدة أمامه تقول له "إلحق يا ابني سكينه!!" ليفاجأ بشخص يحمل سكين يجري خلفه ويهم بالإنهيال بها عليه !!! فيكمل الجري رعبا وفزعا ليختفي داخل أروقة المستشفى وتنقذه العناية الإلهية للمرة الثانية ذلك اليوم !! فيكمل أهالي المتوفى البحث عنه لمدة ساعات بعدها وهو ينتقل من غرفة إلى غرفة بعد أن غير من هيئته حتى يقوم أحد موظفي المستشفى بإخفائه في مكان آمن لعلمه ببحث أهالي المتوفي عنه . بعدما حدث هاج أهالي المتوفى أكثر وأخذوا في البحث عن أي طبيب ليسحبوه تحت تهديد السلاح للتعامل مع الحالة المتوفاة التي يرفضون الاعتراف والتصديق أنها توفت بالفعل ولا أمل في رجوعها ، فخلع جميع أطباء المستشفى البلاطي البيضاء والملابس التي تدل على أنهم أطباء واختفوا من الأقسام القريبة لينجو بحياتهم من بطش هؤلاء المجرمين لتتحول المستشفى خلال نصف ساعة تقريبا من بداية الحادثة إلى مدينة أشباح ويستمر أهل الحالة المتوفاة في جولاتهم داخل المستشفى للبحث عن أي شخص يشتبهون في أنه طبيب لممارسة البلطجة عليه ويقسمون أنفسهم على الأقسام وعلى مداخل ومخارج المستشفى للقبض على أي إنسان يحمل "بالطو أبيض" ليكون الضحية الجديدة لهم ! أثناء حدوث هذه الواقعة توجه الطبيب المعتدى عليه أثناء محاولات فراره إلى ضابط النقطة النوباتجي الذي حاول الاتصال بالداخلية والجيش لإرسال فرقة أمنية لحماية أطباء المستشفى فكان الرد عليه أن هذا لا يمكن الآن لانشغال كل أفراد الأمن والجيش بتأمين مليونية ذلك اليوم، وحسب ما علم الطبيب فإنه تم إرسال مدرعة في وقت متأخر من الليل بعد أن هدأت الأمور بساعات، ولم يحرر الطبيب محضرا بالواقعة ولا بالإصابات التي لحقت به جراء الضرب لأن الحالة الأمنية لم تكن تسمح حتى بذلك.