يظن البعض أن نهج المونتيسوري يعتمد على تصمصم معين للفصل وتقديم أنشطة معينة باستخدام أدوات معروفة باسم أدوات المونتيسوري. هذا الاعتقاد ابعد ما يكون عن الصحة! نجاح أو فشل نهج المونتيسوري يعتمد في الأساس على مقدم هذا النهج؛ الأم والأب والمدرسات والمشرفات وأي شخص يتعامل مع الطفل! الكثير من المراكز والحضانات تقدم نفسها للأهل على أنها حضانات ومراكز مونتيسوري من حيث التصميم والأنشطة ولكن العاملين في تلك المراكز أبعد ما يكون عن شخصية المونتيسوري! كيف تصبح شخص مونتيسوري؟ كيف تتعامل مع طفلك وفقا لنهج المونتيسوري؟ كيف تمتص فلسفة المونتيسوري وتطبقها في تربيتك لطفلك؟ إليك بعض النصائح:
أولا: عليك بدراسة وقراءة مراحل نمو التطور الطفل حتى تستطيع تقديم الأنشطة الملائمة لقدراته فمثلا هل تعلم أن الطفل أقل من ستة أشهر لا يرى الألوان؟ هل تعلم أن أو لون يراه عند ستة أشهر هو اللون الأحمر؟ هل تعلم أنه يرى اللون الأزرق عند تسعة أشهر؟ هل تعلم أنه يرى اللون الأصفر عند 12 شهر؟ هل تعلم أن الطفل حتى عامه الثاني يدرك من خلال اللمس ومن خلال وضع الأشياء في فمه وأن دورك في هذه المرحلة هو تشجيعه وحمايته من الاختناق؟ هل تعلم أن الطفل أقل من ثلاث سنوات يدرك من خلال حواسه وأنك يجب أن تساعده في استكشاف الألوان والأشكال والأوزان والأسطح والروائح ودرجات الحرارة المختلفة؟ أين تقرأ هذه التفاصيل؟ أنصجك بكتاب Dr. William Sears, The Baby Book
ثانيا: يعتمد نهج المونتيسوري على التعامل مع الطفل – حتى وهو رضيع لا حول له ولا قوة – باحترام وتقدير! تعامل مع طفلك في جميع الأوقات كأنه شخص بالغ قادر على الرد والدفاع عن نفسه! وعليك في كل الأوقات النظر إلى الأشياء من منظوره هو! مثلا هل جربت أن تنام مكان نومه؟ أن تجلس حيث يجلس؟ أن تمسك لعبه؟ أن تتذوق طعامه؟ أن تتحسس ملمس ملابسه؟ أن تجلس على الأرض حيث يجلس وترى العالم من منظوره؟ أن تتخيل نفسك في كرسي السيارة وحيدا ومربوط وعاجز عن الحركة؟ اقرأ هذا المقال للمزيد من الأمثلة.
ثالثا: يعتمد تعليم المونتيسوري على القدوة أكثر من دور الوعظ والإرشاد! كن السلوك والمظهر الذي تريده لطفلك. كن هادئ قبل أن تطالب طفلك بالهدوء. كن محترم. كن مهذب. كن لبق. كن ودود. كن حنون. طفلك سوف يمتص كل تصرفاتك وسلوكياتك! للمزيد عن العقل الماص اقرأ هذا المقال.
خامسا: أكثر من الاستئذان؛ "هل تحتاج مساعدة؟" "اتسمح لي بحملها معك؟" "هل تريد أن تمسك يدي؟"
سادسا: أكثر من استخدام "من فضلك" و"شكرا"
سابعا: لا تلعب مع الطفل إلا إذا دعاك للعب معه ولا تغير من قواعد اللعب بدون أخذ رأيه وموافقته ولا تفرض نفسك في مساحته الخاصة. في أوقات كثيرة يريدك الطفل أن تجلس لتشاهده يلعب وسوف يستاء حين تقحم نفسك في لعبه!
ثامنا: احترم لعب الطفل وتركيزه في عمله. لا تقاطعه بالفعل أو القول. احترم رغباته وكن مرن. احترم قدراته ولا تجبره على شئ. احترم انسانيته ولا تسخر منه ولا تهينه.
تاسعا: الطفل هو معلمك الأهم! دع الطفل يعلمك احتياجاته ورغباته! تنازل عن الكبر والغرور ودع الطفل يعلمك كيف تكون الأم والأب والمعلم الذي يحتاجه. تذكر دائما أن كل مناسبة هي فرصة للتعلم وأن الطفل يتعلم من أفعالك أكثر مما يتعلم من كلامك.
عاشرا: انظر لطفلك! انظر لطفلك حين تخاطبه وحين تلعب معه وحين توجهه وحين يتواصل هو معك! انظر لطفلك في عينيه بحب واحترام!