الرسالة.نت- القول الفصل كان في النهاية لحركة حماس: "لا اتفاق حول تهدئة لمدة أربع ساعات". 720 دقيقة خمدت فيها النيران في فلسطين. وبمجرد انقضاء آخر دقيقة، بادرت المقاومة في غزة إلى إشعالها، والضغط على الزناد، ولم ترع اهتماما لتمديد (إسرائيل) التهدئة أربع ساعات. واعتبرته "قرارا من جانب واحد". يعارض ذلك ما دعا له الاجتماع الدولي في باريس، لتمديد التهدئة الإنسانية المعلنة في غزة سبعة أيام، قابلة للتمديد أيضا، في وقت رفضت فيه (إسرائيل) مقترح التهدئة بشكله الحالي، الذي كان وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، قد وضعه. هذا الموقف يضع (إسرائيل) أمام أربعة خيارات، برأي الكاتب صالح النعامي، إما التوصل إلى تهدئة على شروط المقاومة، أو إنهاء الحرب من جانب واحد. ثالث الخيارات، مواصلة الوتيرة الحالية للعمليات العسكرية حتى تتوفر الظروف التي قد تُفضي إلى إجبار حماس على الموافقة على صيغة "الهدوء مقابل الهدوء"، والتراجع عن شروطها، أو توسيع العملية العسكرية حتى إعادة احتلال قطاع غزة. لا تريد المقاومة أن تنخدع، عبر الالتفاف على التهدئة الإنسانية. ربما يفسر ذلك رفض حماس التمديد أربع ساعات. تريد حماس والفصائل من خلفها، اتفاقا نهائيا يضمن وقف العدوان ورفع الحصار. باختصار، هي تُصرُّ على تحقيق "اتفاق مشرف" يستحق حجم الدماء التي سالت على أرض غزة. تشير إحصائية وزارة الصحة غير النهائية إلى استشهاد 1040 مواطنا وجرْح الآلاف، فضلا عن كتلة الدمار الكبيرة التي خلّفها القصف المدفعي والجوي المتواصل. لا ينصح المحلل السياسي حسام الدجني، بتكرار تهدئة إنسانية أو حتى التمديد. ويقول ل"الرسالة نت": "تهدئة انسانية متكررة دون ايجاد حلول جذرية، تضر أكثر ما تنفع". ويقول أيضا: "يجب ألا تتكرر هذه التهدئات لأنها ربما تخلق رأيا عاما مضرا بالمقاومة". الأمور من وجهة نظره، تتجه إلى الأسوأ. "على حماس أن تبحث الآن في كل الأدوات التي تحقق مطالب المقاومة"، يضيف. ويعتقد المحلل السياسي، أن تُقدِم (إسرائيل) على ارتكاب مجازر أكبر من أجل الضغط على المقاومة لتخفيف شروطها، "وهذا يستوجب أن تكون الكلمة الفصل للحس السياسي، من خلال المناورة بغرض تحقيق الهدف الاستراتيجي، البقاء والتحرير". جرت العادة لدى الفلسطينيين عند الإشارة إلى أمر تحقيقه بعيد، أن يخبروك مجازا "ع العيد". التهدئة تبدو كذلك.