وطبعا لا أقصد بالعنوان اضفاء صفة الدروشة على الرئيس عبدالفتاح السيسى، ولكن مقصدى أن هذا الرجل ماشى بنور الله، يدعو ويقول يارب، لأنه وبالتأكيد كان يعرف مقدما هو ومن معه حجم المسئولية -رئيس مجلس الوزراء والوزراء- أنه سيفقد بعضا من شعبيته نتيجة هذه القرارات برفع أسعار الوقود، لكنه لم يعبأ.. بل قرر أن يتحمل حتى يفهم الناس، فهو متأكد أن هذه القرارات «دواء مر» لابد أن نشربه لتبرأ مصر من أمراضها الاقتصادية- وطبعا معها امراض اجتماعية وسياسية وإلى آخره- لم ينظر إلا إلى الحق، ولم يخش فيه لومة أى لائم مهما كان، وبدأ بنفسه، وسمعناه ورأيناه يعلن تنازله عن نصف راتبه الشهرى وعن نصف ميراثه الشخصى، وذهب.. حاملا شنطة نقوده إلى البنك الأهلى -بين دهشة وفرحة موظفيه- ولسان حاله يقول: أنا المواطن عبدالفتاح السيسى أضع نصف ما أملك للمساهمة فى علاج «أمى» التى ربتنى، ونشأت فى خيرها، ويتطلب علاجها اليوم جراحة غالية الثمن، مرتفعة التكاليف ورعاية مركزة من أبنائها.. وها أنا أمامكم.. شجعونى وليقم -كل فى مكانه- بتقديم ما يستطيع لإنقاذ «أمنا». مصرنا الغالية.. ل «تحيا مصر». إيها السادة
إذا كان هناك من يغشك بالكلام.. ليقول لك: الرئيس السيسى يدلل الأغنياء على حساب الفقراء.. لا تصدقوهم.. بل قولوا لهم: إن الرجل عارف بالله.. ويواجهنا بالحقيقة مهما كانت صادمة، هو عارف بالله وليس عارفا بالسياسة بالدرجة الأولى وإلا كان الأسهل عليه والأولى به أن يغازلنا ببعض القرارات التى تدغدغ أحوالنا المتعبة وعلى حساب كرامتنا وعزتنا، ورأى الرئيس أن مصر بتاريخها وحضارتها لن تستطيع أن تحيا على المنح والمساعدات من الأشقاء والأصدقاء، ولا بد أن تقوم سواعد أبنائها بالبناء وتعويض ما فات، وإذا كان الأبناء الأغنياء قد غرتهم الدنيا.. واكتنز المال عدد كبير منهم.. رغم أن الأم «مصر» هى أصل الثراء ومصدره.. فلابد أن نتدبر الأمر بمخاطبتهم أولا ثم بالقانون من بعده لتحصل مصر على حقها، آملين أن تعود الأسرة المصرية كلها -أغنياءها وفقراءها- إلى سابق عهد كانت فيه تتكاتل وتتكافل.. المهم أن أرى أن هذا الرئيس العارف بالله يحاول -ولم يمض على حكمه سوى أيام قليلة- أن يلملم الجراح.. فالامر جد خطير.. لكن الأمل فى الله لا ينقطع.. فالمريض يحمل جينات وراثية أصيلة وأصلية.. يقول عنها الاطباء إنها قادرة على تحقيق شفائه لكن يحتاج إلى الصبر والتحمل ومعها ضرورة الذكاء وإعمال الذكاء فى تقدير الأمور ومقاومة بعض عوامل الهدم وقوى الشر التى تحاول الهدم باسم الدين فى أعتى خداع للبسطاء من الطيبين، ولعلنى أقول لمواطنى مصر الطيبين الشرفاء الذين يستمعون إلى قول الزور من بعض الادعياء: «يابخت من بكانى وبكى علىّ ولا ضحكنى وضحك الناس علىّ» وهى حكمة أبنائنا وأجدادنا.. تذكروها وتذكروا أن الحد الأدنى من أجوركم قد ازداد بعد الثورة وسيزداد اكثر بتعاونكم وانتصاركم فى هذه الحرب الشرسة والبقية تأتى حتى يعتدل الميزان.
وإذا كان لى أن أعود من جديد.. فإننى لابد أن أتذكر واذكرّ حضراتكم بضرورة أن نعتصم جميعا حتى لا نتفرق.. وحتى نصبح بنعمة الله إخوانا مسلمين لا إرهابيين..
ولنتفق جميعا.. متوسطو الحال والبسطاء مع هذا العارف بالله الرئيس السيسى لعل من أجل الغالية «مصر»، نشد أزره، ولننظر من بعيد فى تدبر إلى من غره المال ونسى أن المال مال الله، ونؤكد ونتأكد أنه يعز من يشاء ويذل من يشاء، وأنه يؤتى الملك من يشاء وينزع الملك ممن يشاء وهذه الأيام القريبة بيننا، وتذكروا أن كل من عليها -أيها الاغنياء- فان.. ولا يبقى إلا وجه ربك ذو الجلال والاكرام.
رجال الاعمال الشرفاء
انظروا وراقبوا هذا الرجل.. فى أول الطابور من أجل علاج «الأم» المريضة.. هو يقف تحت أقدامها.. ولا أظن إلا أنه سيلاقى الجنة بإذن الله.. فالجنة تحت أقدام الامهات.
وهذا هو ما نعرفه جيدا ونؤمن به جيدا..
ويؤمن به العارف بالله الرئيس عبدالفتاح السيسى وسيعزه به سبحانه وتعالى.