في الوقت الذي يقترب فيه موعد الانتخابات البرلمانية، نجد التحالفات الإنتخابية بين كبار اللعبة وصغارها تحدث بصورة مستترة بعض الشىء خوفا من القيل والقال، ويطمح الجميع فى الحصول على نصيب الأسد من مقاعد البرلمان المقبل، ولذلك يخشى هذا الفصيل أو ذاك أن يعلم أحد بما يدبره للسطو على مقاعد البرلمان والهيمنة عليها. من ضمن القوى والفصائل التي تستعد بقوة للدخول فى انتخابات البرلمان المقبل هو الفصيل الصوفي ذو النسبة المليونية الكبيرة والمنتشرة عبر أنحاء مصر.
الشبكة العنكبوتية التي يتمتع بها هذا الفصيل الكبير جعل حشده للأصوات والمواطنين سهلا، وخاصة مع الود المتواصل بين جميع الشرائح المجتمعية وهؤلاء الصوفية الذين يتمتعون بالروحنيات الدينية.
الفجر علمت من خلال علاقتها بمشايخ الصوفيين ومريديهم الخطة التي وضعتها الصوفية للسيطرة على مقاعد البرلمان فى كافة محافظات ومراكز وقرى ونجوع مصر، وذلك من خلال الاعتماد على كبار عائلات الصعيد والوجه البحرى، إضافة إلى العائلات السياسية المحسوبة على الحزب الوطنى السابق.
فى بداية كشف مخطط الصوفية، يقول لنا الشيخ عبدالخالق الشبراوي، رئيس جبهة الإصلاح الصوفية، إن الصوفية ستقوم بجمع كلمة مريديها فى جميع المحافظات من أجل دعم المرشحين الغير منتمين للإخوان أو السلفية وذلك من خلال الاتفاق مع عدد من المرشحين فى كل محافظة على دعم الصوفية لهم مقابل الولاء للبيت الصوفى وخدمة أبناء الصوفيين فى جميع أنحاء الدولة.
ويضيف القيادى الصوفى أن الصوفية لا تثق فى أى مرشح ينتمى للإخوان أو السلفيين أو كان فى يوم من الأيام له علاقة بالتنظيمات أو الجماعات الإسلامية، لذلك نختار كل من هو محب للصوفية ولآل بيت النبى صلى الله عليه وسلم.
من جانبه، قال الدكتور عبدالله الناصر حلمى الأمين العام للقوى الصوفية إن خطة الصوفية تكمن فى الدفع بمرشحين فى جميع الدوائر الانتخابية وبالاخص الدوائر التي سينزل فيها مرشحين تابعين للدعوة السلفية، لافتًا إلى أن المواطنين فى هذه الدوائر لا يجدون المرشحين الصالحين لتولى مثل هذه المناصب البرلمانية الرفيعة، ويقومون باختيار المرشح الصوفى الوسطى الغير متطرف الذى لن يخذلهم فى يوم من الأيام بسبب دعمهم له.
وأضاف الناصر أن الإخوان خدعوا الشعب خلال البرلمان الذي تلى ثورة 25 من يناير من خلال الكلام المعسول والحديث باسم الدين، وهذا ما ترفضه الصوفية، مشيراً إلى أنها تقدم نفسها للشعب على أنها منهج وسطي يفعل ما يقول دون دفع رشاوى أو ما شابه لأى مواطن أو جماعة فى المنطقة التى ستدفع بمرشحين فيها.
فيما أوضح الشيخ علاء أبوالعزائم أن الصوفية ستعتمد اعتمادا كليا على كبار العائلات فى الصعيد والوجه البحرى وكل القيادات المتمرسة فى العمل السياسى البرلمانى والحزبى والتى كان لها باع طويل وتعرف وتعلم خبايا اللعبة السياسية وذلك من أجل الدفع بهم كمرشحين عن البيت الصوفى.
وأضاف أبوالعزائم خلال جلسة مع مشايخ الصوفيين أن هذه الاتفاقات تضمن السيطرة على أكبر عدد من مقاعد البرلمان لصالح الصوفية ورجالها فى مصر، وهذا ما يجعل لهم كيان يناطحون به الكيان السلفى الذى يطمح هو الأخر فى الحصول على النصيب الأكبر من مقاعد البرلمان.