لدينا مفتشين على مستوى الجمهورية يجوبون جميع المساجد.. وسنطبق الغرامة على من يعتلي المنبر من غير الأزهريين المساجد الآن تحت سيطرة وزارة الأوقاف سيطرة كاملة.. ومصر تدار بقوانين ليس هناك أي ضغوط تمارس على الوزارة إطلاقا.. وإنشاء بيت للزكاة إعادة لبيت مال المسلمين
وزارة الأوقاف هى من أنشط الوزارات التى تحارب الفكر الدينى المتطرف والإرهاب خلال الفترة الماضية من خلال بعض القرارات التى لاقت صدى واسع إعلاميا وصحفيا وشعبيا خاصة مع قدوم شهر رمضان الكريم.
وبهذه المناسبة الكريمة التى تعود على المصريين بالخير واليمن مرة من كل عام كان ل"الفجر" حوارا هاما مع فضيلة الشيخ د/محمد عبد الرازق عبد الهادي، وكيل أول وزارة الأوقاف ورئيس قطاع مكتب الوزير..
· كيف استعدت الوزارة لاستقبال الشهر الكريم؟.. وما هي أهم التوجيهات والإرشادات التي تم توجيهها للأئمة؟
- أحب أن أهنئ الأمة الإسلامية بقدوم هذا الشهر الكريم شهر رمضان أعاده الله على الأمة الإسلامية بالخير واليمن والبركات, والوزارة استعدت هذا العام بعدة أنشطة على سبيل المثال لا الحصر، وتم تبليغ جميع المديريات على مستوى الجمهورية بالمساجد التى يتم صلاة التراويح بها جزء كامل من القرأن الكريم وعدد هذه المساجد يبلغ 150مسجد من أكبر المساجد لرغبة الناس بذلك, وأيضا تم الأعداد للملتقيات الفكرية وتم توزيعها على عدد 165 مسجد كبير على مستوى المحافظات وسيكون ذلك مشترك بين وزارة الأوقاف ومشيخة الأزهر بمعنى أنه سيتم التبادل بينهم كل يوم فى إلقاء المحاضرات أى أن الشهر سينقسم إلى قسمين أحدهما للأوقاف والآخر للوعاظ بالأزهر ومعظم الأنشطة خلال هذا الشهر مشتركة.
- وأيضا تم اعتماد الفائزين بالسهرات الرمضانية، حيث تسابق 1182 قارئ وفاز منهم 600 قارئ يؤدون السهرات الرمضانية على مستوى الجمهورية، حيث تم توزيعهم توزيعا عادلا بين المحافظات بمعنى أن هناك محافظات نجح بها عدد كبير مثل بني سويف التى فاز منها 75 قارئ وهناك محافظات أخرى لا يوجد بها أحد مثل محافظات القناة.
· اعترض البعض على اقتصار صلاة التراويح على 150مسجد واعتبروه عدد لا يكفى المصلين خاصة مع تزايد الإقبال على المساجد خلال الشهر الكريم.. فما هو تعليقكم؟
- ال150 مسجد هو عدد قليل بالمقارنة بعدد مساجد الجمهورية والتي تزيد عن 110 ألف مسجد، لكن المساجد الجامعة بها لا تتجاوز 80 ألف مسجد, ونحن نريد ألا نقحم الناس فى أن تكون كل المساجد بها صلاة تراويح بجزء كامل, لكننا نراعى ايضا الأحداث, وصحة الناس مصداقا لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، (من أم الناس فليخفف فإن فى الناس الضعيف والمريض والمسافر وذا الحاجة)، وخاصة فى أوقات الصيف يريدون تأدية صلاة بسيطة وسهلة تمكنهم من المواظبة.
· القرار الخاص بغرامة ال 20 ألف جنيها لمن يعتلى المنبر وغير منتمى للأزهر يمكن تطبيقه بالمساجد الكبيرة لكن كيف سيتم تطبيقه بالزوايا والقرى؟
- هذا قانون ولابد من تفعيله ومتابعته, ويوجد عندنا بوزارة الأوقاف ما يسمى بمأمور الضبطية القضائية ولدينا مفتشين على مستوى الجمهورية يجوبون جميع المساجد سواء كانت كبيرة أو متوسطة أم زوايا مصرح لها بالصلاة فى يوم الجمعة, ومن يخالف ذلك نطبق معه القانون ولا يعنينا سواء كان فى مسجد كبير فى المدينة أو صغير بالقرية.
· وهل هناك ألية لتنفيذ القانون على 110 ألف مسجد؟.. وهل لدينا عدد خطباء كافى يغطى هذا العدد من المساجد؟
- ال 110 ألف مسجد لا يعملون الآن جميعا, وهذا رقم عددى, لكن الذى يعمل بعد إغلاق الزوايا, والمساجد الصغيرة المجاورة للمساجد الكبرى الجامعة انخفض عددها الآن، واستطعنا أن نسيطر عليها, ويوجد لدينا فائض من الآئمة والخطباء, ونضع فى اعتبارنا أننا أغلقنا أكثر من 12 ألف زاوية وأغلقنا المساجد الصغرى, وهذا بالنسبة لرمضان أو بعد رمضان, حيث لن يتجاوز عدد المساجد الجامعة 82 ألف مسجد جامع, لدى منهم 58 الف إمام وخطيب معين بوزارة الآوقاف, وهناك 3 الأف واعظ , و3 الأف ممن هم محالين الى المعاش وذلك بخلاف خطباء المكافأة وعددهم 40 ألف خطيب, اذن لا مشكلة إطلاقا ولا حجة لأى أحد يدعى بأنه لا يوجد خطيب بأى جامع, وهناك غرفة عمليات من كل جمعة على مستوى الجمهورية لإستقبال طلبات الأهالى الخاصة بالخطيب أو الإمام, خاصة أنه تم رفع 13 ألف خطيب ممن لا يحملون مؤهلات أزهرية أو لا يحملون تراخيص, وأصبحت المساجد الآن تحت سيطرة وزارة الأوقاف سيطرة كاملة ونتمكن من إداراتها.
· لم يشاهد أن هناك من يرتدي الزي الأزهري من غير الأزهريين.. هل القرار الخاص بالزى الأزهرى له علاقة بمعلومة أمنية ما؟
- ليست هناك علاقة, فالناس دائما تتحدث عن أن الأمن هو الذى يسيطر أو يوجه , لكن نحن فى مؤسسة عريقة تدار بمعرفة وزير واحد فقط هو الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف وهو الذى يصدر التعليمات, ويضع السياسات والخطوط العريضة, ويأمر بغلق المساجد عن طريق القطاع الدينى, ونحن ننفذ كل ما يطلب منا فى حدود اللوائح والقوانين.
· وبالنسبة للقرار الخاص باقتصار الاعتكاف على العشر الأواخر من رمضان.. هل هو تخوف من تحويل الاعتكاف إلى اعتصام من قبل فئة معينة؟
- من قال ذلك فقد كذب, ونحن أرسلنا الى جميع المديريات بإرسال قائمة بالمساجد التى يرغبون بإقامة الاعتكاف بها, ووضعنا فى الإعتبار أنه من شروط الاعتكاف أن يسجل اسمه فى سجل خاص بالوزارة وتقوم الإدارة التابع لها المسجد بمراقبة هذا الاعتكاف وأن يكون المعتكف من ضمن أبناء الحى الموجود به المسجد حتى لا يقيم بالمسجد أحد غريب, ونحن لا نخاف الاعتصام وإلا ما كنا فتحنا باب الاعتكاف بالمساجد لأن الدولة عادت بقوة ومن يفكر باعتصام فى مسجد سيلقى عقابه, لأن مصر الآن تدار بقوانين وليست بعشوائيات.
· المساجد عادة ما يكون بها صناديق للزكاة.. كيف سيدار هذا الأمر خاصة مع بداية العمل على إنشاء بيت للزكاة تابع للأزهر الشريف؟
- أود أن يفرق الناس بين صناديق الزكاة وصناديق النذور, وهذه الصناديق لا توجد بكل المساجد ال165, وصناديق النذور توجد بالمساجد التى توجد بها أضرحة, وهناك صناديق أخرى تابعة للجمعيات الآهلية تشرف عليها وزارة التضامن الإجتماعى, وهناك صناديق لمجالس الإدارات، وتبلغ نسبة وزارة الأوقاف منها 20% وتدفع لصيانة المساجد ولأعمال البر وخلافه, وغير ذلك لا نصرح به, لكن إن وجد صناديق للزكاة فهى تكون خارج المسجد أو الجمعيات وتكون تابعة لبنك ناصر الاجتماعى ولا علاقة للأوقاف بها.
· وما رأيكم فى فكرة إنشاء بيت للزكاة؟
- فكرة إنشاء بيت الزكاة فكرة حسنة وطيبة، وأنا من هذا المقام أتوجه لكل المصريين بأن يشاركوا به, لأنه إعادة لبيت مال المسلمين قديما على عهد رسول الله, فنرجو من المصريين أن يتعاونوا ويساهموا ويشتركوا به, وهى أصبحت واقعا وسيعود خير هذا المشروع على من فكر فيه, ونشكر فضيلة الإمام الأكبر الشيخ أحمد الطيب وكذا مفتى الجمهورية ومعالى وزير الآوقاف على هذا المشروع العملاق الضخم الذى يعود بالخير على المصريين جميعا فى هيئة مستشفيات ومدارس وغيره.
· الأئمة الذين يتم إعارتهم للخارج خلال شهر رمضان يعتبروا سفراء لمصر بالخارج.. ما هى معايير اختيارهم؟
- يتم اختيار الموفدين إلى شتى دول العالم عن طريق الاختبارات العامة ثم الاختبارات الخاصة، ثم يقوم بالمرور على وزير الأوقاف عن طريق لجان عالية المستوى تقوم باختبار هؤلاء المسافرين، ويتم تصفيتهم عن طريق لجان علمية كبرى تتحقق من علمهم ومن القرأن ومن السنة ومن كل الآثار الصحيحة، ثم يقوم معالى وزير الأوقاف بمقابلتهم بنفسه، ويصدق لهم بالتصريح للخروج من مصر، لأنهم سيرفعون علم مصر في الدول التي يزورونها في شهر رمضان.
· لماذا دائما تكرار التمسك بقرار الخطبة الموحدة والمدة المقررة للخطبة ال 20 دقيقة ؟ وهل هذا معناه أن هناك ضغوط ما تمارس على الوزارة ؟
- ليس هناك أي ضغوط تمارس على الوزارة إطلاقا
· حزب النور ينظر إليه على أنه حزب دعوي ولديهم دعاة وهم لهم مساجدهم بالفعل.. هل مارسوا ضغطا على الوزارة بخصوص هذا الملف؟
- حزب النور التزم أن يقدم من أبنائه ممن يحملون مؤهلات أزهرية, والتزم بالخطبة التي تصدرها وزارة الأوقاف ولا اعتراض على ذلك, وكان هناك لقاء بين قيادات حزب النور ومعالى الوزير وكنت حاضرا هذا اللقاء, وكان حاضرا د/ يونس مخيون, ود/ محمد منصور، واتفقنا على أن يقدموا من يحملون مؤهلات أزهرية، ونقوم باستقبالهم, وهم من جانبهم التزموا بتوحيد الخطبة وألا يحيدوا عنها إطلاقا, وملتزمون بالوقت التى تحدده وزارة الأوقاف 20 دقيقة للخطبة, واتفقنا على اختبارهم أمام لجان ثم إعطائهم إجازة الخطابة.
· وهل يعتبر المسؤولون فى وزارة الأوقاف رجال دين أم رجال سياسة؟
- وزارة الأوقاف تعمل فى الدين وفقط ولا تعمل فى السياسة, والسياسة لها رجال والدين له رجال, ولن نسمح بتراخيص لأهل السياسة لأننا وزارة دعوية فى المقام الأول, ومن يريد أن ينضم إلينا دعويا ويكون خالصا فى انتمائه للأزهر والفكر الوسطى فنحن نرحب به, أما رجال السياسة فلهم منابر أخرى غير منابر وزارة الأوقاف, وأؤكد أن وزارة الآوقاف هى وزارة دعوية لأنه أذا ما دخلت السياسة إلى المنابر ضاعت السياسة وضاعت المنابر وضاعت الدعوة, و لنا فكر واحد هو الدعوة وفقط من منطلق الآية الكريمة "ادعوا إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة"، وهذا هو أسلوب وزارة الأوقاف، والدعوة الوسطية الأزهرية التي ليس بها تشدد.
· وما رأيكم كرجل دين في الملصقات المنتشرة المكتوب عليها "هل صليت على النبى اليوم"؟ وهل تنظر إليها وزارة الأوقاف من جانب سياسي؟
- من يقوم بطباعة هذه الملصقات لا نعرفه, ونحن لا نسمح بأي ملصقات داخل المساجد وذلك فى حدود اختصاص الوزارة, لأنها تلهي المصلى عن أداء الفريضة، خاصة ونحن مقبلون على انتخابات برلمانية قريبا, ولن نسمح بملصقات ولا مطويات ولا عمل ندوات أو استخدام المنابر فى السياسة أو فى الدعوة لانتخاب شخص معين, ونحن بعيدين عن هذه الأشياء بعدا حقيقيا, والناس جميعهم أمامنا سواء فلا نميل لهذا أو إلى ذاك.
· يعتمد الرئيس عبد الفتاح السيسي على الأزهر والأوقاف في مواجهة الفكر المتطرف.. ما هى أهم التوجيهات التي طالبكم بها في آخر لقاء جمع بينكم؟
- طالب معالي رئيس الجمهورية بتجديد وتحديث الخطاب الدينى, ونحن عاكفون على ذلك لأنه لابد للموضوعات أن تصدر عن المؤسسة الوحيدة المناط بها هذا الأمر وهى وزارة الأوقاف بالمشاركة مع الأزهر الشريف, وكانت الخطبة الموحدة هى تأكيد على تجديد الخطاب الدينى وهى بذلك لا تكون بدعة من القول كما يدعى المدعون.
· "المرتبات الضعيفة للدعاة" كانت هذه الجملة من أهم أسباب أو عوامل ضعف الدعوة.. هل هناك إجراءات تم اتخاذها بهذا الشأن؟
- دائما وزير الأوقاف يعمل على النهوض بالإمام وكما رأينا فى الآيام القليلة الماضية، قام بتفعيل قوافل التوعية ب100 جنيها إضافة إلى بعض الزيادات التي كانت قد ماتت لكنه أحياها مرة أخرى حتى وصلت إلى 400 جنيها زيادة فى الشهور القليلة الماضية, وما زال يعمل معالي الوزير على تحسين دخل الإمام ونحن معه.
ولكن أقول للجميع أن هذه المرحلة ليست مجال للمطالبات الفئوية, فإذا الرئيس تنازل عن نصف مرتبه ونصف ثروته, فالقليل القليل كثير فى حب مصر وعلى كل منا أن يتبرع بجزء من راتبه أو بجزء من مكافأته كى تزدهر مصر وتعود إليها قوتها, وتقوم من هذا المرض البسيط, لأنها تمرض لكنها أن شاء الله لا تموت, ويجب أن نكون على قلب رجل واحد حتى نصل إلى ما نصبو إليه.