أمر العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز أمس باتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية أراضي المملكة تحسبا لتطورات الوضع في العراق، خاصة في ظل سيطرة مسلحين من داعش على مدينة عراقية قريبة من الحدود السعودية.
وجاء في بيان صادر عن الديوان الملكي السعودي “بناء على الأحداث الجارية في المنطقة وخاصة في (العراق) فقد درس مجلس الأمن الوطني برئاسة الملك عبدالله بن عبدالعزيز مجريات الأحداث وتداعياتها”.
وأضاف البيان أنه “حرصا من الملك عبدالله بن عبد العزيز على حماية الأمن الوطني للمملكة مما قد تلجأ إليه المنظمات الإرهابية أو غيرها من أعمال قد تخل بأمن الوطن؛ فقد أمر باتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لحماية مكتسبات الوطن وأراضيه، وأمن واستقرار الشعب السعودي الأبي”.
وعلمت “العرب اللندنية” أن المملكة رفعت درجة الاستعداد للقوات المسلحة في المناطق الشمالية، والشمالية الغربية والشرقية، وكذلك بين أجهزة وزارة الداخلية المعنية بالحدود.
وتحدثت مصادر سعودية عن أن الجيش السعودي يستعمل لأول مرة طائرات دون طيار لمراقبة الحدود الطويلة مع العراق والتي تمتد إلى 814 كيلومترا.
ويأتي البيان الملكي بعد الأنباء التي تحدثت عن أن مقاتلي ما يُعرف ب”داعش” بسطوا سيطرتهم على بلدة الرطبة، التي تبعد 70 ميلا (نحو 112 كيلومترا) عن الحدود السعودية والأردنية.
وقال مراقبون إن الاستعدادات العسكرية والأمنية السعودية على الحدود مع العراق تأتي تحسبا لأي تحركات غير مدروسة تقوم بها مجموعات متشددة مثل داعش من ناحية، ومن ناحية أخرى خوفا من تدفق أعداد من اللاجئين العراقيين إليها مثل ما حصل في تسعينات القرن الماضي في مدينة رفحاء (780 شمال العاصمة السعودية الرياض).
وكان وزير الخارجية السعودي، الأمير سعود الفيصل، وصف تنظيم “داعش” بأنه مجموعة إرهابية، وذلك في تصريحات ترد على مزاعم لرئيس الوزراء العراقي المنتهية ولايته عن علاقة المملكة بالإرهاب.
وحول هذه الاتهامات، قال الفيصل خلال مؤتمر صحفي في ختام اجتماع المجلس الوزاري لمنظمة المؤتمر الإسلامي بجدة الأسبوع الماضي، “هذا الاتهام مدعاة للسخرية وهو يأتي في أعقاب البيان الذي صدر من المملكة في تجريم الإرهاب”.
وأردف في قوله “إذا كانت لنا نصيحة للمسؤول العراقي للقضاء على الإرهاب في بلاده هو أن يتبع السياسة التي تتبعها المملكة ولا يتهمها بأنها مع الإرهاب”.
وفي فبراير الماضي أصدر العاهل السعودي مرسوما يفرض مدد سجن طويلة على من يسافر للخارج للقتال أو يشجع على ذلك. وتسليط عقوبات بالسجن على من ينضمون لجماعات متطرفة أو يشيدون بها.