قال اللواء حمدى بخيت الخبير العسكرى والاستراتيجي أن زيارة جون كيرى وزير الخارجية الأمريكية إلى القاهرة أمس تأتى فى توقيت بالغ الدقة وعلى خلفية تأسيس المصالح الأمريكية فى المنطقة عقب نجاح إيران فى إحراج الولاياتالمتحدة دوليا و تقويض نفوذها فى المنطقة. وأضاف اللواء بخيت فى تصريحات خاصة للفجر حالة الالتهاب التى تعانى منها المنطقة حاليا ليست بسبب تنظيم داعش الإرهابى، وإنما يمثل داعش إدارة أمريكية للأزمة للضغط على إيران فيما يتعلق ببرنامجها النووى والذى جرت مفاوضات بشأنه الأيام الماضية فى فيينا، مشيرا إلى أن إعلان إيران رفضها مناقشة أية قضايا بخلاف برنامجها النووى دلالة على الفخ الأمريكي الذى كان مرتبا لاستدراج إيران له ودلالة أيضا على ضلوع الولاياتالمتحدة فى تحركات داعش الأخيرة.
واكد اللواء بخيت أن داعش أصبح أكثر التنظيمات الإرهابية ثراء عقب استيلائه على بعض آبار البترول قى المناطق التى اجتاحها مؤخرا وذلك فى إطار خطة التمويل الذاتى حتى تتخلص القوى المحركة لهذه التنظيمات الإرهابية من عبء التمويل، مشيرا إلى أن أوروبا هى من تقوم بشراء هذا البترول بأرخص الأسعار الأمر الذى يلقى بظلاله على مفاوضاتها مع إيران كما يكشف عن الكثير من الألاعيب الأوروبية وفسادها إزاء المنطقة العربية .
وحول الدور المصرى فى هذا التوقيت العصيب، أكد اللواء بخيت أن مصر دولة مركزية قوية خاصة بعد انتخاب رئيس جديد للبلاد يحظى بدعم شعبى هائل وهذا ما اكده جون كيرى وهى مؤهلة للعب أدوار إقليمية خطيرة هى ما استدعت الولاياتالمتحدة إلى تلطيف الأجواء عبر زيارة كيرى الأخيرة وعبر عودة كافة أشكال العلاقات القديمة العسكرية إدراكا منها لقيمة الدور المصرى ومحاولة لحشد المنطقة للتحرك ضد إيران .
واختتم بخيت حديثه قائلا مصر محور ارتكاز قوى فى المنطقة لا يمكن لأى قوة تجاهله وتستطيع مصر إقامة حوارات مع الجانب الخليجى وبناء موقف عربى موحد كما تستطيع إقامة حوار مع إيران لإعادة ترتيب الأوضاع فى المنطقة وقطع الطريق على الولاياتالمتحدة لاستثمار الخلافات بين القوى الإقليمية لصالحها.