وسط حضور الآلاف من المريدين والمحبين لأولياء الله الصالحين، افتتح الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق، واللواء أحمد عبدالله محافظ البحر الاحمر، والداعية الكبير الحبيب الجفري، واللواء حمدي الجزار مساعد وزير الداخلية مدير أمن البحر الأحمر، تجديدات مسجد وساحة أبي الحسن الشاذلي، والمقام علي مساحة 5 أفدنة ، وأستغرق العمل فيه 8 سنوات. وقال الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق، في كلمة له، إن الحسن الشاذلي أحد العارفين بالله وأولياءه الصالحين، وهو من نسل الحسن حفيد رسول الله صل الله عليه وسلم، موضحا أن الشاذلي قضي حياته في الدعوة إلي الله، وإرشاد الناس للهدية و إخراج الدنيا من قلوب الناس إلي إيديهم.
وأضاف أن بعد رحلة طويلة في الدعوة، وهو في طريقه للحج دعا الشاذلي الله ، وكان مستجاب الدعوة، أن يقبض روحه في أرض لا يعصي فيها الله، فأماته الله في هذا المكان ، مشيراً إلي أن الشاذلي ولد في بلاد المغرب، والتي يسكن فيها نسل رسول الله صل الله عليه وسلم لليوم.
وأشار مفتي الجمهورية السابق إلي أن الشاذلي تتلمذ علي يد مجموعة من المشايخ العظماء، وانتشرت طريقته في العالم واتخذه الكثير من العلماء طريقته منهجا، ونقل علمه إلي العديد من التلاميذ، مؤكداً أن أرض مصر تشرفت به، عندما زارها و عندما توفي بها في القرن السادس الهجري، مؤكداً أن أثره فقد حتي العشرينات من القرن الماضي ، عندما عثر مجموعة من الشباب علي قبره، ومن هذا الوقت بدأ الناس يلتفون حوله، ويعمروا هذا المكان، وتعلقت القلوب بحب الشاذلي مثلما تعلقت بحب أولياء الله الصالحين، و بدأوا تعمير المنطقة الصحراوية، و أدخال الخدمات إليه شيئا فشيئا.
وأوضح أن حب أولياء الله الصالحين عبادة وطاعة ، قائلا: لا يحبهم الأ مؤمن و لا يكرهم الأ منافق، موضحا أن أولياء الله الصالحين دعوا إلي التعمير وليس التدمير وإلي التفكير وليس التكفير، وأن أولياء الله علموا الناس كشف الأسرار في العبودية لله، وأعطونا أنوار تتلي في القلوب في التمسك بسنة رسول الله، وغيرهم يتعبون الهوي.
ودعا جمعة، لمن شارك في عمارة المسجد أو تبرع له بالعمل أو المجهود أو المال أو الوقت.
ومن جانبه استعرض الحبيب الجفري جوانب من حياة العارف بالله أبا الحسن الشاذلي، في العلم والدعوة والجهاد، موضحا أن هذه الأرض تشرفت به، مؤكداً أن سر تشريف الله للزمان و المكان مرتبط بتشريف الله للإنسان.
وقال إن من لا يدرك قيمة أولياء الله الصالحين فهو لا يعلم ، لافتاً إلي أن الرسول صل الله عليه وسلم قال : إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: علم ينتفع به ، أوصدقة جارية، أو ولد صالح يدعو له".
وتابع أننا لا نعتقد أن هناك حيا وميتا أن ينفعوا دون الله، فمن يلحق النفع بالأحياء والأموات من دون الله فهو في مرتبة الشرك، ومن يعتقد النفع سواء في الأحياء أو الأموات دون الله فهذا كفر.
وأضاف أن الشاذلي عندما أرد أن يودع شيخه بعد أن أذن له بالأنصراف قال له أوصني يا شيخي ، قال له يا أبا علي" الله الله والناس الناس"، وأنصرف الشاذلي وهذا المعني هو ملخص حياته .
من ناحيته قال الدكتور مجدي عاشور مستشار مفتي الجمهورية، إن افتتاح مسجد أبا الحسن الشاذلي بعد تجديده علي الطراز القديم، موضحا أن تطوير المساجد و الحفاظ علي الطابع التقليدي والتراث يربط المصلين والناس حرصا علي المعمار الأسلامي الذي الذي يتميز عن غيره .
وأوضح, أننا نستفيد من الافتتاح بربط الناس بالعلماء السابقين ،وخاصة أولياء الله الصالحين الذي يجمعون بين فقه التصوف ليتصل سند الأمة من خلال تلقي التلاميذ عن أشياخهم جيلاً بعد جيل وهذا الذي يميز المنهج الوسطي الأزهري بخلاف المناهج الأخري التي تقتصر علي جمع المعلومات دون الأخذ من الشيوخ من السلف المباشر.
وأكد أن تجديد المسجد وأبقاءه علي التراث القديم يعمل علي جذب السياحة الدينية خاصة في قطاع كبير من أبناء الوطن وخارجه، الذين يحرصون علي المعمار الأسلامي و علي الأرتباط بصاحب المسجد ، ليس من مصر فقط بل من أبناء الوطن العربي وخاصة أن أبي الحسن الشاذلي من المغرب وهو عامل جذب مهم للسياحة الدينية.
وشدد مستشار المفتي علي أن هذا الافتتاح له أكثر من شق ديني وثقافي وسياحي وأخلاقي، فضلا عن تعمير المنطقة وخلق مجتمع عمراني محيط بها وهو ما يحدث بالفعل.
وقال الدكتور عمر فاروق مصمم المشروع، إن المشروع مقام علي مساحة 5 أفدنة فهو عبارة عن مسجد دورين الأول علي مساحة 2000 متر و الثاني علي مساحة 1200 متر مصلي للسيدات، ومبني للضريح دورين ، وأروقة وفناء فسيح يفصل بين فناء المسجد و بين مبني الضريح، ومبني خدمات دورين، واستراحة للزوار، ومحطة لتنقية المياه، تنقي نحو 30 ألف متر معكب يوميا، موضحا أن المشروع بدأ في 2006، بمساهمة من أهل الخير.
وأضاف مصمم المشروع, أن بناء المسجد تم وفقا لأسس ملائمة للبيئة الصحراوية حيث أن الحوائط بعرض 75 سم من الحجر الطبيعي من الفيوم.