بعيدًا عن الشعارات الجوفاء والخطب الرنانة، واتباعًا للوسائل العملية والطرق العلمية لمكافحة كل المظاهر السلبية في المجتمع والتي كانت بسبب ممارسات وأفعال فئة خارجة عن السياق الوطني بالحبرين، قرر صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء، خلال جلسة مجلس الوزراء تشكيل لجنة لمناهضة الكراهية والطائفية، وذلك تنفيذا لتوجيهات حضرة صاحب الجلالة، بشأن إيجاد الآليات لنبذ الكراهية والتصدي لها. وتختص هذه اللجنة باقتراح وتبني السياسات والمنهجيات وإعداد البرامج الفعالة التي تتصدى لمشكلة خطابات الكراهية التي تبث عبر المنابر والكتب أو من خلال وسائل الإعلام والاتصال والتعليم، أو من خلال القوى السياسية والمجتمعية، وبث روح التسامح والتصالح والتعايش وتعزيز عوامل الوحدة بين الشعب. ولا شك أن تشكيل هذه اللجنة جاء في التوقيت المناسب، حيث تحاول بعض القوى والأشخاص استغلال الظروف الراهنة للإتجار بالشعارات والتغني بالمبادئ التي تتناقض مع سلوكياتها ولا تتوافق مع سياساتها التي أحدثت شرخًا عميقًا في المجتمع ما زالت تعمل القيادة على تلافي تداعياته ومعالجة آثاره وسلبياته . وقد وضعت اللجنة يدها على الأسباب الحقيقية لهذا الجرح الذي يعاني منه المجتمع وتحديدًا المنابر الدينية التي باتت مكانًا لبث الفرقة ونشر سموم الفتنة بين مكونات الشعب ، وكذلك بعض المنابر الإعلامية التي يتخذها البعض ساحة لعرض الأفكار الغريبة وطرح الرؤى غير الوطنية والتشكيك في الإنجازات والمكتسبات التي تتحقق والتركيز على السلبيات التي تظهر ولا يخلو منها أي مجتمع . فمن الحقائق الثابتة والممارسات الراسخة في المملكة أن الجميع يعيشون بكل حرية وفي ظل مساواة تامة دون تفرقة بين هذا وذاك ودون تمييز بين مكون وآخر ، ما كان سمة بارزة للمملكة وعلامة مميزة لأبنائها . وقد رسخت قيادتنا الحكيمة لجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة وحكومتنا الموقرة برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة ودعم ولي صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد بن عيسى آل خليفة هذه السمة ودعمتها بسياج قوي من المبادرات الوطنية المخلصة والمشروعات والبرامج التنموية الهادفة لإدامة الارتقاء بأحوال جميع المواطنين والمقيمين على أرض على هذا الوطن . واستطاع أبناء هذا الشعب الوفي ومن خلال تكاتفهم وتعاضدهم مع قيادتهم وتوافقهم مع حكومتهم الحفاظ على تلك الميزة الفريدة وعدم التفريط فيها مهما كانت الصعوبات والتحديات ومن أبرزها الأحداث المؤسفة التي شهدتها المملكة عام 2011 بسبب فئة حاولت عبثًا إثارة الفرقة بين المجتمع البحريني وإحداث الشقاق بين ابنائه . وبفضل وعي أبناء هذا الشعب وحبهم الشديد لوطنهم وولائهم التام لقيادتهم تجاوزت المملكة محنة خطيرة من أشد المحن التي واجهتها طوال تاريخها وتمكنت من عبور الأزمة بخطوات واعية ومبادرات سباقة لم يشهد لها العالم مثيلاً . ورغم تجاوز الخطر الأصعب، فما زالت هذه الفئة تصر على أهدافها الخبيثة ومقاصدها الضارة عبر تحريك خيوط عدة في الداخل والخارج بمعاونة من دول متربصة ومنظمات مسيسة ووسائل إعلامية مضللة علها تصل لهدفها المنشود في تفتيت المملكة ومن ثم دول الخليج من خلال رفع شعارات براقة لعل أخرها الزعم بأنها تسعى لتحقيق التسامح، وتعزيز الاعتدال، وتكريس القبول بالآخر، والتعددية. إن طريق تحقيق مثل هذه الشعارات والمباديء معروف ومحدد من خلال الانخراط الجاد في العمل الوطني والانغماس المخلص مع باقي أفراد الشعب فيما هو متفق عليه من مشروعات هادفة ومبادرات جامعة وليس الهروب من الاستحقاقات الوطنية والنيل من المكتسبات الحقوقية والديمقراطية ومحاولة تشويه سمعة البلاد وتوتير علاقاتها الخارجية.