عاد الهدوء الحذر إلي العاصمة الليبية طرابلس الليلة الماضية ، بعد اشتباكات مسلحة استمرت عدة ساعات بدأت بإقتحام مسلحين المؤتمر الوطني العام (البرلمان) وامتدت إلي المناطق المجاورة للبرلمان وطريق مطار طرابلس ، استخدمت فيه أسلحة ثقيلة ومتوسطة ، سقط خلالها قتيلان وأصيب 66 آخرون ، الأ أن تدخلت قوات الأمن الليبية لتسيطر على الموقف وتستقر الأمور بالعاصمة. وأعلن مدير المكتب الإعلامي لوزارة الصحة عمار محمد، سقوط قتيلين وإصابة 66 شخصًا جراء الاشتباكات التي شهدتها العاصمه الليبية طرابلس ليل الأحد – الإثنين . وأضاف أن هذه الإحصائية هي النهائية التي وردت من المستشفيات التي استقبلت الحالات مساء أمس ، في ظل الاشتباكات المسلحة التي شهدتها العاصمة ومنطقتي حي الأكواخ وأبو سليم وأعقبت اقتحام مقر المؤتمر الوطني العام. وبدأت أحداث الأمس بإقتحام مسلحين لمقر المؤتمر الوطني العام ، وقال نوري أبو سهمين رئيس المؤتمر الوطني العام الليبي (البرلمان) إنه غادر مقر البرلمان وإنهاء الجلسة الصباحية قبل موعدها الأصلي ، بناء على إبلاغه من قبل الحرس الخاص بالمؤتمر بوجود اشتباكات بطريق المطار ولابد من إنهاء الجلسة فورا ومغادرة مقر المؤتمر. وأضاف أبو سهمين في تصريحات له ، إنه على الفور أمر بإخلاء مقر المؤتمر ، مشيرا إلي أن الهجوم المسلح بدأ بعد انصرافه والأعضاء بأقل من عشر دقائق من الأقتحام . وأكد أبو سهمين أن المسلحين عبثوا بمقر المؤتمر مخلفين حالة من الفوضى ورائهم. وكانت بعض القنوات الفضائية قد بثت أنباء عن احتجاز أبو سهمين من قبل مسلحين مجهولين ، ونفى مصدر أمني لوكالة أنباء الشرق الأوسط ما تداولته القنوات الفضائية والمواقع الإخبارية وصفحات التواصل الاجتماعي "الفيس بوك" حول احتجاز رئيس المؤتمر الوطني العام الليبي نوري بو سهمين من قبل القوات التي اقتحمت البرلمان الليبي وإن خبر احتجاز أبو سهمين عار تماما من الصحة ، ولم يتم احتجازه من قبل مسلحين أو أقتياده لمكان غير معلوم. من جانبه، أعلن وزير العدل صلاح المرغني في مؤتمر صحفي للحكومة الليبية عقد في ساعة متأخرة ليل /الأحد/ ، إن الحكومة تطمئن الشعب إلي قيامها بمسؤولياتها في الأمن. ودعا المرغني، كافة الأطراف إلى "الإنضواء تحت الشرعية، وتبني سياسة التعقل والحوار، والتمسك بأهداف ثورة 17 فبراير". وأضاف المرغني أن ما وقع اليوم في مدينة طرابلس لا يرتبط بصلة مع ما حدث في مدينة بنغازي الجمعة الماضية، إشارة إلى الاشتباكات بين قوات "الجيش الليبي" بقيادة اللواء خليفة حفتر ومجموعات مسلحة في بنغازي. وكان العقيد مختار فرنانة رئيس جهاز الشرطة العسكرية في ليبيا قد أعلن مساء أمس ، عن تعطيل عمل البرلمان ، بحسب بيان صحفي بثته قناة ليبيا الأحرار الفضائية ، ولم تتطرق الحكومة إلي هذا البيان خلال مؤتمرها الصحفي الليلة. وبدوره ، أكد مدير أمن طرابلس العقيد " محمد سويسي " أن عناصر الأجهزة الأمنية التابعة للمديرية متواجدون في مقار أعمالهم لتأمينها وحمايتها . واشار سويسي أن جميع الأجهزة المكلفة بحماية الأهداف والمنشآت الحيوية قائمة بواجباتها ومتواجدة بمقارها لتأمينها وحمايتها. وقال أسامة الجويلي وزير الدفاع الليبي الأسبق إن" النزاعات المسلحة التي تعيشها البلاد هذه الأيام تؤدي إلي إلغاء العملية السياسية برمتها في ليبيا". وأضاف الجويلي في تصريحات متلفزة إن" استمرار العمليات المسلحة سوف تؤدي إلي إلغاء العملية والحياة السياسية التي يرغب بها الجميع والتي أوصلت ليبيا إلى انتخابات ديمقراطية والتداول السلمي على السلطة". وأكد الجويلي أن الحل الوحيد لإيقاف هذه النزاعات المسلحة هو الإسراع وبشكل مبكر لإجراء انتخابات مجلس النواب لايقاف هذا التدهور الأمني الخطير الذي له أبعاد داخلية وخارجية كبيرة. و نفى المكتب السياسي لحزب العدالة و البناء الليبي ، ما تداولته بعض وسائل الإعلام و مواقع التواصل الاجتماعي "الفيس بوك" بشأن اعتقال رئيس الحزب محمد صوان. و قال المكتب السياسي إن هذه الأنباء لا أساس لها من الصحة ، مضيفا أن رئيس الحزب لا يزال يمارس مهامه بشكل طبيعي.