عملية كرامة ليبيا تمتد إلى طرابلس من بنغازي

امتدت عملية (كرامة ليبيا) العسكرية التي كان بدأها اللواء خليفة بلقاسم حفتر قبل يومين من بنغازي لتطهير ليبيا من الميليشيات الإسلامية إلى العاصمة طرابلس.

قالت تقارير من طرابلس إن مسلحين اقتحموا، الاحد، مبنى المؤتمر الوطني العام (البرلمان) الليبي وداهموا مكاتب النواب واضرموا النار بالمبنى. وكان دوي اطلاق نار كثيف قد سمعت جنوب العاصمة في وقت سابق.

وخرج رئيس المؤتمر الوطني نوري أبو سهمين والى جانبه رئيس الوزراء المؤقت المغادر عبدالله الثني على شاشة التلفزيون الرسمي متهما اللواء خليفة حفتر بتنفيذ (انقلاب) ضد الشرعية.

وقال ابو سهمين ان اوامر صدرت للقوات المسلحة الليبية بمطاردة (المدعو) حفتر وجلبه للعدالة.

وتم إجلاء نواب المؤتمر الوطني العام من المبنى بعد ان اقتحمه المسلحون الذين كانوا يرتدون ملابس مدنية، وقال شهود عيان المهاجمين ينتمون لكتائب الزنتان التي تسيطر على مناطق جنوبي العاصمة قرب المطار.

مهاجمة المؤتمر الوطني

الا ان وكالة اسوشييتيد برس نقلت عن الناطق باسم اللواء السابق خليفة حفتر قوله إن قوات حفتر هي التي هاجمت مبنى المؤتمر الوطني "من اجل القاء القبض على الاسلاميين المستمكنين فيه"، وادلى الناطق محمد الحجازي بهذه التصريحات لقناة الاحرار التلفزيونية الليبية.

من جانب آخر، قال مسؤول امني إن المهاجمين قصفوا معسكرا قريبا تسيطر عليه احدى الميليشيات الاسلامية.

وكان مقيمون قالوا إن إطلاقا كثيفا للنار سمع في العاصمة الليبية، ولم يتضح على الفور هدف النيران التي انطلقت من أسلحة مضادة للطائرات وتضمنت قذائف صاروخية. وقالت قناة النبأ التلفزيونية المحلية إن الاشتباكات اندلعت في جنوب العاصمة ولكن دون إعطاء تفاصيل.

وجاء إطلاق النار بعد أن قتل أكثر من 70 شخصا يوم الجمعة في اشتباكات بين قوات جيش غير نظامي ومتشددين إسلاميين في بنغازي المدينة الرئيسية في الشرق الليبي المضطرب.

ولم تشهد طرابلس عنفا من النوع الذي شهدته بنغازي، ولكن أكثر من 40 شخصا قتلوا في نوفمبر (تشرين الثاني) خلال اشتباكات بين ميليشيات ومواطنين مسلحين.

وإلى ذلك، قال المتحث باسم الجيش الوطني محمد الحجازي إن لا شرعية للحكومة القائمة في طرابلس ولا للمؤتمر الوطني العام، وأبلغ قناة (سكاي نيوز عربية) التي تبث من أبو ظبي ان الحكومة والمؤتمر عميلان ل(دويلة قطر).

وأكد الحجازي ان عملية (كرامة ليبيا) مستمرة حتى تحرير ليبيا من الميليشيات الاسلامية وكل العناصر التي تأتمر بأوامر من قطر.

بيان الجيش الوطني

ووجه الجيش الوطني الليبي الذي يتزعمه اللواء خليفة حفتر بياناً للشعب الليبي، أكد فيه العزم علة انقاذ الوطن الليبي من العبث والفوضى والارهاب.

وتنشر (إيلاف) في الآتي نص البلاغ:

بسم الله الرحمن الرحيم {{أُذِنَ لِلّذَيْنَ يُقَاتَلَونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وإنَّ اللهَ عَلَىَ نَصْرِهِمْ لَقَدِيْرْ}} صدق الله العظيم.
أيها الشعب الليبي الكريم الصامد الصابر/ جيشك الوطني الذي ولاؤه لله ثم للوطن ولك أنت، سلاحه الإيمان، ونداؤه الله أكبر، ولسان حاله إننا يا ليبيا لن نخذلك، يعلن إليكم اليوم شعبنا العظيم ويُعلمك، أنه وقد توكل على الله وحده لا شريك له، واحتسب أبطاله شهداء يطلبون الموت في سبيل الله لتُوهب للوطن الحياة والوجود، وللشعب الحرية والأمان، وعقدوا العزم واتخذوا القرار الذي لا عودة عنه أن ينقذوا الوطن الحبيب من براثن العدم الزاحف على أجنحة العبث والفوضى والإرهاب والخراب، وأن يُخلّصوا ليبيا وشعبها ممّا ران عليها خلال السنين العجاف من ظلمٍ واستبدادٍ وفسادٍ وتدميرٍ وقتلٍ وتهجير، نتج جميعه عن انحراف قوى الأمر الواقع التي (حكمت فظلمت، وتحكّمت فبطشت) عن أهداف ثورة السابع عشر من فبراير، وفتحت أبواب الوطن لشراذم الإرهاب، تقتل الأبرياء وتستهدف ضباط وجنود الجيش الليبي تحت جنح الظلام وفي وضح النهار، وتتخذ بنغازي ومدن الوطن رهائن وسبايا .

ملحمة الكرامة

إن ملحمة الكرامة التي انطلقت اليوم من مهد الثورة وقلب الوطن بنغازي هي الإجابة والاستجابة لأوامر الشعب الليبي لقواته المسلحة أن تتقدم لحمايته وهذا دورها وواجبها ومهمّتها الدائمة التي اقسمت عليها أمام الله عزّ وجل يميناً لن تخونه وعهداً لن تُخلفه، ولإنقاذه من خطر الإرهاب الذي صار واقعاً والذي يستبيح الأرواح والأموال والأعراض ولا يراعي في مؤمنٍ إلاًّ ولا ذِمّة، وقد ضاق ذرعاً من عجز السلطة بجميع شخوصها ومكوناتها بل تواطؤ أجزاء منها مع الإرهاب المجرم ضد الوطن والشعب والثورة التي جاءت بمثابة الوعد والفعل لحياة الكرامة والحرية والتقدم، فسعى وعمل من تآمروا بالأمس لتمرير مؤامرة التوريث لتحويلها إلى كابوسٍ للقهر والقتل والظلم والإقصاء .

الوطنية الليبية

اليوم بدأت معركة الوطنية الليبية، التي اضطرت طلائع أحرار الجيش الوطني الليبي إلى خوضها دفاعاً عن الوطن والشعب وعن حياة وارواح ضباط وجنود الجيش الذين تم ويتم اغتيالهم بالمئات، وليست انقلاباً، ولا سعياً إلى السلطة، ولا تعطيلاً للمسار الديمقراطي الذي اختاره الليبيون وحاول طلاّب السلطة المؤدلجون الانحراف به عن مساره ليُفسدوا ويعطلوا ويعيدوا انتاج الاستبداد الذي تحالفوا معه ذات ظلام، والدكتاتورية التي ساروا في ركابها ذات زمن.

إن كل الدم الليبي مقدس، ولم نكن نريد أن يحتكم الليبيون إلى السلاح، لكن الإرهاب وخدم الإرهاب أرادوها معركةً فلتكن معركة وطنيةً شريفةً حاسمة تتنتصر فيها ليبيا وتعود وطناً حقيقياً لأهله ودولةً مستقرةً فاعلة تساهم في استقرار وسلام إقليمها والعالم.

الله أكبر وما النصر إلاّ من عند الله

لا ترفعوا أسلحتكم

ودعا الجيش الوطني الليبي جميع منتسبي الدروع واللجان الأمنية وغرفة عمليات ثوار ليبيا نناديكم نداء الأحرار لا ترفعو أسلحتكم في وجوه أبناء وطنكم الأحرار .

وأضاف الجيش الوطني: نحن لا نريد إراقة الدماء لأنكم ليبيين ونعلم جيداً بأنكم الأن تجهزون أسلحتكم وتستعدون للقتال ولكننا نناديكم لكي تعودو إلى أحضان وطنكم الجريح وشعبكم المجروح الذي سئم من التفجيرات والإغتيالات نحن نناديكم لأنكم ليبيين من بني جلدتنا ولا نريد رفع السلاح في وجوه أخواننا ونعلمكم بأن من كانو بالأمس يدعمونكم بالسلاح هم الأن يجهزون في حقائبهم للهرب من الوطن فلا تغركم الأموال والوعود بالمناصب لأن وعودهم كاذبة.