طرحت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية، اليوم الأحد، تساؤلا عما إذا كانت حظوظ المرشحين المتنافسين على كرسي الرئاسة في مصر؛ حمدين صباحي وعبد الفتاح السيسي متساوية أم أن الدعم من قبل الجماهير العريضة للسيسي يرجح كفته. واستهلت الصحيفة - في تقرير أوردته على موقعها الإلكتروني- بالقول إن صباحي يحتفظ في مكتبه بصورتين لرجلين أحدهما لوالده الفلاح الأسمر والأخرى للرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر واللذين يمثلان له المثل الأعلى وهما من قاداه لخمسة عقود من النشاط السياسي المعارض، والتي كانت الدافع الحقيقي وراء دخوله للسباق الرئاسي. وأشارت الصحيفة إلى أن المصريين الذين سيتوجهون لمراكز الاقتراع نهاية هذا الشهر سيكون أمامهم الاختيار بين القائد العسكري السابق "المتوقع فوزه باكتساح" صاحب الوعود القليلة ودعوات التقشف والرؤية الصارمة لمستقبل البلاد، والتي لا تتضمن التظاهر وتعطيل مصالح الدولة بالطبع. أما بالنسبة للخيار الثاني أمام المصريين، هو حمدين صباحي الشخصية المعارضة ذات الأصول الريفية من الفلاحين الفقراء من دلتا النيل، والذي وعد بتحقيق تطلعات ثورة يناير من خبز وحرية وعدالة إجتماعية. وأوضحت الصحيفة أن المرشحين لديهما رؤى مختلفة؛ عبد الفتاح السيسي، أيد قانون أقر العام الماضي يجعل الاحتجاجات غير قانونية دون الحصول على إذن الشرطة، أما حمدين صباحي وعد بإلغائه والإفراج عن "المسجونين ظلما" على حد قوله، بما في ذلك رواد حركات لشباب الثوري في مصر. ورأت "الاندبندنت" أن حوار صباحي بدا الأقرب لمزاج الشباب الأصغر سنا وأسهم في ذلك الحوار الذي أجراه، وبدا فيه مرتاحا مقارنة بحالة الثقة بالنفس التي بدا عليها السيسي، وهو ما كان له دور في التأثير على قرار الكثيرين من المقاطعة إلى التصويت لمصلحته. ولفتت إلى أنه بالرغم من أن صباحي كان قد فاجأ كثيرا من المراقبين في أول جولة من الانتخابات الرئاسية في 2012 بحلوله في المركز الثالث وحصوله على 21 بالمائة من الأصوات فإن رأي الإسلاميين في الرجل الذي يعتبرونه داعما آخر لما يسمونه انقلاب يوليو، والذي أطاح فيه الجيش الرئيس السابق محمد مرسي، بدعم شعبي ونخبوي من ناحية ودعم فصيل إسلامي آخر للسيسي (السلفيين) من ناحية أخرى قد تكون عوامل آخرى يجب أن تؤخذ في الحسبان. واختتمت الصحيفة تقريرها بالتساؤل عما إذا كان بقاء صباحي في السباق الانتخابي وحفاظ حملته على الأمل يحسب لمصلحته في ظل انسحاب باقي المرشحين إدراكا منهم لشعبية المرشح السيسي والدعم من قبل الجماهير العريضة التي تقف ورائه.. أم أن استمراره في الانتخابات هو تحصيل حاصل نظرا للدعم الذي يحظى به السيسي.