كان تركياً فأصابته لعنه الفراعنة.. اتخذ مصر موطناً له، تمصر واستعرب فأسس دولة مصرية وشيد جيشاً قوي واسطولاً مصرياً عظيم، أعلن الحرب على وطنه الأم "تركيا" وكل هذا من أجل رفعه مصر وعظمتها.. إنه محمد على باشا، بايعه أعيان الشعب في دار المحكمة ليكون واليًا على مصر في 17 مايو سنة 1805م ، والذي أقره فيها الفرمان السلطاني الصادر في 9 يوليو من نفس العام.
تبدلت أحوال و طبقات المجتمع في عصره، واندمجت شخصيته في شخصية مصر، أصبح مصريا قولاً وعملاً، رهن مصيره وحياته بمصير المحروسة ومستقبلها، ورضيت هي به عاملا لها وموضع فخرها.
طفرة التعليم في عصره اعتنى محمد علي بنشر التعليم على اختلاف درجاته من عال إلى ثانوي إلى ابتدائي، حيث أهتم أولا بتأسيس المدارس العالية وإيفاد البعثات، ثم وجه نظره إلى التعليم الابتدائي، وكان من أفضل ما فعل.
وشكل الحكومة والعمران في البلاد على سواعد طبقة المتعلمين تعليماً عالياً، واستعان بهم أيضاً في نشر التعليم بين طبقات الشعب، وهذا هو التدبير الذي برهنت عليه التجارب أنه خير ما تنهض به الامم، وساعد على تكوين طبقة تعلمت تعلما عاليا قبل إنشاء المدارس الابتدائية والثانوية، أن الأزهر كفل إمداد المدارس العالية والبعثات بالشبان المتعلمين الذين حازوا من الثقافة قسطاً وفيراً يؤهلهم لتفهم مناهج المدارس العالية في مصر أو في أوروبا، فكان الأزهر خير عضد للتعليم العالي.
أشهر ما شيد في عصره كانت مدرسة الهندسة بالقلعة أو كما أطلق عليها "المهندس خانة"، ويبدو أن أول ما فكر فيه محمد علي من بين المدارس العالية مدرسة الهندسة، وهذا يدلك على الجانب العملي من تفكيره، فأنه رأى أن البلاد في حاجة إلى مهندسين لتعهد أعمال العمران فيها، فبدأ بتعليم الهندسة، وظاهر مما ذكره الجبرتي في حوادث 1231 ه (1816 م) أن أول مدرسة للهندسة بمصر يرجع عهد تأسيسها الى تلك السنة، وذلك أن أحد أبناء البلد على حد تعبير الجبرتي واسمه "حسين شلبي عجوة" ، اخترع ألة لضرب الأرز وتبييضه، وقدم نموذجاً إلى محمد علي، فأعجب بها وأنعم على مخترعها بمكافأة، وأمره بتركيب مثل هذه الآلة في دمياط، وأخرى في رشيد، فكان هذا الاختراع باعثاً لتوجيه فكره إلى إنشاء مدرسة للهندسة، فأنشأها في القلعة.
أكثر من قرنين على حكم محمد على والمحروسة تنتظر رئيس صالح
حكم المصريين من 10 ملوك من نسل محمد على باشا و 6 رؤساء من نسل الشعب المصري منذ 1805م وحتى 2014 ، بينهم الصالح والطالح البطل و الجبان منهم من قتل ومن سم ومن سجن، منهم المؤقت والإستبن وما زلوا المصريين ينتظرون الرئيس الصالح .