عقدت اونغ سان سو تشي صباح الاربعاء اللقاء الثاني مع الرئيس البورمي ثين سين في نايبيداو في غضون ثمانية اشهر، مما يؤكد المكانة المركزية التي باتت زعيمة المعارضة تشغلها على المسرح السياسي. وقد دخلت زعيمة المعارضة التي وصلت جوا الى العاصمة، بسيارة الى مقر رئيس الدولة، كما ذكرت مراسلة وكالة فرانس برس. وبدأ الاجتماع بعيد الساعة 11,00 (04,30 تغ)، حسبما اوضح كون ثا مينت المسؤول عن حراسة سو تشي ضمن حزبها الرابطة الوطنية من اجل الديموقراطية. ولم يعلن عن اللقاء المفاجىء سوى في وقت متاخر من مساء الثلاثاء ووصفه مسؤول حكومي بأنه "خاص". واوضح كون ثا مينت ان سو تشي "ستتناول الغداء مع اسرة الرئيس بعد اللقاء". وباتت "السيدة" محاورا اساسيا في الحياة السياسية الى جانب نظام يحتاج اليها لاضفاء شرعية على اصلاحاته، فيما تجرى على نطاق واسع مناقشات لرفع العقوبات الغربية المفروضة على بورما. وتحدثت شائعات سرت اخيرا عن امكان تولي سو تشي منصبا حكوميا في حال انتخابها نائبة. الا انها استبعدت هذه الفرضية التي ستفرض عليها الاستقالة من البرلمان. لكن بعض المراقبين ينسب الى الرئيس نية تعيينها مستشارة وربما مسؤولة عن المصالحة مع الاقليات الاتنية المتمردة التي تحاول الحكومة التوصل معها الى اتفاقات سلام دائمة. وكان ثين سين الذي يتولى الحكم منذ اقدم المجلس العسكري على حل نفسه في اذار/مارس 2011 في اطار عملية انتقالية يشرف عليها المسؤولون العسكريون، قد دعاها الى نايبيداو في آب/اغسطس. وما زال المحللون يعتبرون ان هذا اللقاء الذي تغطيه وسائل الاعلام الحكومية، قد اتاح عودة زعيمة المعارضة الى اللعبة السياسية الشرعية بعد 15 عاما من الاقامة الجبرية. ومنذ ذلك الحين، شهد الوضع السياسي البورمي تطورا عميقا، على وقع الاصلاحات التي يقوم بها النظام، لكن اكثر المراقبين تفاؤلا في الغرب لا يأملون في ان تؤدي الى تغيرات جذرية. وبعد صدور قرار رسمي بحلها، استعادت الرابطة الوطنية من اجل الديموقراطية وضعها القانوني وفازت ب 43 من 44 مقعدا ترشحت للفوز بها في الانتخابات الجزئية، فأصبحت ابرز قوة معارضة في البلاد. وفي 23 نيسان/ابريل، ستدخل سو تشي (66 عاما) البرلمان للمرة الاولى في حياتها. وحرصا من الحكومات الغربية على الاعراب عن اهتمامها بالتطورات البورمية، سيمضي رئيس الوزراء البريطاني دايفيد كاميرون يوم الجمعة في بورما، ليصبح بذلك اول رئيس حكومة غربي يزور بورما منذ سنوات. وسيلتقي مع ثين سين ثم سو تشي. وستكون زيارته حاسمة على ما يبدو، فيما يستعد الاتحاد الاوروبي لتخفيف عقوباته "بشكل جوهري"، كما قال دبلوماسي كبير. وسيتخذ قرار في هذا الشأن خلال اجتماع وزاري في 23 نيسان/ابريل في لوكسمبورغ. وفي تقرير صدر الاربعاء، انضمت مجموعة انترناشونال كرايسيس في بروكسل الى البلدان الغربية للمطالبة بالاسراع في رفع العقوبات. واعتبرت المجموعة ان "بورما ادارت ظهرها لسياسة استبدادية استمرت خمسة عقود". واضافت ان "على الذين طالبوا في الغرب بهذه الاصلاحات ان يبذلوا كل ما في وسعهم الان لدعمها. والامر الاهم هو الاسراع في رفع العقوبات". وخلصت المجموعة الى القول ان "التراجع عنها لا يؤدي إلا الى تقوية العناصر المحافظة واضعاف الذين يقومون بعملية التحول".