حذرت وزارة الخارجية الفلسطينية من خطورة بالغة للتصعيد الإسرائيلى المخطط له ضد المسجد الأقصى ولكنها تنظر بخطورة أكبر إلى غياب ردود الفعل الدولية وتجاهلها لما يحدث ضد الأماكن الدينية المقدسة من عدوان إسرائيلى متواصل. وأدانت وزارة الخارجية، فى بيان لها، منع سلطات الاحتلال الإسرائيلى للمصلين المسيحيين والمسلمين من الوصول إلى أماكن عبادتهم فى مخالفة لاتفاقيات جنيف، ومبادئ حقوق الإنسان بما فيها الحق فى العبادة، بينما تقوم قوات الاحتلال بالسماح للمستوطنين اليهود بدخول أماكن العبادة المخصصة لغيرهم، من أجل تدنيس تلك الأماكن المقدسة.
وأكدت أن تلك الانتهاكات دفعت المواطنين للدفاع عن دور عبادتهم، والدخول فى حالة اشتباك غير متكافئة مع جيش الاحتلال وشرطته المدججين بالسلاح، والجاهزين لعمليات القمع بشكل مسبق ومخطط له، وذلك فى انتهاك صارخ للقانون الدولى، والقانون الدولى الإنسانى.
وأضافت أنه فى أعياد الفصح وسبت النور، نشرت قوات الاحتلال الحواجز على مداخل القدس، ومنعت المصلين المسيحيين من الدخول إلى كنيسة القيامة بينما كانت تعج بضباط الشرطة والأمن الإسرائيليين، فى محاولة لإفشال تلك الاحتفالات الدينية، وشملت عمليات المنع روبرت سرى، المنسق الخاص للأمم المتحدة لعملية السلام، بالإضافة إلى العديد من الدبلوماسيين الأجانب من الوصول إلى كنيسة القيامة للمشاركة فى الاحتفالات بناء على دعوة وجهت لهم من قبل المسيحيين الفلسطينيين.
واعتبرت الوزارة هذه الإجراءات معادية للسامية، وخرق لأبسط مبادئ حقوق الإنسان، بما فيها الحق فى العبادة وفى الوصول إلى أماكن العبادة وحرية التحرك.
وأكدت الخارجية أنه فى ذات الوقت استمرت قوات الاحتلال بإجراءاتها التصعيدية الفاشية ضد المسجد الأقصى المبارك، حيث لا يمر يوم دون أن يكون هناك اقتحامات للمستوطنين واليهود المتطرفين، واشتباكات مفتعلة مع المرابطين المصلين فى المسجد، مع إغلاق كامل لأبواب المسجد الأقصى فى وجه المصلين من المسلمين، وتدنيس متواصل لباحاته من قبل اليهود المتطرفين الذين يؤدون طقوسهم فيها.
وأوضحت أن فى صباح هذا اليوم، وفى الوقت الذى منعت فيه سلطات الاحتلال المصلين المسلمين من الدخول إلى الأقصى واشتبكت معهم وجرحت واعتقلت العشرات، قامت بالمقابل بحماية وصول أكثر من (160) متطرفا يهوديا إلى باحات المسجد الأقصى أولى القبلتين وثانى المسجدين وثالث الحرمين الشريفين، يتقدمهم المتطرف العنصرى فيجلين نائب رئيس الكنيست، فى محاولة من هؤلاء للسيطرة على المسجد الأقصى وتحويله إلى مكان مقدس لليهود.
وعليه فإن الخارجية الفلسطينية تحمل المجتمع الدولى مسئولية سكوته على هذه الفاشية والعنصرية الإسرائيلية، ومعاداة السامية العربية.