كشفت التحقيقات الأولية التي باشرتها النيابة العامة في أحداث العنف التي جرت أمس الأول، أن عناصر إجرامية مسلحة، من بينهم ملثمون، قد انضموا إلى المتجمهرين من أعضاء تنظيم الإخوان الإرهابي بمنطقتيّ عين شمس والمرج، وافتعلوا مواجهات مع الأهالي والمواطنين، وأطلقوا نيران أسلحتهم صوبهم بكثافة، على نحو أسفر عن مقتل 5 أشخاص، من بينهم الصحفية ميادة أشرف رشاد، وإصابة 8 آخرين جراء تلك الأحداث. وأكدت النيابة العامة أنها فور تلقيها الإخطار بأعمال التجمهر التي قام بها أعضاء الإخوان، والتي تمثل خروجًا على أحكام قانون تنظيم الحق في الاجتماعات والمواكب والمظاهرات السلمية "قانون التظاهر" واعتدائهم على المواطنين والممتلكات العامة، أمر المستشار هشام بركات، النائب العام، بتكليف نيابة شرق القاهرة الكلية بسرعة اتخاذ إجراءات التحقيق على الفور في تلك الأحداث.
وقامت نيابة شرق القاهرة الكلية، برئاسة المستشار مصطفى خاطر، المحامي العام الأول للنيابة، على الفور بالانتقال إلى أماكن تواجد جثامين الضحايا ومناظرتها، وندب الطب الشرعي لفحصها وتحديد مواضع الإصابات لها للتوصل إلى أسباب الوفاة، والانتقال إلى المستشفيات التي تم نقل المصابين إليها للاستماع إلى أقوالهم بشأن وقائع العنف وكيفية حدوث إصاباتهم والمتسببين فيها.
كما قامت النيابة بإجراء معاينة للأماكن التي شهدت أحداث الإرهاب للتوصل إلى الأدلة على ارتكاب الجرائم، وتكليف خبراء مصلحة الأدلة الجنائية بفحصها ورفع ما قد يوجد بها من آثار، واستدعاء أهالي المجني عليهم من القتلى والمصابين لسماع أقوالهم، وتكليف الإدارة العامة لمباحث القاهرة وجهاز الأمن الوطني بإجراء التحريات بشان ملابسات الأحداث والتوصل إلى مرتكبيها وضبطهم وعرضهم على النيابة العامة لاستجوابهم.
وتبين من التحقيقات أن الأحداث التي وقعت بمنطقة المرج أسفرت عن مقتل 3 أشخاص هم كل من الصحفية ميادة أشرف رشاد والتي أصيبت بطلق ناري بالرأس، وماري سامح جورج عياد "مندوبة مبيعات" والتي أصيبت بطلق ناري في الصدر، علاوة على قيام الجناة بإحراق سيارتها، وشريف عبد الرؤوف شريف "طالب" والذي أصيب بطلق ناري أسفل الصدر.
كما تبين للنيابة أن الأحداث التي وقعت بمنطقة عين شمس أسفرت عن مقتل شخصين اثنين هم كريم محمود سلامة والذي أُصيب بطلق ناري أسفل الصدر، وأحمد محمد جاد الله والذي أُصيب بطلق ناري بالرأس.
وناشدت النيابة العامة بكل من تتوافر لديه "معلومات جدية" بشأن تلك الأحداث، أن يتقدم للشهادة، حرصًا على مقتضيات سير العدالة، مؤكدة (النيابة) أنها تلتزم بتطبيق القانون على الجميع بكل حزم ودون تمييز، ومكافحة الجريمة بكل صورها وتقديم مرتكبيها أيًا مَن كانوا للعدالة للذود عن المجتمع، وحفاظًا على النظام العام والممتلكات العامة والخاصة.