أهبان بن أوس الأسلمى، صحابى جليل قديم الإسلام، وعندما كان يرعى الغنم فى الصحراء، وذلك قبل إسلامه، شاهد ذئبا يقتنص شاه صغير ويلتهمها، فأسرع بعصاه وأخذ يركض وراءه ليحمى باقى الغنم. وفجأة، بدأ الذئب ينطق بكلمات عربية مفهومة، موجها حديثه ل"أهبان"، وأخذ يدعوه للإسلام ويبعده عن عبادة الشيطان.
وقال الذئب ل"أهبان":
"من لها يا أهبان، عندما تنشغل عنها ؟ اتنتزع منى رزقاً رزقنيه الله ؟
ونظر الذئب إلى أهبان بعيون يملؤها العتاب، ونظر أهبان إلى الذئب مندهشاً وكان كل واحد منهما يحاول قراءة ما بعقل الآخر، وكان كل ما يشغل بال "أهبان بن أوس" فى هذه اللحظة هو هل ما يحدث له الآن حقيقى أم خرافات؟!
إلا إن أهبان تفاجأ بسؤال الذئب قائلا له: "أتعجب مما ترى منى الآن يا أهبان؟، ورسول الله يحدث الناس بما هو أعجب؟، أتعجب منى يا أهبان وهو صلى الله عليه وسلم يدعو إلى عبادة الواحد الأحد، وأنت تتبع عبادة الشيطان المريد؟، أتعجب منى يا أهبان وأنا أسعى فى رزقى؟ وأنت تعيش مثل الجيفة، ولا تعرف صلاحاً ولا طهارة؟
وأكمل الذئب موجها حديثه للصحابى أهبان: "اذهب يا أهبان وتدبر فى أمرك!، أما أنا فسيرزقنى الله، فلم أنم ليلة جوعان!"
جمع أهبان أغنامه وعاد بها إلى مضارب قومه، ثم استعد لما هو قادم وشد راحلته إلى المدينةالمنورة، وذهب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليبايعه، ويقص عليه ما حدث له فى اندهاش ورسول الله يبتسم وهو يصغى إليه.
واشتهر "أهبان بن أوس" بين الصحابة بأنه "مكلم الذئب"، وهو أحد الذين اصطفاهم الله ليكون من أوائل عظماء المسلمين وهو أحد المبايعين يوم البيعة الكبرى وهو عم الصحابى الجليل سلمة بن الأكوع رضى الله عنه.