زيادة الوزن لا يُسبِّبُها بالضرورة تخطّي مجموع الوحدات الحرارية واختيار المأكولات الدسمة. فما هي الأسباب الخفيّة لتراكُم الدهون في جسمك؟
إذا كنت تستهلك وحدات حراريّة أكثر من المُعتاد، أو توَقّفت عن مُمارسة الرياضة، بالتأكيد لن تتفاجأ من ازدياد مُعدَّل وزنك. لكن ماذا لو اكتسبتَ كيلوغرامات إضافيّة على رغم أنّك لا تأكل أكثر من المُعتاد؟
في ما يلي أهمّ العوامل غير الغذائيّة التي قد تؤثّر في رشاقتك، والتي توصّلت إليها دراسات علميّة كثيرة أُجريَت في هذا الصدد:
1- قلّة النوم: تؤدّي التغيّرات الهورمونيّة إلى زيادة الجوع والشهيّة وعدم الشعور بالشبع بعد الإنتهاء من تناول الأكل. لذا من المهمّ تنظيم الوقت والنوم أقلّه سبع ساعات ليليّاً.
2- التوتر: إنّه يُساهم في إفراز هورمون الكورتيزول الذي يؤدي إلى رفع الشهيّة، والأخطر أنه يدفع الإنسان إلى اختيار الأطعمة الغنيّة بالوحدات الحراريّة.
3- مُضادّات الكآبة: ثبُت أنّها تؤدي إلى اكتساب الوزن، لذا من المهمّ التحدّث إلى طبيبك والبحث معه في بعض التعديلات العلاجيّة. وحذارِ التوقّف عن أخذ الدواء أو تغييره من دون استشارة طبّية.
4- العقاقير التي قد تُسبّب الوزن الزائد: ثمّة رابط بين تناول أنواع عدّة من الأدوية واكتساب الكيلوغرامات، مثل العقاقير المعالجة للإضطرابات النفسية كالسكيزوفرينيا، والأدوية المعالجة للصداع النصفي وارتفاع ضغط الدم والسكّري. لذلك، إستشر طبيبك لوضع استراتيجية تُسيطر على أعراض مرضك وتجنُّب تأثيراته السلبيّة.
5- قصور الغدة الدرقيّة: إنها تؤدّي إلى الشعور بالتعب والضعف والبرد واكتساب الوزن. وإذا لم يحصل الجسم على نسبة جيّدة من هورمون الغدّة الدرقية، تبطؤ عملية الأيض، ليزيدَ بالتالي احتمال زيادة الوزن.
6- انقطاع الطمث: غالبيّة النساء يكتسبنَ وزناً إضافياً بعد دخولهنّ هذه المرحلة، لكنَّ الهورمونات ليست السبب الوحيد. في الواقع، يؤدّي التقدُّم في العمر إلى إبطاء عملية الأيض وبالتالي حرق وحدات حراريّة أقلّ.
7- متلازمة تكيُّس المبيض: وتؤدّي إلى الإخلال في توازن الهورمونات، ما يؤثّر في الدورة الشهرية وقد تنتج منه زيادة مفرطة في الشعر والبثور. والنساء اللواتي يُعانينَ هذه المشكلة تُقاوم أجسامهنّ الأنسولين، ما قد يؤدّي إلى اكتسابهنّ الوزن، خصوصاً في البطن، وبالتالي زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب.
8- الإقلاع عن التدخين: الأشخاص الذين يتوقّفون عن هذه العادة يكتسبون نحو 4 كيلوغرامات، ذلكَ أنَّ التوَقُّف عن النيكوتين يؤدّي إلى زيادة الجوع والرغبة في تناول الطعام، ويُخفِّض عمليّة حَرق الدهون، ويُحسِّن حاسّة الذوق ما يؤدّي إلى المُبالغة في الأكل، فضلاً عن المَيل إلى اختيار المأكولات الغنيّة بالدهون والسكّر والإفراط في احتساء الكحول. غير أنَّ تنظيم الغذاء من شأنه الحيلولة دون زيادة في الوزن.
قواعد عامّة
في ما يلي بعض التوصيات التي حدّدها الأطبّاء في حال اكتساب وزن إضافي بسبب أحد العوامل المذكورة:
- لا تتوقّف عن أخذ أيّ دواء من دون استشارة طبيبك أولاً. من المهمّ معرفة أهمية العقار الذي تأخذه، فقد يكون حاسماً لصحّتك.
- لا تقارن نفسك بالأشخاص الآخرين الذين يأخذون الدواء نفسه. ليس بالضرورة أن يختبر جميع الأفراد الأعراض ذاتها التي يسبّبها العقار.
- لا تخف زيادة الوزن الآتية من احتباس السوائل، فهي لن تكون دائمة ولا ترمز إلى الدهون. عندما تنتهي من تناول الدواء أو تسيطر على وضعك الصحّي، ستزول النفخة تدريجاً. إلى ذلك الحين، تمسّك بحمية غذائيّة قليلة الصوديوم.
- استشر طبيبك لمعرفة إن كان بإمكانه وصف عقار آخر لك. في حالات كثيرة، يستبدل الطبيب أدوية معيّنة بأخرى تحقّق المفعول نفسه ولكن بآثار جانبيّة أقل.
أمّا أخيراً فتأكّد إذا كان وزنك الزائد نتيجة إبطاء عمليّة الأيض. إذا كان ذلك السببب، إنخرط في الأنشطة التي من شأنها تعزيز حرق الدهون، تحديداً الرياضة بمختلف أنواعها.