3 إعفاءات للأشخاص ذوي الإعاقة في القانون، تعرف عليها    بصور قديمة.. شيريهان تنعي الفنان الراحل صلاح السعدني    حزب "المصريين" يكرم 200 طفل في مسابقة «معًا نصوم» بالبحر الأحمر    بجوائز 2 مليون جنيه.. إطلاق مسابقة " الخطيب المفوه " للشباب والنشء    عيار 21 الآن فى السودان .. سعر الذهب اليوم السبت 20 أبريل 2024    تعرف على موعد انخفاض سعر الخبز.. الحكومة أظهرت "العين الحمراء" للمخابز    رسميا.. سعر الدولار مقابل الجنيه المصري اليوم السبت 20 إبريل 2024 بعد الانخفاض الأخير    GranCabrio Spyder| سيارة رياضية فاخرة من Maserati    نشرة منتصف الليل| الأرصاد تكشف موعد الموجة الحارة.. وهذه ملامح حركة المحافظين المرتقبة    300 جنيها .. مفاجأة حول أسعار أنابيب الغاز والبنزين في مصر    عميد تجارة الإسكندرية: السيطرة على سعر الصرف يزيد من فرص الاستثمار    انفجار في قاعدة كالسوم في بابل العراقية تسبب في قتل شخص وإصابة آخرين    سمير راغب: إسرائيل لا تمتلك الإمكانيات لاستهداف المنشآت النووية الإيرانية (فيديو)    ارتفاع عدد الشهداء جراء استهداف منزل في حي تل السلطان إلى 8 بينهم 5 أطفال    «أتمنى الزمالك يحارب للتعاقد معه».. ميدو يُرشح لاعبًا مفاجأة ل القلعة البيضاء من الأهلي    لؤي وائل يروي تفاصيل سقوطه أثناء مباراة بلدية المحلة.. 40 دقيقة مغمى عليا    28 مباراة بينها 3 للأهلي.. مواعيد مباريات اليوم والقنوات الناقلة    فودين يكشف أسباب ارتداء الرقم 47 مع مانشستر سيتي    ريو آفي يتعادل مع أروكا بالدوري البرتغالي    بشكتاش يهزم أنقرة جوجو.. ويقترب من مركز طرابزون    يوفنتوس يواصل فقد النقاط بالتعادل مع كالياري.. ولاتسيو يفوز على جنوى    حالة الطقس اليوم.. حار نهارًا والعظمى في القاهرة 33 درجة    9 مصابين في انقلاب سيارة ربع نقل في بني سويف    "محكمة ميتا" تنظر في قضيتين بشأن صور إباحية مزيفة لنساء مشهورات    كل ما تريد معرفته عن رياح الخماسين التى تضرب البلاد الآن    جنازة مهيبة للطفل ضحية جاره.. ذبحه داخل شقة في شبرا الخيمة    حريق هائل بمخزن كاوتش بقرية السنباط بالفيوم    وزارة الداخلية تكرم عددا من الضباط بمحافظة أسوان    إياد نصار: لا أحب مسلسلات «البان آراب».. وسعيد بنجاح "صلة رحم"    محمد حماقي يُشعل حفل نجمل محمد فؤاد (بث مباشر)    يسرا: فرحانة إني عملت فيلم «شقو».. ودوري مليان شر    نبيل الحلفاوي متأثرًا بوفاة صديقه الفنان صلاح السعدني: «اليوم ودعت جزءًا كبيرًا وجميلًا وعزيزًا من عمري»    سمية الخشاب: استحق جائزة أفضل ممثلة في مسلسلات رمضان    استعد لاحتفالات شم النسيم 2024: نصائح وأفكار لتجديد فرحة الربيع بأساليب مميزة    خالد منتصر: معظم الإرهابيين مؤهلات عليا    أعظم الذكر أجرًا.. احرص عليه في هذه الأوقات المحددة    أدعية الرزق: أهميتها وفوائدها وكيفية استخدامها في الحياة اليومية    آلام العظام: أسبابها وكيفية الوقاية منها    عمرو أديب يطالب يكشف أسباب بيع طائرات «مصر للطيران» (فيديو)    داليا عبد الرحيم: الإخوان أسست حركات لإرهاب الشعب منذ ثورة 30 يونيو.. خبير: عنف الجماعة لم يكن مجرد فعل على الثورة.. وباحث: كان تعاملهم برؤية باطنية وسرية    عاجل - فصائل عراقية تعلن استهداف قاعدة عوبدا الجوية التابعة لجيش الاحتلال بالمسيرات    إعلام عراقي: أنباء تفيد بأن انفجار بابل وقع في قاعدة كالسو    وزير دفاع أمريكا: الرصيف البحري للمساعدات في غزة سيكون جاهزا بحلول 21 أبريل    خبير ل«الضفة الأخرى»: الغرب يستخدم الإخوان كورقة للضغط على الأنظمة العربية المستقرة    إياد نصار يكشف سبب مشاركة الشيخ خالد الجندي في مسلسل صلة رحم    تعليق مثير من ليفاندوفسكي قبل مواجهة «الكلاسيكو» ضد ريال مدريد    باحث عن اعترافات متحدث الإخوان باستخدام العنف: «ليست جديدة»    وزير الرياضة يتفقد المدينة الشبابية بالغردقة    مرض القدم السكري: الأعراض والعلاج والوقاية    مرض ضغط الدم: أسبابه وطرق علاجه    «هترجع زي الأول».. حسام موافي يكشف عن حل سحري للتخلص من البطن السفلية    وزير الأوقاف ومحافظ جنوب سيناء يفتتحان أعمال تطوير مسجد الصحابة بشرم الشيخ    داليا عبد الرحيم: الإخوان أسست حركات لإرهاب الشعب منذ ثورة 30 يونيو    50 دعاء في يوم الجمعة.. متى تكون الساعة المستجابة    وزير الصحة يتفقد المركز الإفريقي لصحة المرأة ويوجه بتنفيذ تغييرات حفاظًا على التصميم الأثري للمبنى    حماة الوطن يهنئ أهالي أسيوط ب العيد القومي للمحافظة    انطلاق 10 قوافل دعوية.. وعلماء الأوقاف يؤكدون: الصدق طريق الفائزين    نصبت الموازين ونشرت الدواوين.. خطيب المسجد الحرام: عبادة الله حق واجب    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



د. جهاد عودة يكتب : غاز كردستان فى السياق العالمى ومشاريع خطوط الغاز الدولية واثرها على العراق
نشر في الفجر يوم 08 - 03 - 2014

نشهد حالياً تزايدا في أهمية الغاز الطبيعي حول العالم، وسيشكل الطلب على هذه المادة مصدرا أساسيا للمنافسة الاقتصادية والسياسية بين الدول. وهنا اهمية بعض الاسئلة التي نجد بعضها يطرح نفسه: بعدما كان الغاز الطبيعي واستخراجه موضوعا ثانويا في أجندات الأعمال الاقتصادية حول العالم، نجده اليوم يحظى بهذا الاهتمام المفاجئ. ومرد ذالك أن اقتصادات العالم بعد اتفاقات "كيوتو" للمناخ، أصبحت ملزمة بتقليص كمية انبعاثات الكربون. إلاّ أن هذا الالتزام يسبّب مشكلة، اذ تبدي هذه الاقتصادات النامية منها وتلك التي في طور النمو، حاجة ملّحة الى البترول حاليًا. لكن الحل الذي وجدته تلك الدول يكمن في وجود الغاز الطبيعي كبديل للبترول (أهمية الاكتشافات المستمرة لآبار الغاز مقابل الشح الذي يواجهه احتياطي البترول)، كون الغاز الطبيعي صديقاً للبيئة ويسمح لهذه الدول باحترام اتفاق "كيوتو". وان الانظمة الديمقراطية في العالم تسعى الى مراعاه الاوضاع البيئية في بلدانها كون ان الغاز الطبيعي يعد من انظف موارد الطاقة في العالم ولذلك هنالك تحول الطلب من النفط الخام الى الغاز الطبيعي وبالاخص من قبل الدول الاوربية وامريكا. تداعيات هذه المعضلة، تبدو أكثر تعقيدًا وتشعّباً، سياسياً واقتصادياً. وتظهر التقديرات الحالية أن روسيا تحتل المركز الأول عالميا من حيث احتياط الغاز مع 18,3% من الاحتياط العالمي تليها إيران (11,1%)، ثم تركمانستان وقطر (8% لكل منهما). وتظهر مصادر أخرى الترتيب هذا من خلال تصنيف الدول على أساس الغاز القابل للاستخراج السهل (النوع التقليدي الذي يتطلب استثمارا اقل لإستخراجه). يبقي هذا التصنيف روسيا في المرتبة الأولى، في حين تحتل الولايات المتحدة وإيران المرتبة الثانية.
وتكمن الحاجة إلى الغاز الطبيعي في الدول المتقدمة اليوم (تحديدا أوروبا) في توفير سبل التدفئة في الشتاء، في حين أنها تتمثل بالنمو الاقتصادي والسكاني في كل من الصين والهند. وتشير التقديرات إلى أن الصين ستستهلك أكثر من 8% من إنتاج الغاز حول العالم في 2035؛ ومن المتوقع أن تتضاعف نسبة استهلاك الغاز الحالية في أوروبا في حلول 2020. تتطلب هذه الزيادة على الطلب تغييرا في كيفية ايصال الغاز الطبيعي الى البلدان. علماً أن معظم عمليات التوزيع تجري حاليا عبر عملية "الغاز الطبيعي السائل" LNG ، إذ يتم تحويل الغاز سائلاً (نحو 1/600 من حجمه الأساسي) ومن ثم يُنقل على متن سفنٍ مخصصة الى وجهاته، فيما تحتل قطر الصدارة في هذا المجال. أما زيادة الطلب المذكورة، فتتطلب إنشاء أنابيب أرضية Pipeline توزع الغاز بسهولة ولا تعتمد على ظروف البحار.
ويعتبر مشروع نابوكو NABUCCO وهي خط انابيب غاز التي تربط بين أماكن انتاج الغاز في بحر قزوين والشرق الاوسط وتأخذه في اتجاه تركيا ومنها الى اوروبا. و صممت نابوكو لنقل الغاز من تركيا إلى النمسا عبر 3900 كم، ولتمرير 31 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي سنوياً من منطقة (الشرق الأوسط) وقزوين إلى الأسواق في أوروبا. يكمن الهدف من هذا المشروع تقليص الاعتماد على الامدادات والأسعار الروسية، بما ان روسيا تزود اكثر من 30% من كمية الغاز المطلوبة لاوروبا. ولا بد من الإشارة إلى أن الدعم الذي يتلقاه هذا المشروع يأتي من بعض الدول الأوروبية والولايات المتحدة. والبعض يعتبر خط الأنابيب محاولة لتحويل تجارة الغاز الطبيعي من آسيا الوسطى بعيداً عن المرور عبر روسيا. المشروع مدعوم من الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة. وتصف روسيا مشروع نابوكو بأنه "مشروع معادي لروسيا". ويقوم هذا الخط بنقل الغاز الطبيعي من تركيا إلى النمسا عبر بلغاريا ورومانياو والمجر. الخط سيجري من أرضروم في تركيا إلى (باومگارتن أن در مارش), وهي المركز الرئيسي للغاز الطبيعي في النمسا. وفي 13 يوليو 2009 أبرمت تركيا ودول في الاتحاد الأوروبي اتفاقا لإجازة المشروع الذي سيمد أوروبا بالغاز من آسيا والوسطى والشرق الأوسط عبر تركيا. ومن شأن الاتفاق أن يخفض الاعتماد الأوروبي على الغاز الروسي. ووقع رؤساء وزراء كل من تركيا والنمسا وبلغاريا ورومانيا والمجر على الاتفاق الذي يسمح للخط بالمرور عبر أراضيها وبتنفيذ تحالف من الشركات الخاصة خلال قمة نابوكو التي عقدت في العاصمة التركية أنقرة.
يتألف اتحاد شركة غاز نابوكو من شركة (RWE)الألمانية وشركة (OMV) النمساوية وشركة بوتكس التركية وشركة بلغاريا القابضة للطاقة البلغارية وشركة ترانزغاز الرومانية. التكاليف الأولية لهذا المشروع المنافس لغاز بروم، والتي قدرت قبل خمس سنوات ب 11.2 مليار دولار وستحقق أسعار غاز أقل من المشروع الروسي،سترتفع بسبب التأخير حتى عام 2017 إلى 21.4 مليار دولار. في 27 يناير 2009، قمة نابوكو انعقدت في بوداپست. وفي القمة، صرح رئيسا بنك الاستثمار الاوروبي (EIB) وبنك الإنشاء والتعمير الاوروبي (EBRD) أنهما مستعدين لاعطاء المساندة المالية لخط أنابيب غاز نابوكو. وفي 28 يناير 2009، اقترحت منح المفوضية الاوروبية €250 مليون يورو كجزء من خط الإنعاش الإقتصادي من خلال بنك الاستثمار الاوروبي لتمويل خط أنابيب نابوكو. وفي 12 يوليو 2009 ، أعلن وزير الطاقة التركي أن الغاز الأوروبي سيكون في متناول تركيا بموجب اتفاق خط الأنابيب نابوكو، وأن بلاده تخلت عن طلبها لشراء 15% من الغاز وهو ما كان عقبة رئيسية أمام إتمام الصفقة. وتأمل تركيا التي تطمح للانضمام إلى عضوية الاتحاد الأوروبي أن يعمل مشروع نابوكو على ترسيخ مكانتها أوروبيا من خلال العمل على أن تكون مركزا للطاقة بالنسبة للغرب.
الدول المغذية للمشروع : 1- تركمانستان: المشروع كان يعتمد في الأصل على تصدير الغاز الطبيعي من تركمنستان، صاحبة رابع أكبر احتياطي غاز في العالم. تركمنستان دولة منغلقة جغرافياً، أي لا تطل على بحار مفتوحة. ولذلك فكل تجارتها وغازها يمروا عبر روسيا. ولكن تركمنستان تطل على بحر قزوين المغلق، بل أن أكبر حقول الغاز فيها تقع بالقرب من ساحل بحر القزوين. فكرة خط نابوكو هي تمرير خط أنابيب عبر القزوين يحمل غاز تركمنستان إلى أذربيجان ومنها إلى خط أنابيب نابوكو. إلا أن هناك خلاف سياسي قانوني مستعصي على الحل بين الدول المطلة على البحر فيما إذا كان المسطح المائي هو بحر فتتقاسم الدول المحيطة به مياهه وثرواته حسب طول شواطئها أم أنه بحيرة فيتم تقاسمه بالتساوي. فكل من تركمنستان وأذربيجان تصران على أنه بحر، فبالتالي فلا حق لأي دولة أخرى مطلة على البحر في حقول النفط والغاز على شواطئ تلك الدولتين. روسيا، في الناحية الأخرى، ترى أنه بحيرة متجددة بمياه أنهار الڤولگا وغيره، وهي فوق ذلك المسيطرة عسكرياً على البحر بكامله؛ الأمر الذي يجعل من المستحيل، ليس فقط إنشاء خط أنابيب الغاز عبر القزوين، بل تطوير تركمنستان أو أذربيجان لأية حقول غاز على سواحل القزوين. بالاضافة الى تغير ميزان القوى في اللعبة الكبرى. فعودة روسيا للعب دور مهيمن في آسيا الوسطى، ووفاة تركمنباشي، ومجيء قربان‌قولي پردي‌ محمدوڤ عقدي بيع لمعظم غاز تركمنستان إلى روسيا، أصبح من المستحيل إنشاء خط أنابيب الغاز عبر القزوين. وبالتالي اختفى المصدر الأساسي للغاز لمشروع نابوكو. ومع تيقن مخططي المشروع إلى استحالة مشاركة تركمنستان فيه، في مطلع 2008، اتجه التفكير إلى مصادر بديلة.
2- اذربيجان :-يأتى كل غاز أذربيجان تقريباً يأتي من حقل شاه دنيز الذي تديره شركة ب پ، ومرحلته الحالية قد تم بيعها بالكامل لتغذية خط أنابيب تركيا-اليونان-إيطاليا. ومرحلته التالية لن تأتي قبل عام 2014، أي بعد سنة من تاريخ الافتتاح المزمع لخط نابوكو. وحتى حينئذ فقد تبيع أذربيجان هذا الغاز لروسيا لوجل الاتحاد الاوروبي من توقيع عقد شراء عبر نابوكو، حسب رئيس شركة الغاز الحكومية الآذرية. وفي 29 يناير 2009، أعلن رئيس أذربيجان إلهام علييڤ أن أذربيجان كانت تخطط على الأقل لمضاعفة انتاجها من الغاز في السنين الخمس المقبلة لإمداد خط الأنابيب. قام نائب الرئيس الأمريكي ديك تشيني، 8 سبتمبر 2008، بزيارة إلى أذربيجان لحث رئيسها إلهام علييڤ على الموافقة على إمداد خط نابوكو بالغاز. (طالع: زيارة تشيني لباكو في أعقاب حرب القوقاز 2008) ثم قام إردوغان بزيارة تاريخية إلى أرمنيا للتفاوض على تمرير خط نابوكو عبر أرمنيا بدلاً من جورجيا التي قصف الروس الخط فيها. أعلن المدير العام لمجموعة أنبوب الغاز الدولية نابوكو راينهارد ميتشيك أن الكونسورسيوم الذى يدير حقل الغاز شاه دينيز فى أذربيجان وقّع اتفاقا فى فيينا، يسمح له بالمساهمة بنسبة خمسين بالمئة فى مشروع أنبوب الغاز نابوكو. وقال ميتشيك مدير مجموعة "نابوكو غاز بايبلين انترناشيونال" فى بيان "أنها خطوة عملاقة" على طريق إنجاز نابوكو المشروع المنافس للمشروع الروسى ساوث ستريم والذين لم يتمكن حتى الآن من العثور على شريك يؤمن له الغاز الطبيعى. وكان كونسورسيوم شاه دينيز عبر فى العاشر من يناير فى صوفيا عن اهتمامه بالمشاركة بنسبة خمسين بالمئة فى مشروع نابوكو، إلا أن هذا الكونسورسيوم لن يتخذ قرارا نهائيا فى هذا الشأن قبل يونيو المقبل. ويضم كونسورسيوم شاه دينيز العملاق أيضا المجموعة البريطانية بريتش بتروليوم (25 بالمئة) والفرنسية توتال (10 بالمئة) والنرويجية ستات أويل (10 بالمئة).
3- ايران : بعد أذربيجان تأتي إيران، صاحبة ثاني أكبر احتياطي، إلا أن التزام الاتحاد الاوروبي بعقوبات الأمم المتحدة على إيران يستبعدها كمصدر. وحتى ذوبان جليد العلاقات الأمريكية الإيرانية المحتمل في عهد اوباما، فلن يتغلب على تشعب العلاقات الإيرانية الروسية. أوزبكستان لديها احتياطي قدره 1,8 بليون متر مكعب من الغاز إلا أنها وقعت عقداً في ديسمبر 2008، لبيع كامل انتاجها من الغاز لروسيا في عقد لمدة 10 سنوات. وخلال القمة نابوكو أعرب رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان عن رغبة بلاده في نقل الغاز الإيراني إلى أوروبا عبر نابوكو "عندما تسمح الظروف بذلك". غير أن الولايات المتحدة أعربت عن معارضتها للسماح بضخ الغاز الإيراني عبر الخط، إذ أكد المبعوث الأميركي الخاص للطاقة ريتشارد مورنينغستار على عدم السماح لطهران في الوقت الحالي بالمشاركة في المشروع.
4- كردستان العراق: اصبح اقليم كردستان هو المورد الجديد للخط بعد ان فشلت مساعيها لضم كل من اوزبكستان وتركمانستنان وايران الى المشروع وكانت شركة "آر.دبليو.اي" الالمانية اعلنت انها وقعت اتفاق تعاون مع حكومة كردستان العراق لضخ امدادات غاز مستقبلا الى مشروع خط أنابيب نابوكو. ونقل بيان للشركة في ألمانيا عن وزير الموارد الطبيعية في كردستان العراق اشتي هورامي قوله انه "يمكن ضخ ما يصل الى 20 مليار متر مكعب سنويا عبر الخط لامداد تركيا واوروبا بالغاز". في حين يهدف مشروع نابوكو إلى ضخ 31 مليار متر مكعب من الغاز سنويا من منطقة بحر قزوين. واعتبرت وزارة النفط العراقية ان العقد الذي وقعته حكومة اقليم كردستان (شمال) مع شركة "آر دبليو اي" الالمانية لضخ امدادات غاز في المستقبل الى مشروع خط انابيب نابوكو "باطل وغير قانوني". و اعتبرت شركة خطوط الأنابيب التركية (بوتاش) أن نقل الغاز الطبيعي من إقليم كردستان العراق سيمكن مشروع خط أنابيب نابوكو من نقل الغاز إلى أوروبا بحلول العام 2014. وقال مسؤول في الشركة التركية المملوكة للدولة وهي أحد المساهمين بالمشروع إن الإقليم العراقي يمتلك احتياطيات كبيرة، معتبرا أن الغاز المنتج فيها على درجة شديدة من الأهمية وسيلعب دورا هاما في إطلاق مشروع نابوكو وهو خط أنابيب لنقل الغاز عبر تركيا إلى أوروبا. وقد انضمت شركتا (أوأم في) النمساوية و(أم أو أل) المجرية وهما من أوائل المساهمين بالخط أمس إلى مشروع لضخ الغاز من إقليم كردستان إلى تركيا ومنها إلى أوروبا. ومن شأن الإقليم توفير نحو 1.5 مليار قدم مكعبة يوميا لمشروع نابوكو، وهي كمية كافية لإمداد المرحلة الأولى.وتريد بوتاش الاحتفاظ بنسبة 15% من الغاز المار بخط الأنابيب، وهو الأمر الذي يرفضه شركاء نابوكو إلا أنه بإمكان إمدادات الغاز من إقليم كردستان العراقي أن تفي باحتياجات تركيا والقضاء على تلك العقبة الواقفة أمام نابوكو. و أعلن كونسرتيوم يضم أربع شركات عربية وأوروبية عن خطة لتطوير حقول للغاز في كردستان العراق باستثمارات تتجاوز ثمانية مليارات دولار. من جهته قلل الممثل الرئاسي الروسي الخاص إلى الشرق الأوسط ألكسندر سلطانوف، من أثر الإمدادات عبر كردستان العراق على جاذبية إمدادات الغاز الروسية إلى أوروبا مستقبلاً. ومن المؤمل ان تساهم كل من اسرائيل وقبرص عبر ربط الغاز الطبيعي المنتج في حقل الغازي في شرق البحر المتوسط بالخط وبالاضافة الى قطر والسعودية ايضا في المشروع كمساهمين ولكن مساهمة قطر والسعودية في المشروع كان يتعين موافقة سوريا على المشرع كونها كانت الممر الوحيد الذي يربط الغاز الطبيعي في هاتين الدوليتين مع الخط وان الحرب في سوريا وارتباط سوريا بخط اننابيب الهلال الشيعي قد عرقل طموحات السعودية وقطر
وتنبع الاهمية الجيوسياسية للمشروع من : 1- حقيقه ان دول الاتحاد الأوروبي تستورد نحو 14 تريليون قدم مكعب من الغاز في السنة، وتنتج نحو 5 تريلونات قدم فقط، وتوازي قيمة الإستيراد سنويا نحو 170 مليار دولار. ويتمّ استيراد غالبية هذا الغاز من روسيا (بنسبة تفوق ال 40%) تليها النروج والجزائر. ويعتمد معظم الدول الأوروبية، باستثناء بريطانيا واسبانيا، على الغاز الروسي. ولهذا، يقول الخبير في الشؤون الاستراتيجية والاقتصادية غسان حاصباني، ان دول أوروبا تحاول جاهدة تنويع مصادرها، كذلك تحاول روسيا حماية صادراتها عبر تنويع طرق الامداد الى أوروبا "كي لا تصبح رهينة للعلاقة مع أوكرانيا وبيلاروسيا التي كانت الأنابيب الروسية تمرّ عبرها إلى أوروبا". 2- الخط الاسلامي او الهلال الشيعي وهي خطوط الغاز الإيرانية من حقل South Pars ( وهى المنطقة الواقعة بين إيران وقطر) وتمتد الى حدود آسيا (باكستان والهند والصين)، وخط الغاز بين إيران-العراق-سوريا باتجاه المتوسط. تكلف هذه الخطوط نحو 20 مليار دولار، لكنها تمكن إيران من إنتاج الغاز وبيعه مباشرة إلى قارتي أوروبا وآسيا. عام 2012، وقعت ايران وسوريا والعراق مذكرة تفاهم تقضي ببناء أنبوب لنقل الغاز من إيران التي تملك ثاني أكبر مخزون للغاز في العالم بعد روسيا. ومن المتوقع ان يستغرق تشييده نحو 5 سنوات بكلفة 10 مليارات دولار، وهو يمر عبر العراق وسوريا الى البحر المتوسط. ويعتقد بعضهم، بحسب حاصباني، أن لدى هذا الخط القدرة على استخدام مستقبلية لنقل غاز شرق المتوسط الى الصين عبر باكستان. وهي خطوة جديدة تخطوها إيران باتجاه تحقيق حلمها الاستراتيجي –الاقتصادي، ولو كانت هذه الخطوة معنوية ونظرية، تعتمد على المراهنة أكثر مما تعتمد على الواقع، حتى الآن. وحلم إيران بتصدير غازها إلى أوروبا، يتقدم عبر "اتفاقية إطارية" لنقل الغاز الإيراني من خلال العراق إلى سوريا، وقّعها وزيرا النفط السوري والإيراني، مؤخراً. الأهمية العملية لهذه الاتفاقية، يعبّر عنها وصفُها، "إطارية"، فهي ستبقى في المدى المنظور حبراً على ورق، لكنها توضّح حيزاً من القاعدة الأساسية التي تعتمدها إيران في رسم أفق مستقبلها الاستراتيجي في بعده الاقتصادي تحديداً. فإيران تُراهن على نظام الأسد في سوريا. ويشكّل الأخير حصانها الرابح، في حال نجاحه في هزيمة المعارضة المسلحة، فهو سيكون معبر إيران نحو الأفق الأوروبي.
تبدأ القصة قبل الثورة في سوريا مباشرة، حينها وقّع وزراء النفط في إيران والعراق وسوريا اتفاقية بقيمة تزيد عن عشر مليارات من الدولارات، لنقل الغاز الإيراني إلى القارة الأوروبية عن طريق العراق وسوريا ولبنان عبر مشروع خط عملاق يجسّد الربط الاستراتيجي بين مكونات تكتل سياسي – اقتصادي، يمكن توصيفه ب "الهلال الشيعي". أوروبا التي يتنفس قوامها الصناعي عبر الغاز الروسي، كانت مطمح إيران، بأن تشكّل عبر غازها بديلاً استراتيجياً للغاز الروسي في الحسابات الأوروبية، فيكون ذلك مصدراً لتعزيز نفوذ إيران الإقليمي، ومكانتها الاستراتيجية الإقليمية والدولية. توضّح صحيفة الاقتصادية السعودية أن إيران تملك "...وبحسب تقرير بريتش بتروليوم الإحصائي لعام 2013 أكبر احتياط في العالم من الغاز الطبيعي أي أنها تعدت روسيا والحقيقة كانت هذه إحدى أكبر مفاجآت هذا التقرير إذ إن تقرير العام الماضى أشار إلى أن احتياطي روسيا يقدر بنحو 44 تريليون متر مكعب متقدمة على إيران صاحبة المركز الثاني لذلك العام بأكثر من عشرة تريليونات متر مكعب. على كل حال يقدر احتياطي إيران بنحو 18 في المائة من الاحتياطي العالمي من الغاز التقليدي. وهي حالياً ثالث أكبر منتج للغاز في العالم بعد أمريكا وروسيا ومتساوية مع قطر وكندا" . تهدف إيران بإيصال غازها إلى أوروبا في جانب منه يتعلّق بالتخلص من الآثار السلبية للعقوبات الأوروبية والأمريكية المفروضة عليها، والتي تحولت في السنوات الأخيرة من العقد الماضي إلى عقوبات دولية بموجب قرارات من مجلس الأمن، كانت روسيا ذاتها توافق عليها، ربما كي تعرقل طموحات إيران، وتُبقي الدولة المحاصرة دولياً، أسيرة الرعاية والتوجيه الروسي. علما ان الكميات المصدرة من الغاز الإيراني لا تُقارن بروسيا وقطر رغم أن لديها احتياطات غازية أكبر منهما. منع الحظر إيران من استغلال غازها. هذا وقد نجحت إيران في إيجاد خطوط بديلة لتصدير الغاز، كحالة خطها مع تركيا وأرمينيا، حيث تزوّد إيران تركيا بحوالي 90% من حاجتها من الغاز. إلى جانب مشروعها لمدّ باكستان ب 50% من حاجتها من الغاز، والذي شارف على الانتهاء. لكن يبقى الخط الأهم الذي لطالما تأملت إيران إنجازه، هو خط نقل الغاز الإيراني إلى العراق فسورية مروراً بالبحر المتوسط فأوروبا، هذا الخط (لو تم) هو أمنية إيران لأن غازها سينتشر في أوروبا وبالأسعار المناسبة.
لذلك يمكن أن نفهم بعدا آخر من أبعاد الدعم الإيراني المستميت للأسد في سوريا، ويبدو أن الإيرانيين يدركون أن خسارة سوريا لن تزيد فقط من عزلتهم السياسية الإقليمية والدولية، بل ستزيد من عزلتهم الاقتصادية أيضاً، وتعزّز حالة التململ في الشارع الإيراني جراء الآثار السلبية للعقوبات المفروضة على بلدهم، والتي تنعكس بقسوة على معيشة الإيرانيين. الاتفاقية الإطارية الموقّعة أخيراً بين سوريا وإيران، برهان جديد على أن لإيران مصالح عديدة في دعم الأسد، تجعلها من أكثر الأطراف تمسكاً به، ومن أكثر القوى شراسةً في دعمه، وأن إيران لن تقبل بأقل من أن يكون حلفاؤها في النظام السوري شركاء فاعلين في صنع مستقبل سوريا، كي تضمن مصالحها الاستراتيجية باتجاه المتوسط، والتي تشكّل مسألة نقل الغاز واحدةً من أبرزها . ومن جهة اخرى كتبت صحيفة "اكسبرس تريبيون" ان عاصم حسين وزير النفط في الحكومة الباكستانية اكد للسفير الاميركي "كاميرون مونتر" ان العقوبات الغربية علي مشروع نقل الغاز الايراني الي باكستان، لا جدوي منها وان باكستان ستواصل اجراءاتها باكمال وتدشين هذا المشروع البالغ كلفته عدة مليارات دولار. واضافت الصحيفة نقلا عن وزارة النفط الباكستانية، ان الحكومة الباكستانية ستعتمد كل الخيارات لانهاء ازمة الوقود وسد احتياجات الشعب من الطاقة. وافادت الصحيفة نقلا عن وزير النفط الباكستاني الذي اكد للسفير الاميركي في اسلام اباد ان مشروع نقل الغاز الايراني بامكانه ان يحقق الازدهار في الاقتصاد والصناعة الباكستانية وينهي ازمة الطاقة في باكستان.
واشارت الصحيفة الي ان رئيس الوزراء الباكستاني "يوسف رضا كيلاني" اعلن هو الاخر ان موقف باكستان من مشروع نقل الغاز الايراني واضح، ان اسلام اباد ستواصل اكمال وتدشين هذا المشروع الغازي العملاق. هذا وكانت لجنة النفط والموارد الطبيعية في البرلمان الباكستاني قد ابدت قلقها ازاء تشديد ازمة الطاقة في باكستان ودعت وزارة النفط الي الاسراع باكمال مشروع نقل الغاز الايراني الي باكستان ووضع برامج مناسبة لانهاء ازمة الطاقة في باكستان علي الامد البعيد .وتم اقتراح تنفيذ مشروع نقل الغاز الايراني الي باكستان عام 1999 وتامل باكستان بتدشين هذا المشروع لحل ازمة الطاقة فيها. وينص الاتفاق الذي وقعته ايران وباكستان عام 2010 علي نقل الغاز الطبيعي الايراني من حقل "بارس الجنوبي" في محافظة بوشهر الي ميناء "نواب شاه" في جنوب باكستان. واستنادا للاتفاق المعروف بانبوب السلام بين ايران وباكستان ستصدر ايران ابتداء من العام 2014 يوميا 21 مليونا و500 الف متر مكعب من الغاز الي باكستان اي 8/7 مليار متر مكعب من الغاز سنويا ويمر هذا الانبوب في الاراضي الايرانية من محافظات بوشهر وجنوب محافظة فارس وهرمزكان وكرمان وسيستان وبلوشستان .
ويواجه المشروع اهم العراقيل التالية: 1- تهديد العشائر والجماعات المسلحة السنية في العراق بتفير اي انبوب غازي ايراني يمر بالمحافظات السنية وهذا مايفسر قيام المالكي بحمملات عسكرية متكررة على محافظة الانبار ونينوى السنيتين للقضاء على اي مظاهر مسلحة ف هاتين المحافظتين وانجاح المشروع بالاضافةالى ذلك فان الماليكي يسعى في الوقت الحاضر الى استحداث محافظتين تركمانيتين هما تلعفر وطوزخورماتو بحجة حماية التركمان من استهداف المسالحين وحماية حقووقهم ويهدف المالكي من خلال ذلك انشاء خط يربط بين المناطق الشيعية في محافظة ديالى وربطهما بهاتين المحافظتين والتي تتصل بالحدود السورية وبذلك ضمن المالكي ايجاد مناطق شيعية امنة تكون بمثابة جسر بري بين ايران وسوريا ويتم استغلاله للاهداف السياسية والعسكرية والاقتصادية . كون ان معظم المناطق التي تربط بين العراق وسوريا هي مناطق سنية بالكامل عدا منطقة صغيرة في محافظة نينوى.
2- الثورة السورية ففي حال اسقاط النظام السوري المتمثل ببشار الاسد فان المشروع سيفشل لان المشروع هو في اساسه مشروع طائفي حيث ان بقاء بشار الاسد كنظام يضمن تنفيذ المشروع والذي يعد خطوة اولى نحو انشاء تجمع اقتصادي بين العراق وايران وسوريا وهي على اساس طائفي وومن خلال التحليلي الدقيق يمكن تفسير سبب اصرار قطر والسعودية وتركيا على اسقاط بشار الاسد من خلال دعم جماعات عسكرية مشاركة في الثورة السورية كون ان هذا النظام يسعى الى انشاء تكتل اقتصادي شيعي وهذا مايستهدف دول الخليج بصورة خاصة وان بقاء النظام السوري يعرقل انضمام قطر والسعودبية الى مشروع نابوكو.
3- عدم التزام اقليم كردستان بالمشروع وتبنية مشروع اخر وهو خط ابنابيب نابوكو اي ان العراق منقسم بين مشروعين متنافسين هما نابوكو والهلال الشيعي

المشروع الروسى المعادى نابوكو: خطوط الغاز الروسية (الشمالية والجنوبية): الخط الشمالي North Stream يربط روسيا مع ألمانيا وقد بدأ العمل به حاليا، أما الخط الجنوبي South Stream فهو مشروع مقترح يربط البحر الأسود بالنمسا مرورا ببلغاريا. تبلغ قيمة هذا المشروع نحو 15 مليار دولار؛ ويعتبر منافسًا أساسيا لمشروع نابوكو NABUCCO وتأكيدًا على أهمية دور روسيا كمزوّد رئيسي للغاز لقارة اوروبا. كانت البداية عام 1995 حين رسم بوتين استراتيجية شركة غاز بروم لتتحرك في نطاق وجود الغاز من روسيا فأذربيجان فتركمانستان فإيران (للتسويق) وصولاً إلى منطقة الشرق الأوسط (أخيراً)، وكان من المؤكد أن مشروعي السيل الشمالي والسيل الجنوبي سيكونان وسام الاستحقاق التاريخي على صدر فلاديمير بوتين من أجل عودة روسيا إلى المسرح العالمي ومن أجل إحكام السيطرة على الاقتصاد الأوروبي الذي سيعتمد لعقود على الغاز بديلاً من النفط أو بالتوازي معه، ولكن بأولوية أكبر لصالح الأول. وهنا كان على واشنطن أن تسارع إلى تصميم مشروعها الموازي (نابوكو) لينافس المشروع الروسي على قسمة دولية، على أساسها ستتحدد آفاق القرن المقبل سياسياً واستراتيجياً. على هذا سارعت موسكو للعمل على خطين استراتيجيين: الأول، التأسيس لقرن روسي – صيني (شنغهايي) يقوم على أساس النمو الاقتصادي لكتلة شنغهاي من ناحية، والسيطرة على منابع الغاز من ناحية أخرى. وبناء عليه، فقد أسست لمشروعين أولهما هو مشروع السيل الجنوبي، وثانيهما هو مشروع السيل الشمالي، وذلك في مواجهة مشروع أمريكي لاقتناص غاز البحر الأسود وغاز أذربيجان؛ وهو مشروع نابوكو.
المشروع الروسي في شقيه الشمالي والجنوبي والذي يقطع الطريق عبر التالي: أ‌- السيل الشمالي: وينتقل من روسيا إلى ألمانيا مباشرة، ومن فاينبرغ إلى ساسنيتز عبر بحر البلطيق دون المرور ببيلاروسيا، وهو ما خفف الضغط الأميركي عليها وبدأ ينقل الغاز في 2011.

ب‌- السيل الجنوبي: ويمر من روسيا إلى البحر الأسود فبلغاريا ويتفرع إلى اليونان فجنوب إيطاليا وإلى هنغاريا فالنمسا فيما يمرّ الثاني تحت البحر الأسود الى بلغاريا وينتهي العمل به في ال2015 ويسمى "الخط الجنوبي"... هذا ويشكل التعاون الروسي – الصيني في مجال الطاقة القوة الموجهة للشراكة الاستراتيجية الصينية – الروسية، وهو ما يراه الخبراء حاجزاً يقف وراء الفيتو المشترك لصالح سورية في مجلس الأمن. إن التعاون في مجال الطاقة هو لتسريع الشراكة بين العملاقين والأمر يتعدى إمداد الغاز بأفضليات للصين إلى المشاركة في توزيعه عبر (بيع الأصول والمنشآت الجديدة) ومحاولات السيطرة المشتركة على الإدارات التنفيذية لشبكات توزيع الغاز حيث تقدم موسكو حالياً عرضاً بالمرونة في أسعار إمدادات الغاز شريطة أن يسمح لها بالدخول إلى الأسواق الصينية المحلية لأن الأرباح تكمن في الداخل الصيني. ولهذا تم الاتفاق على أن الخبراء الروس والصينين يستطيعون العمل سوية في الاتجاهات التالية: «تنسيق استراتيجيات الطاقة في البلدين والتنبؤ ورسم السيناريوهات المستقبلية وتنميةالبنية التحتية للسوق وفعالية الطاقة ومصادر الطاقة البديلة».
وهنالك فضلاً عن التعاون في الطاقة مصالح استراتيجية أخرى تتمثل في التصور المشترك الروسي – الصيني في مخاطر المشروع الأميركي المسمى بالدرع الصاروخية ذلك أن واشنطن تشرك اليابان وكوريا الجنوبية في ذلك المشروع. ولا تكتفي بذلك بل إنها وجهت دعوة إلى الهند في أوائل شهر أيلول/سبتمبر 2011 من أجل أن تصبح الهند شريكاً في البرنامج نفسه. كما تتقاطع مخاوف موسكو وبكين من تحرك واشنطن لإعادة إحياء استراتيجية آسيا الوسطى المدعو (طريق الحرير) وهو نفس توجه مشروع آسيا الوسطى الكبير الذي طرحه جورج بوش الأب لدحر النفوذ الروسي والصيني في آسيا الوسطى بالتعاون مع تركيا لحسم الموقف في أفغانستان عام 2014 وترتيب النفوذ(الناتوي) هناك والإشارات المتزايدة لرغبة أوزبكستان للقيام بدور المضيف لناتو في هذا المشروع. وهنا يقدر بوتين بأن ما يمكن أن يحبط غزو الغرب بشكل أساسي للرواق الخلفي الروسي لآسيا الوسطى هو اتساع الفضاء الاقتصادي الروسي المشترك مع كازاخستان وبيلاروسيا بالتعاون مع بكين بالنسبة لكازاخستان.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.