في ظل الغياب الامني والرقابي علي شركات الأدوية قام بعض الصيادلة المهنيين بالتواصل مع الإدارة المركزية للشئون الصيدلة بوزارة الصحة وذلك بخصوص احد الأدوية الموجودة بالصيدليات التي تعالج ارتفاع الحرارة والذي وجد فيه خطأ تصنيعي لا يغتفر. حيث انتشرت تنبيهات بين الصيادلة من عقار "ابيمول" شراب و فنتولين شراب ( فنتولين ذا الغلاف الرمادي و ليس الفنتولين المحتوي على طارد البلغم )، وبناء على ذلك قررت الإدارة المركزية لشئون الصيدلية بوزارة الصحة رقم 28 لعام 2014 بتاريخ 5 مارس 2014 بسحب عقار أبيمول شراب ذو التشغيلة رقم A505808 فقط ، و عقار فنتولين شراب ذو التشغيلة رقم A506076 من صيدليات الجمهورية و ذلك لاحتوائهما بالخطأ على مادة سلفات الصوديوم بدلا من سترات البوتاسيوم ، التي تسبب أمراض خطيرة. حيث أوضح دكتور محمد نوار أن هذا خطأ تصنيعيا لا يغتفر ، إلا أنه تجدر الإشارة إلى ادعاء بعض الزملاء الصيادلة بكون هذه المادة _سلفات الصوديوم - بالتركيز الزهيد الموجود بهذين العقارين سامة و مسرطنة.
وقال نوار أن سلفات الصوديوم بهذا الاسم لا تدخل في تركيبات الأدوية أصلا على حد معلوماتي المتواضعة في الصيدلة الصناعية ، لكن ما يدخل في التركيبات الصيدلانية مادة شهيرة مشتقة منه و المعروفة ب صوديوم لورايل سلفات و لعلها هي المقصودة في منشور الإدارة المركزية سالف الذكر ، و المادة الأخيرة أيضا لا تدخل في صناعة الأشربة و إنما تستخدم في المستحضرات الموضعية و منها مستحضرات التجميل مثل معاجين الأسنان و الحلاقة و الشامبوهات لقدرتها على تكوين الرغوة ، تسبب التهابا و تقرحا في اللسان و اللثة عند استخدامها في بعض معاجين الأسنان .
و كانت هناك ادعاءات بأن هذه المادة مسرطنة لكن الأبحاث أثبتت نفي ذلك ، إلا أن هذا لا ينفي أن مادة الصوديوم لورايل سلفات قد تسبب تهييجا لجدار المعدة أو قرح إذا ما تم استخدمها في صورة شراب.
وقال نوار الأمر في رأيي ليس بخطير كما صوره بعض الزملاء على طريقة حسين رياض بأن الدواء به سم قاتل و لا يعدو كونه خطأ تصنيعيا قد يسبب مشكلة ليست في ذات حجم الخطورة التي بالغ فيها بعض زملائي و علينا ان نضع الأمور في نصابها و قالبها الصحيح ، كما ينبغي على الصيدلي في ذات الوقت التأكيد على أن هذه المشكلة فقط في بعض التشغيلات في هذه الأدوية و ليس في الدواء ذاته من باب الأمانة المهنية .
وناشد الصيادلة بتشديد الرقابة سرعة التواصل مع الصيادلة و تطوير المنظومة الرقابية و التفتيش بما يخدم صحة المواطن عموما و المريض خصوصا.