أجهزة الأمن نجحت فى القبض على عدد كبير منهم خلال الأسابيع الماضية
معظم العمليات الإرهابية التى تحدث فى مصر منذ عزل الرئيس الإخوانى «محمد مرسى» عن الحكم.. ظلت جماعته تبحث عنها طوال 80 عاما وأكثر، تعلن «جماعة أنصار بيت المقدس» مسئوليتها عنها كأنها خلقت فقط من أجل ضرب ومهاجمة مصر.. «أنصار بيت المقدس» جماعة متطرفة تعمل فى سيناء منذ سنوات وعقيدتها هى «السلفية الجهادية»، وتعمل على تجنيد البدو وخاصة من لديهم مشاكل سابقة مع الأمن ويريدون الانتقام من الشرطة، كما أنها تعمل حاليا على تجنيد شباب الإخوان فى صعيد مصر.. وكما تبين من التحريات والمعلومات الخاصة بالجهات السيادية أن «خيرت الشاطر» يقوم بتمويلها.. القيادى بجماعة الإخوان والمحبوس حاليا على ذمة عدة قضايا لا تخلو من القتل.. والآن يأتى الدعم من حماس وقطر.
وعلى الرغم من أن الأجهزة الأمنية فى مصر الآن تلاحق كل من ينتمى إلى جماعة الإخوان المسلمين، وخاصة من لهم نشاط إرهابى وهم كثر.. إلا أن «أنصار جماعة بيت المقدس» أصبحت تشغل جانبًا كبيرًا ومهما عمل هذه الأجهزة، وخاصة بعد أن هرب معظم أعضائها إلى قطاع غزة ومحافظة مرسى مطروح، ولكن عددًا كبيرًا منهم أيضا لايزال فى سيناء، وحسب المعلومات التى أكدها بعض المصادر فى الأجهزة الأمنية والجهات السيادية، أن العناصر التى توجد فى مصر الآن ليس بها قيادات كبيرة لأن القيادات فى غزة وقطر، ولكن المتواجدين الأن هم الكوادر المتوسطة فى هذه الجماعة التى تستطيع أن تحرك المجموعات الصغرى التى تدربها وتنقل إليها تعليمات الكبار.
يقدر عدد جماعة بيت المقدس حسب مصدر بجهة سيادية بنحو 5 آلاف عضو يوجد منهم على أقل تقدير 2000 داخل الأراضى المصرية ومتفرقون على سيناء والدلتا والصعيد ومرسى مطروح، ولذلك.. فإن فرقا تشكلت من الأجهزة الأمنية والسيادية فى مصر ليس لها عمل غير اصطياد عناصر بيت المقدس.. خاصة أنهم فى الفترة الأخيرة توزعوا على مناطق كثيرة فى الجمهورية، ولا يتواجدون فى سيناء فقط.
ويقول المصدر إنهم الآن يعدون الذراع المسلحة لجماعة الإخوان المسلمين، وإن من ذهبوا إلى الدلتا مهمتهم تنفيذ بعض المهام التى من بينها العمليات الإرهابية وصنع المتفجرات، ومن ذهبوا إلى «مرسى مطروح» مهمتهم هى جلب الأسلحة والتدريب على المتطور منها ثم إرسالها إلى بقية العناصر فى مختلف المحافظات، أما من ذهبوا إلى الصعيد.. فلهم مهام أخرى وهى تجنيد بعض شباب الإخوان وأنصار التيارات الإسلامية من هناك للعودة بهم إلى سيناء للتدريب أو تكليفهم ببعض العمليات الإرهابية ضد قوات الشرطة فى الصعيد، وبعد عمل التحريات اللازمة والتأكد من هذه المعلومات.. فإن خططًا جديدة قد وضعت للقبض على عناصر بيت المقدس من مدن الدلتا والصعيد ومطروح وأيضا سيناء، وحتى الآن فإن هذه الخطط تبين أنها نجحت وتم القبض على عدد لابأس به من هؤلاء.
وقد حصلنا منهم على اعترفات تفيد بأماكن زملائهم والمهام المكلفين بها.. فأصبحت طرق صيدهم أسهل بعض الشىء، كما أن منهم أشخاصًا غير مصريين ولكنهم يجيدون اللهجة المصرية، كما أنهم يرتدون زيًا طبيعيًا لايلفت النظر إليهم ويحلقون لحاهم، ولكن لهم إشارات وحركات وبعض العادات، تم التعرف عليها عن طريق العناصر المقبوض عليهم التى من خلالها يتعرف الضباط ومرشدوهم على هذه العناصر.
وعلى الرغم من أنهم مدربون على الهروب من المراقبة بتغيير نمط المعيشة أو الروتين اليومى وأيضا بتغيير العمل والسكن، ولكنه الداء والدواء فى نفس الوقت.. فقد أصبح هذا معروفا تماما لمن يراقبهم وقد يؤدى هذا التغيير المستمر لأحد العناصر إلى الشك فيه ومن ثم متابعته والقبض عليه.
ويؤكد مصدر سيادى أن «أنصار بيت المقدس» لم يعودوا بعيدين عن الأنظار كما كانوا من قبل، بل اقتربوا كثيرا من إحكام القبضة الأمنية عليهم.. ولكن من المتوقع أن يلجئوا إلى تغييرات جديدة فى أساليب العمليات الإرهابية فى الفترة القادمة، كما يتوقع أيضا أن يعملوا تحت اسم جماعة وهمية جديدة لتشتيت الأمن وكل هذا يعد فى الحسبان، لأن الأمن وجه لهم عدة ضربات فى الفترة الأخيرة، بالقبض على عدد ليس قليلاً من عناصرهم كانوا يعتمدون عليهم فى تنفيذ مهام كثيرة وقد فقدوهم الآن، كما أنهم يعلمون يقينا أن بعض المقبوض عليهم سوف يدلى باعترافات تحت الضغط أو حتى ينجو بنفسه، وهو ما قد يدفعهم لتغيير أساليبهم وخططهم والدفع بعناصر جديدة لتعويض من قبض عليهم، وهو ما يغير أيضا طرق اصطيادهم، لأن البعض منها بات معروفا لديهم الآن. ومما سهل أيضا عملية القبض عليهم خلال الأسابيع الماضية أن بعض عناصر جماعة الإخوان المسلمين وبعض التيارات الإسلامية التى يوجد لها ملفات عند الأجهزة الأمنية قد انضمت مؤخرا «لأنصار بيت مقدس» على اعتبار أنهم الجماعة الأكثر تنظيما الآن، وتنتقم من الشرطة، فهى تشبع رغبتهم وخاصة الشباب منهم فى الانتقام.. ولأن هؤلاء أيضا تتم متابعتهم على فترات.. فقد أدى ذلك إلى التوصل لهم وللمنضمين إليهم، ويضيف المصدر: ليس معنى ذلك أن اصطياد «جماعة بيت المقدس أمر يسير» ولكنه أصبح متاحا الآن أكثر من ذى قبل، لأن أوراقهم أصبحت مكشوفة للأجهزة الأمنية.