شدد العاهل الأردنى الملك عبدالله الثانى، الذى يزور إندونيسيا حاليا، على أن مخاطر الصراع الدينى تهدد الأمة بأكملها والإنسانية جمعاء ويجب على الجميع الاستجابة لهذا التحدى..قائلا "إن سكان العالم مدعوون جميعا إلى الجدية فى السعى لتعزيز الحوار والتفاهم العالمى خصوصا وأننا نجد اليوم قوى تسعى لدفع المستقبل إلى الخلف من خلال إثارة النعرات الدينية والعرقية". وأضاف العاهل الأردنى - فى خطابه اليوم الأربعاء أمام مؤتمر (نهضة الأمة : حوار الأديان ، والإسلام من أجل السلام والحضارة) الذى عقد فى العاصمة الأندونيسية جاكرتا والذى نظمته جمعية نهضة العلماء وهى أكبر جمعية إسلامية رسمية على مستوى العالم – إن الأزمة السورية تشهد استغلال للانقسامات الطائفية من أجل تبرير العنف والسعى إلى الاستحواذ على السلطة.
ووفقا لبيان صادر عن الديوان الملكى الهاشمى ، قال العاهل الأردنى "يتعين علينا جميعا واجب نؤديه فورا وهو السعى لحل الأزمة فى سوريا ، وكما هو عهده دائما تعامل الأردن بالرحمة ومد يد العون لمئات الآلاف من الأسر ، وبالفعل فإن بلدنا يستضيف اليوم أكثر من 600 ألف لاجيء سوري..ويتطلب هذا العبء الإنسانى الكبير أن يقدم العالم يده لنا للمساعدة".
ودعا الملك عبدالله الثانى الدول الأعضاء فى منظمة التعاون الإسلامى إلى ضرورة العمل جنبا إلى جنب مع المجتمع الدولى لتقديم الإغاثة الإنسانية ووضع حد لإراقة الدماء ومساعدة الأطراف على التوصل إلى حل سياسى سلمى والحفاظ على وحدة سوريا وسلامة أراضيها وتحقيق تطلعات الشعب السورى الشقيق.
وقال "يتحتم علينا أيضا أن نجد حلا لأزمة المنطقة الأطول أمدا وهى الصراع الفلسطينى الإسرائيلى ، فالتطرف يزدهر عبر استغلال معاناة ويأس الناس..لكن العالم الإسلامى يقدم هنا وبصوت جماعى رسالة بديلة فقد تبنى الأردنوأندونيسيا والأعضاء الخمس والخمسون الآخرون فى منظمة التعاون الإسلامى بالإجماع مبادرة السلام العربية من أجل تسوية نهائية وحل جميع قضايا الوضع النهائى على أساس حل الدولتين".