وكالات دعا الكاتب والمحلل السياسي راي تاكيه، في مقال نشرته صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، الولاياتالمتحدة إلى الدخول في المحادثات النووية الإيرانية كدولة عظمى، وأن تستخدم نفوذها الاقتصادي والعسكري لإجبار إيران على تقديم أفضل تنازلات.
وقال الكاتب إن أفضل ما يمكن تحقيقه على طاولة المفاوضات النووية في فيينا، هو إبرام اتفاق غامض لا يسمح لإيران بامتلاك أسلحة نووية، رغم أنها قطعت بالفعل أشواطاً كبيرة نحو امتلاك القدرة النووية.
وأوضح الكاتب أن مثل تلك التقديرات، لا تلتفت إلى حقيقة مفادها أن الولاياتالمتحدة لا تتعامل مع الاتحاد السوفييتي، وإنما مع دولة محاصَرة ومتوسطة القوة، يمكن إجبارها على تقديم تنازلات أكبر.
وأشار الكاتب إلى أنه على مدار أكثر من 10 سنوات من الدبلوماسية النووية، نصح بعض المحللين واشنطن أن تسعى نحو حل وسط، يعترف بالجوانب المهمة للبرنامج النووي الإيراني.
وأكد المحللون أن المطالب المفرطة ستفضي إلى كسر التحالف الغربي، الذي أنتج نظام عقوبات مثير للإعجاب، فضلاً عن إمكانية انسحاب طهران من مائدة المفاوضات، الأمر الذي يهدد باندلاع صراع آخر في الشرق الأوسط.
ويرى هؤلاء المحللين أن الاتفاق النهائي لن يكون مثالياً، لكنه سوف يحافظ على تماسك التحالف الغربي، ويفرض بعض القيود على مسار إيران النووي.
وبحسب تاكيه، لا توجد نهاية مقبولة للمأزق النووي الإيراني غير تسوية تفاوضية، لكن بالنظر إلى تفاوت القوة بين الولاياتالمتحدةوإيران، تمتلك واشنطن فرصة صياغة اتفاق دائم للحد من التسلح، مع الحفاظ على نفوذها بالإكراه، ولكي يحدث ذلك، يرى الكاتب أنه يتعين على الولاياتالمتحدة التوقف عن الاستخفاف بقوتها، والمبالغة في تقدير مرونة خصمها.