إرتبط اسم الراحل حسن البنا، بجماعة الإخوان المسلمين، بإعتباره مؤسسها، حيث قام بتأسيسها في مصر في شهر مارس من عام 1928 كحركة إسلامية، انطلقت من الإسماعيلية. ولد حسن البنا في المحمودية بمحافظة البحيرة فى 14 أكتوبر من عام 1906، لوالد يعمل مأذونًا وساعاتي، ودرس بمدرسة الرشاد الإعدادية، وتم إختياره رئيسًا لجمعية الأخلاق الأدبية، بعدما وقع ختيار زملائه عليه ليكون رئيسًا لمجلس إدارة هذه الجمعية.
وأنشأ "البنا" وعدد من زملاءه جمعية أخرى خارج نطاق مدرستهم أطلقوا عليها اسم "جمعية منع المحرمات"، وبعد إنتهائه من الدراسة في مدرسة المعلمين، انتقل إلى القاهرة، وانتسب إلى مدرسة دار العلوم العليا، ثم اشترك في جمعية مكارم الأخلاق الإسلامية، وكانت الجمعية الوحيدة الموجودة بالقاهرة في ذلك الوقت، وكان يواظب على حضور محاضراتها، كما كان يتتبع المواعظ الدينية التي كان يلقيها في المساجد حينذاك نخبة من العلماء العاملين.
وحصل "البنا" على دبلوم دار العلوم العليا سنة 1927، وكان ترتيبه الأول على دفعته، وعين معلمًا بمدرسة الإسماعيلية الإبتدائية الأميرية، في مارس من عام 1928م تعاهد مع ستة من الشباب علي تأسيس جماعة الإخوان المسلمين في الإسماعيلية وهم حافظ عبد الحميد، أحمد الحصري، فؤاد إبراهيم، عبد الرحمن حسب الله، إسماعيل عز، وزكي المغربي.
وقاومت الأحزاب المصرية وقتها فكر حسن البنا، وحالت دون توسع رقعة الإخوان المسلمين السياسية، ومن بين تلك الأحزاب، حزب الوفد، أكثر الأحزاب إنتشارًا في ذلك الوقت، والحزب السعدي.
وفشل "البنا" فى الفوز بالإنتخابات التى خاضها أكثر من مرة بدائرة الدرب الأحمر بالقاهرة، وكان بها المركز العام للجماعه، وكان يقطن بها بحي المغربلبن، لكنه لم يفز في أي مرة في أي دائرة لا هو ولا زملاؤه، بما فيهم أحمد السكري سكرتير الجماعة، وكان مرشحًا بالمحمودية مقر ولادته.
وأصدر رئيس الوزراء، محمود النقراشى، قرارًا بحل الجماعة ومصادرة أموالها، في مساء الأربعاء 8 ديسمبر 1948، وفى مثل هذا اليوم فى الثامنة من مساء، من عام 1949م، وبعد قرار الحكومة، كان حسن البنا يخرج من باب جمعية الشبان المسلمين، ويرافقه رئيس الجمعية لوداعه، ودق جرس الهاتف داخل الجمعية، فعاد رئيسها ليجيب الهاتف فسمع إطلاق الرصاص فخرج ليرى صديقه "البنا" وقد أصيب بطلقات تحت إبطه، وهو يعدو خلف السيارة التي ركبها القاتل، ليلفظ أنفاسه الأخيرة بمستشفى القصر العينى.
وبالرغم من تأسيس الجماعة بالإسماعيلية، إلا أنها لم تعدى بالقوة التى كانت عليها، قبل عزل الرئيس السابق، الدكتور محمد مرسى، وإعلان الجماعة تنظيمًا إرهابيًا، ديسمبر الماضى، فى أعقاب تفجير مديرية أمن الدقهلية، حيث أن الجماعة لم تعد قادرة على الحشد للمسيرات الأسبوعية، والتى تتمكن قوات الشرطة من فضها بمجرد إنطلاقها.