حث إسلامنا الحنيف على ممارسة الرياضة ذلك النشاط الإنسانى المفيد ،كما أن معظم العبادات فى الإسلام لها ارتباط وثيق بالبدن .يؤكد الدكتور طلعت عبد ربه – أستاذ الفقه - جامعة الأزهر . ان الصلاة وما شرع فيها من ركوع وسجود وما يسبقها من وضوء بل والذهاب إلى المسجد ،والحج وما يتطلبه من جهاد بالبدن والمال وغير ذلك ما هو إلا ترجمه حقيقية لتشجيع المسلم على ممارسة الرياضة البدنية بصورة متوازنة – لا يطغى جانب على جانب ، فالإسلام دين الوسطية فى كل شئ تصديقاً لقول المولى جلا وعلا "وكذلك جعلناكم أمة وسطا ". ولقد قرن ربنا جلا علاه "رجاجة العقل " ،وزيادة العلم بصحة الجسم وتمام عافيته فقد وصف طالوت موضحاً سيادته على بنى اسرائيل "إن الله اصطفاه عليكم وزاده بسطه فى العلم والجسم "، ويضيف :ان الله تعالى قد يقرن بين القوة العضلية والأمانة وأن من يتصف بهاتين الصفتين معاً يكون "خير الناس" فيقول على لسان إحدى بنات شعيب "يا ابت استأجره إن خير من استأجرت القوى الأمين ". والسنة النبوية المطهرة اهتمت بالأنشطة الرياضية التى تعود على المسلمين بالنفع والفائدة كرياضة الفروسية والرمى بالقوس والمبارزة بالرمح والسيف ،فقد ورد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (كل شئ ليس من ذكر الله فهو لهو إلا أربع خصال :مشى الرجل بين الفرضين ،وتأديبه فرسه وملاعبته أهله ،وتعلمه السباحة)رواه الطبرانى . ومن الانشطة التى حبذ الإسلام ممارستها للترويح عن النفس وتقوية البدن العدو – والجرى وكان الصحابة يتسابقون والرسول الكريم صلوات الله وسلامه عليه يقرهم على ذلك بل انه صلى الله عليه وسلم سابق زوجته – السيدة عائشة رضى الله عنها ليباسطها وتطيباً لنفسها ، كما كان للمصارعة مكانتها المرموقة فى صدر الإسلام وقد مارسها الصحابة رضوان الله عليهم . وقد صارع الرسول الكريم رجلاً من الصحابة كان معروفاً بقوته يقال له ركانه – فقال له الرسول (شاه بشاه) ولما صرعه الرسول فاز عليه – فقال له الرجل عاودنى :يا رسول الله – فعاوده صلى الله عليه وسلم فصرعه ففاز عليه ثانية – فقال له ركانه "عاودنى يا رسول الله "- فعاوده النبى صلى الله عليه وسلم فصرعه ففاز عليه – فقال الرجل : ماذا أقول لاهلى ؟ شاه أكلها الذئب ، وشاه نشزت – فماذا أقول عن الثالثة ؟ فقال صلوات الله وسلامه عليه :"ما كنا نجمع عليك أن نصرعك ونغرمك – خذ غنمك" وعن ابن عمر رضى الله عنه انه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (علموا ابناءكم السباحة والرمى والمرأة المغزل ). وعن ابي سلمى مولى بن نافع انه قال : قلت يا رسول الله اللولد علينا حق كحقنا عليه ؟ قال نعم حق الولد على الوالد أن يعلمه السباحة والرمى والكتابة ، ولما كتب عمر بن الخطاب إلى الولاه بالشام : أما بعد فعلموا أولادكم الرماية والسباحة وركوب الخيل ..........