100 أسرة من باب الخلق تعيش على تصميمات "منتجات السيسى" يتلقون تهديدات بخطف أولادهم باب الخلق صدرت المنتجات لأمريكا لمحاربة قناة الجزيرة ..بدون مقابل مادى
فن آخر ولد بين حارات "باب الخلق" وتحديداً بشارع حسن الأكبر ، الذى يطل برأسه على مديرية أمن القاهرة والمتحف الإسلامى ، وجد مكانه فى الصفوف الأولى للحرب على إرهاب الإخوان .
وجدنا مجموعة من الشباب الطموح ، لهم قائد لم يزيد عنهم عمراً ،وكأنهم حزب سياسى ..لكنه "فنى" فى الحقيقة ، يحرك مشاعر المواطنين بالألوان والتصاميم ، شاركوا فى ثورتى 25 و30 ، لكنهم ظلوا بين "الكومبيوتر" و"المطبعة" ، يصممون ، يطبعون ، ثم تنتشر منتجاتهم كالغاز .
ب500 جنيه ، إستطاع أحمد محمود "شيتوس" ، 33 سنة ، من أبناء عابدين ، أن يلون شوارع مصر بأفكاره ، ويوصل منتجاته لجميع المحافظات ، من غرفة صغيرة فى بيته ، إلى مصنع فتح بيت أكثر من مئة أسرة ، يترجم بها شيتوس الأحداث إلى فوتوشوب ، و ينتج صور والعاب..لها قواعد وأخلاق "شعبية" .
ففى الفترة الأخيرة ، غرقت ميادين مصر بصور عليها صورة المشير عبد الفتاح السيسى ، وكذلك ملابس وولاعات وكابات وعرائس ، وأصبحت صورة "السيسى" على كل منتج ممكن ، وكان آخرها "بطاقة السيسى"..، حتى الأطعمة "الشيكولاتة"..وكأن "السيسى" لون جديد أو صبغة ..وطنية .
بدأ عمل أحمد محمود "شيتوس" ، منذ ثورة 25 يناير ، بطباعة "بوسترات" عليها صور النظام السابق ، تحت مسم "طره لاند" ، ونزل بميدان التحرير ليبيع بضاعته على المواطنين خلال الفترة التى عاقبت تنحى مبارك ، وبعد تسليم السلطة للمجلس العسكرى ، إمتئلت الميادين مرة أخرى بالثوار ، وقرر "أحمد" فى فكرة "الكارت الأحمر" ، فأبتكر كارت أحمر لطرد المجلس العسكرى من الحكم ، وأشتهر الكارت فى ملوينيات يوليو 2011 ، والتفت الصحف حول أفكار الميدان "المجنونة" .
وبعد مجئ مرسى ، كانت إنتشرت صور مختلفة فى الميادين ، ومن وحى المقولة المعروفة "كل وقت وله آذان " يقول "أحمد" :" عملت مصالح مع الإخوان ، وصممت لهم صور وكروت و ضد النظام ، ولكن عشان أخد منهم فلوس مش أكتر..وكان الشغل مختصر فى "بيزنس" ليس إلا "، وفى نفس الوقت الذى أطبع لهم "بوسترات "للإخوان وببيعها فى رابعة " ، كنت بعمل شغل للسيسى ، وببيعه فى الإتحادية ".
أحمد إبتكر منتجاته ووزعها على المحافظات ، وأصبح له وكيل فى كل محافظة ، فمنتجات السيسى فى المنوفية يوزعها "وجيه أبو جبل، وفى طنطا "الحاج محمد سلام" ، وفى بنى سويف "عبد الله أبو يوسف" ،"وفى المنيا "محمود مجاهد " و فى الإسكندرية " على مطاوع ". ويبدأ فريق المحافظات بالاتصال بالرأس الكبيرة "شيتوس" فى باب الخلق ، ينوهوه عن الأحداث الجارية فى المحافظات ، ليرسل لهم كميات كبيرة من منتجات السيسى ، لتوزيعها بأسعار رمزية على المواطنين فى المظاهرات والمليونيات فى الميادين .
هناك نظاما للعمل داخل "باب الخلق " ، كل مرحلة من خط الإنتاج لها عمالها ، ولهم مواعيد صباحية ومسائية منضبطة وكأنها شركة عالمية تلتزم بالمواعيد وتهتم بالأحداث ، وفى المرحلة الواحدة يعمل بها عشر عاملين ، وكل عامل له أسرة نامية تقوم على رزقهم من "الفوتوشوب" ، وتباع المنتجات بكمية حدها الأدنى عشرة آلاف قطعة ، والمكسب لايقل عن آلف جنيه فى المجموعة الواحدة .
وهنا تقسم الأدوار ، أحمد شيتوس يفكر فى فكرة الصورة التى تناسب الحدث ، ثم يقوم "عبد القوى السنى" بتجهيز واستدعاء العمال لتحضير الأدوات وتجهيز المطبعة ، وآخر مرحلة هى النشر ، والفكرة تأتى من قلب الحدث ، فحينما أزاح المشير السيسى الإخوان ، بدأت سلسلة منتجات السيسى تنتشر فى كل شارع .
وتحافظ مجموعة العمل على أخلاقيات وآداب "الفوتوشوب" ، بمراعاة التصميم الملائم لكل فرد فى المجتمع دون تجريح أو الإيحاء بصورة أو بلفظ خارج عن تقاليد المجتمع ، وهنا يكمن سر إنتشار "منتجات السيسى" ، ولا حرج أن نطلق عليها "منتجات الثورة " .
وكشف الحديث مع فريق عمل "منتجات السيىسى" عن كواليس الصراع السياسى والمعاناة اليومية التى هى الشكوى الوحيدة لهم ، فلم يسلموا من التهديد والوعيد المستمر بالقتل والخطف ..
"أمين محمد"، 35 سنة ولديه طفل "عمر" بالحضانة ، بمنطقة عابدين ، يقول أن أحد الأشخاص إتصل به وهدده بخطف إنه من بعد خروجه من الحضانة ، وقال " إتصل بى وقال إنتو شوية كلاب للسيسى وبتاخدوا فلوس من الجيش وهخطف إبنك عشان تتعلم الأدب وتبطل حفة الرقص اللى شغالين فيها ".
أحمد محمود قال إن "بطاقة السيسى" عملت ضجة كبيرة إعلاميا ، فكانت أول دفعة 12 ألف بطاقة ، وقمت بنشرها على ميدان التحرير والإتحادية ، ثم توالت الطلبيات عليها لتصل إلى 2 مليون بطاقة ، وأعمل منذ ثلاث أسابيع على "بطاقة السيسى " .
وقال إن "حركة تمرد " قد لجئت له ، فى مارس 2013 ، وطلبوا منى تصميم "إستمارة" للتوقيع ، على سحب الثقة من مرسى ، وأعطونى بيانات للموقع ، وقمت بتصميم الاستمارة ، وكانت هى أشهر أعمالى ، والجميع وقع على الإستمارة ، ولا أحد يسأل من صممها .
أحمد قال إنه " قبل الثورة " كان يعمل مع أعضاء بالحزب الوطنى "الفلول"، مثل "طلعت القواس ورجب هلال وأحمد شيحة " وتولى حملاتهم الإنتخابية أيام مبارك ، وكان على حد قوله "يستغلهم " فى المقابل المادى ..ولما سألته عن السبب قال "لأنهم يعملون لمصالح شخصية ولم يعملون لمصحلة مصر".
وقال إن شغله وصل لأمريكا ، حين أرسل مع الجالية المصرية بأمريكا "بوسترات" ضد قناة الجزيرة ، تحت شعار "رصاصة تقتل إنسان وكاميرا تقتل أمة " ، ولم يتقاضى أجرا عليها .