يتعامل كثير من الشباب مع والديهم بشكل يبتعد عن اتباع تعاليم الاسلام السمحة ،او قد يحدث العكس ،بتقديم الآباء السلوكيات الخاطئة لاطفالهم خلال ممارستهم اليومية . كما أعتاد المجتمع على تخصيص يوم للاحتفال بالأم وتكريمها ... فهل يكفيها يوم ؟ وكيف يمكننا البر بأبائنا فى حياتهم وبعد مماتهم .؟ وقبل الحديث عن الأحسان بالوالدين او البر بهما كان لابد من توضيح جزاء عقوق الوالدين وهو ما قال عن الدكتور محمد نبيل غنايم مدير معهد الدراسات الاسلامية ، أن العقوق من الذنوب التى يجازى الله بها العبد قبل وفاته لعظم هذا الفعل عند الخالق وعظمه فى هدم المجتمع ومما يجعل انتقام الله من العاق دعوة للعظة والعبرة . من جهة أخرى : يمكن لمن توفى والدهم أن يبروهم بطرق عدة منها الأستغفار لهما ، وطلب المغفرة فى كل وقت اضافة الى صلة الرحم التى لا توصل إلا بهما والدوام على زيارة اصدقائهما . وأوضح ايضاً ان بر الوالدين من شأنه تفريج أى كربة يمر بها المسلم كصورة من حل المشكلات التى تقع للأبناء كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : بر الوالدين له ثوابان – ثواب فى الدنيا "بالتوفيق فى صالح الآعمال "..مع ما ادخره الله تعالى له فى الآخرة كما أن تسديد ديون الوالدين بعد وفاتهما من أهم "صور البر "، لأن الدين يقلق المتوفى وكذلك ينبغى أداء العبادات من حج أو زكاة طالما كان هناك استطاعة مادية والجانب الآخر ،هو البر مصحوباً بالأحسان للوالدين ويندرج تحت هذا البر كل قول أو فعل فيه خير للوالدين . وأوضح د. غنايم أن الاحسان هو مراعاة الله فى معاملة الأب والأم عملاً بما جاء فى القرآن الكريم مثل "الوصايا العشر" .....فى سورة الأنعام كما فى غيرها من الصور.... وجاءت أية "واخفض لهما جناح الذل من الرحمة " لتوضح أهمية نيل رضا الوالدين ،والآية لا تعنى الخضوع ولكن التعامل بالادب والاحترام ، وذلك يتناقض مع ما يفعله بعض الشباب هذه الايام مع آبائهم . وعند هرم الوالدين ينبغى على الابن الدعاء لهما وتذكر معاناه كل منهما فى سبيل تنشئته ،وينبغى على كل كبير وصغير منح الأم المزيد من الأحسان تنفيذاً لحديث رسول الله صل الله عليه وسلم (اتقوا الله فى الضعيفين المرأة واليتيم ).... وجاءت هذه التوصية لما تتحمله المرأة من ضغوط والأم خلال مراحل عمرها بدءاً من كونها فتاة ثم زوجة فأما بعد ذلك تمر بالحمل ومسئولية أسرة وتربية أطفال ودعانا رسول الله صل الله عليه وسلم – إلى الأهتمام بالأرامل والمساكين فقال "الساعى على الأرملة والمسكين كالمجاهد فى سبيل الله "...... وهذا ثواب الأبن مع امه.! ولكن ما سبق لا يعنى اهمال رعاية الأب او طاعة أوامره ولكن طاعة الاثنين واجبة ، ولكن تكريماً للأم تم منحها هذا القدر العظيم ...... وفى الجانب الآخر من العلاقة ينبغى على الأباء والأمهات ...مراعاة الله فى اولأدهم والبر بهم ،ومعرفة حدود مسئولية الآباء تجاه الأبناء خلال المراحل الثلاث الاولى وتقدر كل مرحلة بسبع سنوات وذهب البعض إلى ان مسئولية الاب تبدا منذ اختيار الزوجة ، وفعل كل ما هو طيب يقلده الأبناء وليس العكس ،وعن مدى وجوب طاعة الام والاب . قال د.غنايم انه اذا كان الاب والام يدعوان للشرك بالله ، فلا تجب طاعتهما ولكن التعامل معهما يكون بالمعروف وفقاً لقول الله عز وجل " وإن جاهداك على ان تشرك بى ماليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما فى الدنيا معروفا".