تأهل كلية الاستزراع المائي بالعريش لجائزة مصر للتميز الحكومي    جدول مواقيت الصلاة فى الإسكندرية ومحافظات الجمهورية غداً الخميس 23 أكتوبر 2025    أسعار الطماطم والبطاطس اليوم الأربعاء 22-10-2025 فى منافذ وزارة التموين    الجالية الفلسطينية في الاتحاد الأوروبي ترحب بزيارة الرئيس السيسي إلى بروكسل للمشاركة في القمة المصرية الأوروبية    محافظ الفيوم يعقد اجتماعًا موسعًا لضبط الأسواق وتوفير السلع الأساسية للمواطنين    وزير الإسكان: تخصيص 408 قطع أراضٍ تم توفيق وضعها للمواطنين بمنطقة "الرابية"    مصر تُصدر 150ألف متر مكعب من الغاز المسال إلى تركيا لصالح توتال إنيرجيز    كايا كالاس بعد لقاء الرئيس السيسي: مستعدون للعمل مع مصر في جميع القضايا الدولية    في مؤتمر صحفي مع نتنياهو.. فانس: متفائل باستمرار وقف النار بغزة ولدينا عمل كبير    "الأونروا": يجب فتح جميع المعابر إلى غزة مع ضرورة أن تكون المساعدات غير مقيدة    الريال ضد برشلونة.. رافينيا يستعيد عافيته قبل الكلاسيكو    أونروا: إسرائيل تنفذ عمليات تدمير شمال الضفة وتجبر الفلسطينيين على النزوح القسرى    الهلال الأحمر المصري يطلق قافلة «زاد العزة .. من مصر إلى غزة»    تشكيل الأهلي المتوقع ضد الاتحاد السكندري في الدوري.. تغيير وحيد    نجم يوفنتوس: مبابي أفضل لاعب في العالم    «كاف» يعلن ترشيح منتخب مصر لجائزة الأفضل في إفريقيا    اندلاع حريق هائل في مخازن مبيدات زراعية بالتجمع الأول    «الداخلية» تكشف ملابسات محاولة سرقة دراجة نارية تحت تهديد السلاح في القليوبية    طريقة التقديم لحج الجمعيات الأهلية 2026.. تعرف على خطوات التسجيل والشروط الكاملة    إحالة أوراق 3 متهمين بقتل شاب بسبب المخدرات في الشرقية للمفتي    القبض على المتهم بقتل طليقته أمام مدرسة في مدينة السادات بالمنوفية    بعد عرض «ولنا في الخيال حب» في الجونة.. مايان السيد: «من أجمل أيام حياتي»    زاهى حواس: المتحف المصرى الكبير إنجاز علمى جبار .. وافتتاحه سيعزز السياحة    طقس جميل وزيارات سياحية رائعة بمعابد الأقصر والكرنك ومقابر الملوك.. صور    بيحبوا يكسروا الروتين.. 4 أبراج لا تخشى المخاطرة وتحب انتهاز الفرص    نائب وزير الصحة يتفقد ميناء رفح البري لضمان جاهزية الخدمات الطبية لاستقبال مصابي غزة    وزيرة التضامن تفتتح حضانة «برايت ستارز» بمدينة حدائق العاصمة الإدارية    بعد انتهاء فترة الطعون.. الهيئة الوطنية للانتخابات تعلن أسماء المرشحين غدا    «طفولتها حقها».. حملة قومية لمواجهة زواج الأطفال    خلال 24 ساعة.. ضبط قضايا اتجار في العملات الأجنبية بقيمة ما يزيد على 11 مليون جنيه    حملات مرورية .. رفع 34 سيارة ودراجة نارية متهالكة    جريمة بالذكاء الاصطناعي.. ماذا حدث في الدقهلية؟    موعد مباراة بايرن ميونخ وكلوب بروج فى دوري الأبطال والقنوات الناقلة    جوائز كاف - بيراميدز ينافس صنداونز على أفضل ناد.. وغياب الأهلي والزمالك    جوارديولا: برناردو سيلفا مثل ميسي    حكم تاريخي مرتقب من محكمة العدل الدولية بشأن حصار غزة    مفتي الجمهورية: الله تولى بنفسه منصب الإفتاء وجعله من وظائف النبوة    وزير الأوقاف يهنئ القارئ الشيخ الطاروطي لاختياره أفضل شخصية قرآنية بموسكو    مهرجان القاهرة الدولي لموسيقى الجاز يهدي دورته السابعة عشرة إلى زياد الرحباني    «رويترز»: متحف اللوفر يفتح أبوابه للمرة الأولى بعد عملية السرقة    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الاربعاء 22-10-2025 في محافظة الأقصر    دبلوماسي روسي سابق: النزاع مع أوكرانيا قائم على خلافات جوهرية    رئيس جامعة أسيوط يرأس اجتماع لجنة متابعة مشروع مستشفى الأورام الجامعي الجديد    هيئة الرعاية الصحية تطلق أول ورشة لتطبيق تقنية الصمغ الطبي لعلاج دوالي الساقين في بورسعيد    «اللبّ السوري» كنز غذائي متكامل.. تعرف على الفوائد الصحية    حكم القيام بإثبات الحضور للزميل الغائب عن العمل.. الإفتاء تجيب    بحضور المتحدث الرسمي للخارجية.. مناقشة "السياسة الخارجية والأزمات الإقليمية" بجامعة بنى سويف    مجلس الكنائس العالمي يشارك في احتفال الكنيسة المصلحة بمرور 150 عامًا على تأسيسها    حسن موسى يكشف سبب استبعاد بعض الأعضاء من التصويت ويوضح مستجدات ملعب الزمالك    وزير المالية يؤكد ضرورة تفعيل أدوات التمويل الدولية المبتكرة والميسرة    تعليم المنوفية تكشف حقيقة غلق مدرسة الشهيد بيومي بالباجور بسبب حالات الجدري المائي "خاص"    استقرار وانخفاض طفيف في أسعار الحديد بأسواق المنيا اليوم الاربعاء 22أكتوبر 2025    احتفال وطني بذكرى أكتوبر في كلية الحقوق جامعة المنصورة    سماء الفرج    موعد شهر رمضان المبارك 1447 هجريًا والأيام المتبقية    حين يتأخر الجواب: لماذا لا يُستجاب الدعاء أحيانًا؟    سعر الذهب اليوم الأربعاء 22-10-2025 بعد انخفاضه في الصاغة.. وعيار 21 الآن بالمصنعية    باريس سان جيرمان يكتسح ليفركوزن بسباعية في دوري الأبطال    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



محمد الباز يكتب : المال الفاسد: بديع باع ثوار سوريا للحرس الثورى الإيرانى ب30 مليون دولار
نشر في الفجر يوم 23 - 12 - 2013


يكشفها الباحث أحمد عطا بالأسماء والأماكن والأرقام

سقط نظام الإخوان المسلمين، لكن أوراقه لم تتساقط بعد، ملفات النظام الذى قام على الفشل والفساد والخيانة لا زالت طى الكتمان، لكن أعتقد أن الأمر لن يستمر طويلا، خاصة أن هناك باحثين جادين فى ملف الإسلام السياسى، يعملون بعيدا عن محاولات التكسب والسمسرة، لديهم الكثير الذى يمكن أن يقوله.

من بين هؤلاء الباحث الجاد أحمد عطا، المتخصص فى ملف الجماعات الإسلامية، والذى تستعين به قناة السى. إن. إن الأمريكية وعدد من المحطات الأوروبية لتحليل كل ما يتعلق بأمر هذه الجماعات.

كان أحمد ولسنوات طويلة شاهدا على جماعة الإخوان المسلمين، تعرف عليهم عن قرب، وعاصر كثيرا من أحداثهم قبل أن يدخلوا السلطة وأثناء تواجدهم فيها، وبعد أن خرجوا منها وأصبحوا فى العراء بلا سند ولا مساند ولا مجرد متعاطف.

من بين الوقائع التى رواها لى أحمد عطا، واقعة الصفقة الدنيئة التى أبرمها مرشد الإخوان محمد بديع، والتى باع من خلالها ثوار سوريا الذين خرجوا فى البداية باحثين عن تغيير وحرية، فإذا بجماعة الإخوان هناك تستغل الموقف كله، وتحوله إلى حرب مع النظام راغبة فى الاستيلاء على السلطة هناك.

الصفقة عقدت تحديدا فى مدينة بعلبك اللبنانية، فى صيف العام 2011، أى بعد ثورة يناير بشهور قليلة، وقتها توفى مراقب الإخوان فى لبنان، ذهب محمد بديع مصطحبا معه عصام العريان وسعد الكتاتنى ليؤدى واجب العزاء هناك.

كانت الثورة السورية تدق الأبواب على استحياء، وبدا أن إخوان سوريا يريدون أن يلعبوا الدور الأكبر فيها، ضاغطين على بشار الأسد بكل الطرق من أجل أن يرحل، لكن ولأن بشار الأسد لم يكن وحده، بل له حلفاء كثيرون، فقد تحرك الحرس الثورى الإيرانى لإنقاذه.

أجرى رئيس الحرس الثورى الإيرانى اللواء محمد بكر القادر اتصالات مع خالد مشعل منسق حركة حماس والرجل الأقرب داخل الحركة من النظام الإيرانى، وكلفه بمهمة التواصل مع إخوان مصر لإيجاد صيغة يتم من خلالها تحييد إخوان سوريا، أو على الأقل دفعهم لعدم الضغط على بشار الأسد، وتركه يواجه الغاضبين فى الشارع، والذين من السهل القضاء عليهم.

اتفق مشعل مع بديع أن يكون هناك اجتماع فورى يحضره بكر القادر، ويكون مشعل موجودا فيه بصفته ضامنا للاتفاق، ولأن المقابلة على أعلى مستوى فهى بين المسئول الأول عن الأمن فى إيران، وبين مرشد جماعة الإخوان المسلمين، فقد قامت مجموعة من فيلق القدس وهى أقوى مجموعة مقاتلة خارج إيران ولها مكاتب فى جميع أنحاء العالم تحت غطاء استثمارى.

استمر اللقاء بين القادر وبديع – العريان والكتاتنى حضرا المقابلة بالطبع – ما يقترب من خمس ساعات متواصلة، حرص فيه رئيس الحرس الثورى الإيرانى على شرح الموقف الإيرانى مما يحدث فى سوريا، وطلب من بديع الضغط على مراقب الإخوان فى سوريا بأن ينسحب هو ورجاله من الشارع، مقابل دعم هائل تقدمه إيران لجماعة الإخوان المسلمين.

لم ينفرد بديع بالقرار، بل أجرى اتصالا بالمليونير الإخوانى إبراهيم منير أمين عام التنظيم الدولى للجماعة فى لندن، وشرح له العرض الإيرانى، فوافق على الفور، وعندما أبلغ بديع موافقته لبكر القادر قدم له شيكا ب30 مليون دولار مسحوبا على أحد بنوك إسبانيا.

لم تكن ال30 مليون دولار هى الدعم الوحيد الذى قدمته إيران لجماعة الإخوان المسلمين، بل كان هناك ما هو أكثر، فقد استلمت الجماعة من المخابرات الإيرانية عددا من الملفات الخاصة بثوار التحرير، وكذلك عدد من القيادات السياسية التى كانت فى منافسة واضحة مع جماعة الإخوان، وقد استغلت الجماعة هذه الملفات خير استغلال خلال معركتها السياسية حتى وصل محمد مرسى إلى الرئاسة.

كانت التعليمات التى وصلت إلى بشار الأسد من رئيس الحرس الثورى الإيرانى أن يقوم بالإفراج عن عدد من المعتقلين الإخوان كإثبات لحسن النوايا، وهو ما قام به بشار بالفعل، وبدأت الجماعة تسحب رجالها من الشارع بالفعل، لكن وكعادة الإخوان الذين يركبون على ثورات الشعوب عادوا مرة أخرى ليواجهوا بشار الأسد، رغم أن مرشد الجماعة الأم كان قد حصل بالفعل على ثمن بيعه للثوار الأحرار.

سرايا القدس.. وأنصار بيت المقدس ليست إلا حركات للتمويه فقط

الألوية الخضراء

سر ميسرة المقدسى الذى يقود حرب الشوارع فى مصر لصالح الإخوان

■ الشاطر اجتمع بإبراهيم منير وهمام سعيد وميسرة المقدسى فى فندق الفورسيزونز بالدوحة لوضع خطة تدريبها فى صحراء بنى سويف

لم تكن جماعة الإخوان المسلمين مطمئنة إلى أنها ستبقى فى الحكم طويلا، صحيح أن محمد مرسى قالها صريحة للفريق أول عبدالفتاح السيسى، بأن الجماعة جاءت إلى الحكم ولن تخرج منه إلا بعد 500 سنة على الأقل، وصحيح أنهم وضعوا دستورا يمكنهم من الاستمرار والسيطرة على كل مفاصل الدولة مرة واحدة، وصحيح أنهم بدأوا من اليوم الأول – وربما من قبله – لهم فى السلطة فى تنفيذ خطة التمكين التى يضعون من خلالها كل رجالهم فى كل مكان وكل مؤسسة وكل مصلحة، وصحيح أنهم حاولوا جاهدين من أجل اختراق الأجهزة الأمنية وإخضاع القوات المسلحة لإرادتهم، لكنهم مع ذلك كانوا يعيشون فى حالة خوف دائمة ومتجددة من أن يضيع منهم كل شىء وفى لحظة واحدة.

هذا الخوف هو الذى جعل جماعة الإخوان تخطط من أجل اللحظة التى يمكن أن يسقط محمد مرسى من على عرش مصر، من أجل اليوم الذى تجد فيه الجماعة نفسها خارج السلطة، وكانت القيادات تعرف جيدا أن خروجها من السلطة لا معنى له إلا دخول الجميع السجن، وهو ما تحقق بالفعل.. فهم الآن إما فى السجون، وإما هاربون خارج مصر، وإما مختفون فى بيوتهم، وعندما يخرجون إلى الشوارع فهم إما قاتل وإما مقتول.

من بين ما جرى ويكشفه لنا الباحث أحمد عطا اجتماع جرى فى منتصف شهر ديسمبر 2012 – لم يكن مضى على محمد مرسى أكثر من ستة شهور – عقد فى فندق الفورسيزونز بالدوحة، وضم كلاً من خيرت الشاطر نائب مرشد جماعة الإخوان وميسرة المقدسى أحد قيادات حركة حماس وهمام سعيد مسئول الإخوان فى الأردن، والملياردير الإخوانى إبراهيم منير أمين عام التنظيم الدولى للجماعة.

خيرت الشاطر نعرفه، فهو الرجل الذى طمع يوما ما فى حكم مصر، ورشح نفسه بالفعل للرئاسة، لكن حال بينه وبينها أنه لم يكن متمتعا بحقوقه السياسية وقتها، فقد كانت لديه أحكام قضائية ولم يرد اعتبارها فيها، ولذلك أراد أن يحكم مصر من وراء ستار، فتم الدفع بمحمد مرسى إلى انتخابات الرئاسة، وتم تصعيده بكل الطرق المشروعة وغير المشروعة، ورغم أن محمد مرسى هو الذى فاز، ورغم أنه هو الذى أدى اليمين الدستورية، ورغم أنه هو الذى كان يعمل من مكتبه فى قصر الاتحادية إلا أن خيرت الشاطر هو الذى كان يحكم بالفعل.

أما همام سعيد فهو رقم صعب داخل التنظيم الدولى لجماعة الإخوان المسلمين، هو مراقب حركة الإخوان فى الأردن، لكن نشاطه يتعدى حدود الأردن، فقد كان متواجدا بصورة كبيرة فى الاجتماعات التى عقدها التنظيم الدولى للجماعة سواء فى لاهور بباكستان أو فى تركيا من أجل بحث تداعيات سقوط محمد مرسى، ووردت أنباء كثيرة عن توليه رئاسة التنظيم الدولى لجماعة الإخوان.

المتابعون لشئون جماعة الإخوان المسلمين لا يخفى عليهم لقاءات همام سعيد بمسئولين فى المخابرات الأمريكية، والتنسيق معهم، وهو فى ذلك ليس غريبا عما تفعله جماعة الإخوان المسلمين فى كل دول العالم، فلهم علاقات مع المخابرات الأمريكية وغيرها من أجهزة المخابرات فى العالم، لكن خطورة همام سعيد لا تأتى من ذلك فقط، ولكن لأنه رأس فعليا جهاز مخابرات جماعة الإخوان والذى يطلق عليه اسم وفا، وذلك بعد أن ترك أسامة ياسين مسئولية الجهاز، بعد أن تم تعيينه وزيرا للشباب فى حكومة هشام قنديل.

إبراهيم منير الملياردير الإخوانى وأمين عام التنظيم الدولى للإخوان المسلمين، هو رقم صعب أيضا فى جماعة الإخوان، وتأتى خطورته من أنه تقريبا المرشد السرى لجماعة الإخوان، والرجل الذى يقف الآن وراء عمليات التصعيد فى مصر، ويتولى الآن قيادة حملة كبيرة من أجل الدفع بالتصويت بلا للدستور، لمعرفته بأن مرور الدستور يعنى أن عجلة الثورة تسير إلى الأمام ولن يكون هناك أى أمل فى إعادتها إلى الوراء مرة أخرى.

أما الرجل الرابع فى الإجتماع والذى هو الأخطر بالفعل فهو ميسرة المقدسى، الذى أطلقت عليه المخابرات الإسرائيلية رجل حرب الشوارع، لا توجد معلومات موثقة عنه يمكن أن نعرف من خلالها من هو هذا الرجل، ولا ما هى طبيعة الأدوار التى يقوم بها فى حركة حماس، إلا أن وجوده فى الاجتماع مع الشاطر بما عرف عنه من قيادته لحروب الشوارع يشير إلى أن ما يدور فى مصر الآن من حروب شوارع وراءها بشكل مؤكد ميسرة المقدسى هذا.

لكن ما الذى دار فى هذا الاجتماع طبقا لأحمد عطا، فقد تمت خلال هذا اللقاء الرباعى مناقشة خطة تأسيس ما يعرف بالألوية الخضراء، لتكون بديلا عن عناصر حركة حماس القتالية فى حالة الإطاحة بمحمد مرسى، خاصة أن ورقة حركة حماس أصبحت محروقة، بعد أن تم التسليط الإعلامى على دور رجال حماس فى فتح السجون وقيامهم ببعض العمليات فى مصر، وتهريب ماكينة رقم قومى وتزوير بطاقات مصرية لعناصر من حماس، بحيث يتم تسهيل حركة هذه العناصر وتمكينها من القيام بعملياتها داخل مصر دون أن تكون هناك أى عوائق من أى نوع.

كانت الخطة كاملة عند خيرت الشاطر، وهى تقوم كما عرضها فى هذا الاجتماع على تكوين جناح عسكرى فى كل محافظة على مستوى الجمهورية، بحيث يتكون كل جناح من 35 مقاتلاً من الشباب المحبين تحت جناح جماعة الإخوان المسلمين، ويشترط أن يكون كل عضو قد أنهى الخدمة العسكرية ومن أسرة فقيرة حتى يسهل تجنيده وإقناعه بالعمل المسلح مع الجماعة، ويقوم مسئول كل محافظة بترشيح الشباب الذى يتوسم فيه الخير والقدرة على العمل.

تم تصنيف محافظات مصر لعدة فئات، كانت هناك الفئة ( أ ) وتشمل القاهرة والجيزة والإسكندرية والدقهلية والمنيا والسويس، والفئة ( ب ) وتضم محافظات الغربية وبنى سويف والبحيرة والقليوبية وأسيوط ، والفئة (ج) وتضم كفر الشيخ ومرسى مطروح وأسوان والإسماعيلية والأقصر.

تم الاتفاق مع التنظيم الدولى لجماعة الإخوان على أن يقوم بالتنسيق مع المكاتب العربية للجماعة ( المقصود بها تحديدا إخوان الخليج) لتمويل عملية إعداد وتدريب هذه العناصر القتالية، على أن يقوم أسامة ياسين وزير الشباب فى هذا الوقت بإدراجهم فى برامج الشباب وذلك للتعتيم على العملية بالكامل حتى لا تتمكن الأجهزة الأمنية أن ترصد تكوين مثل هذا الجيش المسلح.

عرض خيرت الشاطر على الموجودين فى الاجتماع – طبقا لأحمد عطا – تخوفه من تتبع الأجهزة الأمنية لتكوين هذه الأجنحة فى المحافظات، فرغم أنه يسعى جيدا من أجل تطويع وزارة الداخلية إلا أن هناك قيادات تستكثر الحكم على جماعة الإخوان وتحاول الإيقاع بهم، كما أن أجهزة المخابرات العامة والحربية لا تزال خارج السيطرة، ولذلك يجب الحرص الشديد أثناء إعداد وتدريب هذه المجموعات حتى لا يتم الإيقاع بها.

كانت لدى الشاطر فكرة أنه عند الانتهاء من إعداد وتدريب هذه المجموعات أن يتم تحويلها لهيئة نظامية إسلامية واستبدال شباب الجماعة من خريجى كليات الحقوق بدلا من ضباط الشرطة الذين سيحالون جميعا إلى التقاعد على مراحل.. وفى هذه الحالة يمكن أن يكون لدى جماعة الإخوان المسلمين جهاز أمنى خاص يكون عونا للرئيس محمد مرسى ولجماعة الإخوان فى فرض سيطرتها فى الشارع المصرى.

مهمة ميسرة المقدسى تحديدا كانت وضع خطة للتدريب والتأهيل لهؤلاء الشباب، وقد بدأ فى تدريب الشباب بالفعل فى صحراء بنى سويف لمدة ثلاثة شهور، وبعد التدريب تم منح كل مجموعة رقما ليتم تمييز كل محافظة عن الأخرى.. وتم الاتفاق على أن يمنح كل فرد فى هذه المجموعات 5 آلاف جنيه شهريا، وأن تدخل أسرته فى رعاية وحماية جماعة الإخوان المسلمين بالكامل.

والسؤال: هل كان لهذه التدريبات ثمرة واضحة ومحددة، أحيلكم فقط لحادثة الإسكندرية، تلك الحادثة التى تم إلقاء الأطفال فيها من فوق السطوح فى منطقة سيدى جابر، كان المتهم الرئيسى فيها هو محمود حسن رمضان الذى تم إلقاء القبض عليها بعدها بأيام وقد حلق لحيته، وحاول أن يبدو نادما ونافيا علاقته بجماعة الإخوان المسلمين.

محمود حسن رمضان هذا كان من بين الشباب الذين تم تدريبهم فى صحراء بنى سويف على أعمال القتال بمعرفة ميسرة المقدسى، وكان قد عاد إلى محافظته لينفذ ما تم تكليفه به تماما، وكان ما فعله من إلقاء الأطفال من أعلى السطوح أهون ما تم تدريبه عليه.

لقد تم إلقاء القبض على محمود حسن رمضان.. دون أن يتوصل أحد إلى حقيقته، ولا إلى التنظيم السرى الذى يعمل من خلاله، ولايزال هناك فى محافظات مصر عشرات مثله يرهبون الناس ولا يتورعون عن قتلهم وذبحهم فى الشوارع.

لم تنته خطة الألوية الخضراء عند هذا الحد، فكما يقول أحمد عطا فإن هذه المجموعات تركز معظمها فى سيناء بعد الإطاحة بمحمد مرسى، وهى فى الغالب التى تقوم بالعمليات ضد جنود الشرطة والجيش، وعليه فإن الإعلان عن مجموعات تحت مسمى أنصار بيت المقدس أو سرايا القدس، فكل هذا من قبيل التعمية على المجموعات الحقيقية التى تقوم بالعمليات، والتى لا يعرف الأمن عنها شيئا على الإطلاق، لأنها مجموعات تكونت حديثا وانتشرت فى المحافظات تحت رعاية جماعة الإخوان المسلمين وفى حمايتهم، ولا يزالون يعملون بتوجيهات وتخطيط من ميسرة المقدسى الذى يبدو أنه برع فى تدريبهم على حروب الشوارع.

تبقى هنا مسألة على هامش هذه الخطة، يكشفها لنا أيضا أحمد عطا، الذى يقول إن أسامة ياسين وقبل ثورة يونيو بثلاثة شهور فقط ترأس مجموعة عمل فى أسطنبول، وقتها كان قد وصل إلى مكتب الإرشاد من المخابرات التركية ما يحذر من أن هناك ثورة قادمة، وخلال لقاء أسامة ياسين بمجموعة العمل تم وضع خطة لمواجهة ما يحدث فى حالة الإطاحة بمحمد مرسى.

هذه الخطة أطلق عليها وقتها الخطة التبادلية ويجرى تنفيذها الآن بالفعل حيث تستهدف ثلاثة أضلاع، ضرب الاقتصاد المصرى وإجهاد أى محاولة لاستعادته، وإفشال العملية التعليمية على مستوى الجامعات المصرية، أما الضلع الثالث فتقوم به الألوية الخضراء والذى يبدو أنه بدأ بالفعل وذلك من خلال عمليات القتل المتكررة فى الشوارع والمحافظات والاعتداء على المصريين وإلقائهم من شرفات بيوتهم، لكن الأهم من ذلك أنه فى خطة الألوية الخضراء أن يقوم شبابها بعمليات انتحارية فى الميادين الكبار وفى التجمعات الكبيرة، وكذلك خطف مجموعة من الشخصيات المشهورة والمؤثرة فى الفترة الانتقالية.

أسامة ياسين الذى أشرف على وضع هذه الخطة الآن تحت أيدى الجهات الأمنية، ويمكن أن يتم الحصول منه على اعترافات كاملة عن هذه المجموعات التى يبدو أنها ستكون مصدر قلق كبير جدا خلال الفترة المقبلة، بما تنتويه من عمليات تخريبية وفوضى عارمة.. يمكن أن تصل الجهات الأمنية إلى هذه المجموعات المسلحة التى تلقت تدريبا مكثفا فى صحراء بنى سويف وجاهزة الآن للعمل، لديكم محمود حسن رمضان يعرف من كانوا معه، يمكن أن يدل عليهم، أو يقود من يريد أن يعثر على هؤلاء، إننا نتحدث عن أمن قومى لبلد كبير مثل مصر، وهو ما لا يجب أن نتهاون فيه على الإطلاق.

لا أميل بطبعى إلى التهويل، ولكن فى الوقت نفسه لا أتبنى سياسة التهوين، وأن كل الأمور أصبحت تحت السيطرة، وذلك حتى لا نستيقظ على كابوس لا نعرف على وجه التحديد كيف يمكن أن نعالجه.. هذه صرخة تنبيه وتحذير إذا كان هناك من يسمع أو يهتم.. واللهم قد بلغنا اللهم فاشهد.



الألوية الخضراء تتكون من مجموعات كل مجموعة تعمل فى محافظة وتضم 35 شابا.. وكان من بينهم محمود حسن

رمضان الذى ألقى بأطفال سيدى جابر من فوق السطوح

أسامة ياسين أشرف على وضع خطة ما بعد مرسى.. وسماها الخطة البديلة وتقوم على ضرب الاقتصاد وإفشال العملية التعليمية فى الجامعات وتحريض شباب الألوية الخضراء على العمليات الانتحارية واختطاف الشخصيات العامة


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.