أكد المشاركون في مؤتمر"ترسيخ مفهوم الوسطية واعتدال الفكر"، الذي نظمته رابطة خريجي الأزهر العالمية ببورسعيد، أن المجتمع الآن في أمس الحاجة إلى جهود علماء الأزهر من خلال نشر وسطيته واعتداله وبيان صحيح مفهوم الدين للناس جميعا، مشيرين إلى أنه لا قيمة لعلماء الأزهر بدون الحفاظ على رسالته الوسطية ونشرها وتعميمها وبقائها وتطبيقها عملياً ، كما يتوجب عليهم أن يكونوا خير قدوة للمسلمين يجمعون بين العلم والعمل والقول والفعل. شارك بالمؤتمر علماء وقيادات الأزهر بمحافظات (بورسعيد- دمياط - الإسماعيلية - الدقهلية) وبلغ عددهم نحو المئتين والخمسين عالماً بالزي الأزهري ، فضلا عن الشيخ محمد زكي- أمين عام مجمع البحوث الإسلامية ، والشيخ سعيد عامر- رئيس لجنة الفتوى بالجامع الأزهر، الشيخ إبراهيم لطفي ، أمين عام فرع الرابطة ببورسعيد ، كما مثل المركز بالقاهرة كلامن: سعد المطعني ،مدير إدارة الإعلام بالرابطة ، و أحمد عبد الحميد ، مدير إدارة المكاتب الداخلية.
أكد الشيخ محمد زكي- أمين عام مجمع البحوث الإسلامية- فى كلمته خلال المؤتمر أنه إذا كان النيل هبة مصر فإن مصرنا هبة الأزهر وإن سقط لا قدر الله سقطت مصر ولكن مصر لا تسقط لأنها محروسة بحراسة الله عزوجل فكيف تسقط ، فالله بارك فيها وبارك شعبها وجعل جنودها خير الأجناد ، والأزهر الشريف الذي يحمل مشعل الهداية للخلق كافة يحمل تراث النبوة ويعبر عن ضمير الأمة ويحفظ هويتها ووعيها من التزييف والتضليل ولذلك اشتدت الوطئة بالأزهر لعظم دوره وقدره.
وقال أنه لابد أن يتجرد الجميع من الهوى وأن يكونوا على قلب رجل واحد تفويتاً لتربص الأعداء بمصر وإعلاء لأمنها القومي وتحقيقا لسلامها ورخائها ، وذلك يتأتى بترسيخ تلك المعاني في ضمير المصريين ، فكلنا نسيج واحد وأمة واحدة ، فقال النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَنْ خَرَجَ مِنَ الطَّاعَةِ، وَفَارَقَ الْجَمَاعَةَ فَمَاتَ، مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً، وَمَنْ قَاتَلَ تَحْتَ رَايَةٍ عِمِّيَّةٍ يَغْضَبُ لِعَصَبَةٍ، أَوْ يَدْعُو إِلَى عَصَبَةٍ، أَوْ يَنْصُرُ عَصَبَةً، فَقُتِلَ، فَقِتْلَةٌ جَاهِلِيَّةٌ، وَمَنْ خَرَجَ عَلَى أُمَّتِي، يَضْرِبُ بَرَّهَا وَفَاجِرَهَا، وَلَا يَتَحَاشَى مِنْ مُؤْمِنِهَا، وَلَا يَفِي لِذِي عَهْدٍ عَهْدَهُ، فَلَيْسَ مِنِّي وَلَسْتُ مِنْهُ" موضحاً كيف اتسع هذا المفهوم النبوي الكريم ليشمل كل من وطئت قدماه أمته المباركة.
وطالب المصريين بالحفاظ على حرمة الدماء وعلى المنشئات العامة ، داعياً للبلاد أن يهبها الله أمراً رشداً يحقق أمنها وسلامها وخيرها واستقرارها ويجعلها كما أراداها رائدة وقائدة وملاذاً للخائفين وأماناً للطالبين والقاصدين .
كما قال الشيخ سعيد عامر- رئيس لجنة الفتوى بالجامع الأزهر - أننا نعتز بانتمائنا لإسلامنا ولأزهرنا الذي هو مشعل الهداية والإسلام الوسطي الذي بينه سيد الخلق محمد صل الله عليه وسلم .
وأشار إلى أنه لا قيمة لعلماء الأزهر بدون ترسيخ الرسالة الوسطية فهي بمثابة الماء للسمك، فحياة العلماء في بقاء هذه الرسالة في نشرها وتعميمها وبقائها وتطبيقها عملياً في الحياة ، ومن هنا كان من أوجب الواجبات أن نحن العلماء خير قدوة عملية للمسلمين يجمعون بين العلم والعمل والقول والفعل.
وقال محمد جابر- مدير الوعظ بمحافظة الدقهلية - إننا نعاهد الله عزوجل أن نحافظ على منهجية الدعوة الإسلامية الوسطية وأن نحافظ على أزهرنا وعلى وسطيته في كل مكان وفي كل زمان، مشيراً إلى أنهمحاملين في أعناقهم لميراث الأنبياء وقرءاناً بين جنباتهم وأخلاقاً في تصرفاتهم ، غير أنهم يحملون الدعوة بسلوك طيب ومعاملات وأخلاق حسنة تستلزم الصبر والمصابرة والاجتهاد دون ملل ولا كلل .
كما أوضح سعد المطعني- مدير إدارة الإعلام بالرابطة – ضرورة أن نبث في أرواح أبناءنا حب الوطن وعدم الاعتداء على مؤسسات الدولة وقواتنا المسلحة فيجب تعميم فهم الانتماء لدى الشباب فأصبحوا الآن لا يفرقون بين ما يصح وما لايصح ، فحب الأوطان هو جزء من الإيمان.
مؤكداً أنه لا بد من التركيز في المرحلة الحالية على آدب الاختلاف وتعريف الشباب بالأسس التي ينطلق منها الحوار وآداب الاختلاف فهناك أمثلة كثيرة لذلك كيف اختلف الصحابة في قضايا فقهية وسياسية، وكيف اختلف الرسول مع صحابته في بعض القضايا ، فضلاً عن توضيح أن هذا الخلاف لم يجعل أي صحابي يكفر صحابياً آخر.
من ناحية أخرى أعرب المشاركون في المؤتمر عن امتنانهم للرابطة واعتزازهم بها لتنظيم مثل هذه الفعاليات وأكدوا حرصهم على المشاركة في أنشطة الرابطة وضرورة تكرارها، وحضور كوكبة من العلماء الكبار المعروفين حتى يتسني لهم انتهال المزيد من منهج الأزهر الوسطي البعيد عن أي غلو أو تطرف.