كلف الرئيس عدلي منصور ، محمد فائق رئيس المجلس القومي لحقوق الإنسان بتمثيل مصر في مراسم تشييع جنازة زعيم جنوب افريقيا الراحل نيلسون مانديلا، الذي يعد أحد أبرز القادة الأفارقة الذين قادوا حركات التحرر في افريقيا ومكافحة التمييز العنصري، ويمثل تجسيداً للضمير الإنساني ووجدان شعوب القارة السمراء، ورمزاً لقيم التسامح والتصالح. ومن المعلوم أن محمد فائق الذى شغل منصب وزير الإرشاد القومى ثم وزير الإعلام خلال الفترتين 67-1970 و70-1971 على التوالى، كان أحد أهم المسئولين المصريين القائمين علي التواصل مع حركات التحرر الافريقية منذ عام 1953 وحتي عام 1970، حيث عكف فائق خلال توليه "الملف الافريقي" علي تقديم الدعم والمساندة لقادة حركات المقاومة والاستقلال في مختلف ربوع القارة السمراء، وتابع عن كثب وصول الدعم الذي وفرته الحكومة المصرية لتلك الحركات التحررية.
تجدر الإشارة الي أن مصر وجنوب افريقيا ترتبطان بعلاقات تاريخية تعود لعام 1942 حينما افتتحت جنوب افريقيا أول قنصلية عامة لها بالقاهرة، والتي تحولت فيما بعد إلى بعثة دبلوماسية إثر قرار مجلس الوزراء المصري رفع مستوى التمثيل الدبلوماسي مع اتحاد جنوب افريقيا إلى مستوي البعثات الدبلوماسية عام 1949، إلا أن مصر قامت في نهاية الخمسينيات بقطع علاقاتها الدبلوماسية مع بريتوريا، نظراً لسياسات الحكومة العنصرية آنذاك ضد غالبية الشعب في جنوب افريقيا، وذلك اتصالاً بالدور المصري الرائد في دعم حركات التحرر في افريقيا.
كما احتضنت مصر حركة النضال الوطني للتحرر بجنوب افريقيا، ممثلة في حزب المؤتمر الافريقي الوطني الذي منحته مكتباً تمثيلياً في القاهرة، وذلك لمواصلة كفاحه إبان فترة نضاله ضد النظام العنصري. كما كان للزعيم الراحل/ جمال عبد الناصر دور هام في تقديم كافة أشكال الدعم لرموز المقاومة والتحرر من الآباء المؤسسين للوحدة الافريقية أمثال نكروما، ونيريري، وكينياتا، ومانديلا. تجلي ذلك الدعم في بداية الستينيات حينما زار القاهرة وفد من ممثلي عدد من حركات التحرير الشعبية من جنوب افريقيا في محاولة للحصول علي دعم مصر لكفاحهم ضد ممارسات التمييز العنصري، وكانت تلك الزيارة بداية لدعم الحكومة المصرية لحركات التحرر والنضال بجنوب افريقيا حيث احتضنت مصر المطالب المشروعة لأغلبية الشعب في قيام دولة ديمقراطية هناك، وهو الموقف الذي استمرت مصر عليه حتي سقوط نظام الفصل العنصري.