بدأ الإنفصال الفعلي بين محتوى الإعلام الفضائي والإلكتروني يتخذ منحى مختلفا تماما، بعد توحده قبل ثورة 30 يونيو وظل متوحدا الى ان جاء قانون التظاهر ليشق الصف من جديد. فبينما تناصر القنوات الفضائية الاجراءات الحكومية التي من شأنها تحريك البلاد للامام من خلال المضي قدما في خريطة الطريق، آملين ان يصلوا إلى نهاية الخريطة بتولي رئيس منتخب للبلاد.. يتخذ الإعلام الإلكتروني منحى مختلفا تماما تم تشكيله بعد اقرار قانون التظاهر، وبدأ فعليا اليوم الثلاثاء على أرض الواقع من خلال التظاهر الفعلي.
وتقف جماعة الإخوان المسلمين موقف المتفرج المبتسم، حيث سيتولى قضيتهم في اسقاط الحكومة نشطاء نيابة عنهم، من خلال سعيهم لارساء الحريات، حتى ولو على حساب الاقتصاديات التي كادت تنهار فعليا لولا مساعدات خليجية بمليارات الدولارات.
وبدأت مواقع التواصل الإلكتروني - فيسبوك وتويتر- في مهاجمة اعلامي القنوات الفضائية الذين يناصرون الاجراءات الحكومية لضبط الشارع المصري، معللين ذلك بعودة الدولة البوليسية، حيث طالت أكثر الانتقادات من الشتائم والسباب الإعلامية لميس الحديدي، الذي وصفها البعض بانها " المحرك الأساسي للطبقة الأوسع من الشعب" من خلال برنامج على قناة سي بي سي، وهذا تبلور تماما بوجود اسمها على رأس جميع قوائم الاغتيالات لدى المنظمات الإرهابية.
اتى بعدها الإعلامي ابراهيم عيسي، الذي وصفه البعض بانه "سيطر على الطبقة الدنية والوسطى" من الشعب المصري، وان مشاهيدينه صاروا بالملايين، فلجأت القنوات الفضائية باستقطابه لتقديم افكاره من خلالها بسعر مغري - ظهر على قناة اون تي في بعد انتهاء عقده مع القاهرة والناس. وجاء في القائمة الاعلاميين ياسر رزق ومجدي الجلاد وخالد صلاح ومحمود سعد وأحمد موسى وتوفيق عكاشة.
وصارت القائمة مملوءة من الاعلاميين الذين يتلقون كل يوما سباب وشتائم - لانهم المحرك الرئيسي للاحداث في البلاد - من وجهة نظر نشطاء التواصل الإلكتروني.
وتعتبر مواقع التواصل الإلكتروني في مصر المحرك الأساسي في الشارع المصري، في أحداث ثورة يناير 2011 ، بينما لعب الإعلام الفضائي الدور الأكبر في الحشد في ثورة 30 يونيو 2013 ، وبين هذا وذاك.. هل يتوحد الإعلام الفضائي والإلكتروني مرة اخرى .. وهل يجد الشارع المصري هدوءا بعيدا عن الإعلام الإلكتروني والفضائي؟.