ترجمة منار طارق نشرت صحيفة الجارديان مقالا اوردت فيه ان الانقلاب في مصر مجرد بداية لمشاكل السعودية في الخارج ، وربما يكون السبب الجذري لمحاولة مناورة من الطراز القديم في البلاط الملكي. لا تنتهي هذه السنة علي نحو جيد لثلاثة رجال من العائلة الملكية السعودية التي كانت بصماتها دامغة في الانقلاب العسكري بمصر - الأمير بندر، رئيس المخابرات الحالي ؛ الأمير مقرن ، رئيس المخابرات السابق ، و الذي يطمح الي ولاية العهد ؛ وخالد التويجري رئيس الديوان الملكي و حارس الملك.
لا تزال مصر، التي كان من المفترض ان تنعم بالهدوء قبل أشهر ، في حالة من الهياج . يصف هيلير، محلل الوضع بمصر للمعهد الملكي للخدمات المتحدة الذي ينتقد فشل الرئيس محمد مرسي في منصبه بشدة، تطهير الاعتصامات الموالية لمرسي في شهر أغسطس بانها الحملة الأكثر عنفا ضد المصريين في تاريخ مصري الحديث. كما أنها مكلفة. تمول المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة دولة مصابة بالشلل. في زيارة رئيس الوزراء المصري حازم الببلاوي الي الشيخ منصور بن زايد آل نهيان ، نائب رئيس وزراء الإمارات العربية المتحدة ، فجر ال نهيان فنبلة بالقول ان الدعم العربي لمصر لن يستمر طويلا . وشبه أحدث شريحة من المساعدات الإماراتية و التي تقدر ب 3.9 مليار دولار بنقل دم إلى مريض ينزف باستمرار.
عندما أطيح بمرسي كانت تقدر الديون الخارجية و المحلية بما يعادل 89 ٪ من الناتج المحلي الإجمالي في مصر، و لن تساعد "السعودة" ، محاولة خفض معدل البطالة في الداخل عن طريق الحد من عدد من العمال الأجانب ، حوالي 9 ملايين شخص، في حل مشاكل الديون في مصر.. غادر بالفعل مئات الآلاف من العمال المملكة حيث شنت السلطات السعودية حملة تأشيرات على العمال غير المسجلين. و قتل ثلاثة عمال الاثيوبية في اشتباكات بالرياض .
ولكن يواجه ما لا يقل عن 700 الف مواطن مصري - وهذا أكثر من ربع ال 2.5 مليون عامل مصري في الخارج - الترحيل. أنها توفر الدخل الذي تشتد حاجة الاقتصاد المصري الراكد إليه، و كانت أحد الأسباب التي ابقت مرسي محتفظا بهدوئه حول دور الدولة في زعزعة استقرار فترة ولايته.
مصر ليست الجبهة الوحيدة التي تسير فيها الامور بشكل خاطئ لبندر . اذا لم تقم المملكة باي محاولة تذكر لاخفاء شعورها بالإحباط عندما اختار الرئيس باراك أوباما عدم قصف قوات بشار الأسد في سوريا بعد الهجوم الكيماوي ، فان التفاؤل الحالي المحيط بمحادثات الدول الست مع ايران في جنيف، واحتمالات حدوث التقارب الغربي مع طهران ، يبشر بما هو اسوأ بالنسبة الى المملكة. و سبب ذلك ان دعم المملكة العربية السعودية للانقلاب العسكري في مصر قد أثر علي العلاقات مع لاعب إقليمي آخر مهم و هو - تركيا، وهي مثال حي للإسلام السياسي الناجح في دولة علمانية. وكان حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا الحليف المقرب من مرسي و تونس ، حيث لا تزال حكومة الإخوان الائتلافية تناضل من اجل البقاء. وقد دفع قرار السعودية بالتخلي عن مرسي بتركيا إلى أحضان عدو الرياض: إيران . وقد دعا الرئيس التركي عبد الله غول نظيره الايراني حسن روحاني للقيام بزيارة رسمية لتركيا . ووصف وزير الخارجية الإيراني المعتدل جواد ظريف العلاقات الإيرانية التركية بأنها " أخوية عميقة الجذور" .
تعود التوترات في الداخل والخارج إلى حقيقة سياسية مركزية واحدة في المملكة : تنافس الجماعات المتنافسة داخل العائلة المالكة السعودية ليحظوا باهتمام الملك العجوز. كما تبدو الأمور ، فإن ولي العهد هو الأمير سلمان ، الذي يعتقد أنه يعاني من الخرف . وقد تم ترشيحه من قبل الملك الحالي، ولكن هذه هي المرة الأخيرة الي سيكون فيها الملك قادرا على ترشيح خليفة له. إذا انتقلت السلطة لسلمان ، سيتم ترشيح ولي عهده من قبل هيئة تسمى مجلس البيعة .
تفضل هذه الهيئة منافس مجموعة بندر. و هو الأمير أحمد ، أصغر عضو في الإخوة السديريين، و الذي يبدو ان معترض على الاتجاه الذي تتبناه مجموعة بندر بشأن السياسة الخارجية السعودية. لتجنب هذا، تحاول مجموعة بندر إقناع الملك ليحل مرشحهم ، الأمير مقرن، محل سلمان وليا للعهد ، وبالتالي تجاوز مشاكل مجلس البيعة.
قد تفسر المؤامرات داخل البلاط الملكي السعودي لماذا اصبحت السياسة الخارجية السعودية، والتي كانت إلى حد كبير تناقش خلف الستار في حيطة و حذر، علنية بهذا الشكل. يمكن أن يكون هذا نتاج للهاجس القديم من الملكيات المطلقة - المعركة من أجل الخلافة.