بعد ( حسني مبارك ) اقتنع أغلبية الشعب المصري، بإنهيار نظام الشرطة الفاسد معه ، ورغم محاولات وقوف وزارة الداخلية بجانب الشعب في ثورة 30 يونيو وما بعدها إلا أن ذيول النظام الفاسد القديم سرعان ما توغلت لتدس سمها في أقسام الشرطة من جديد.
فقد ظهرت في الآونة الأخيرة العديد من الشكاوى ،وخاصةً من المواطنين البسطاء بسبب سوء معاملة صغار ضباط الشرطة لهم ، سواء في الكمائن أو الدوريات أو حتى داخل أقسام الشرطة في حين ذهابهم لعمل شكوى أو محضر.
ولأن سوء معاملة أفراد الداخلية شيئاً ليس بغريب على المواطنين البسطاء فقد تحولت تلك المواقف لمجرد حكايات فيما بينهم خوفاً من ظلم وافتراء ضباط الشرطة وعساكرها وحفاظاً على بيوتهم وأبنائهم.
ولكن وكما قال مثلنا المصري ( يا فرعون ايه فرعنك قال .... ) فقد ازداد بطش وافتراء صغار ضباط الشرطة بشكل لم يعد يحتمل والعودة لعهد "حبيب العادلي" بات شيئاً مؤكداً لا شك فيه.
فما حدث بالأمس قصة مكررة ومحزنة ، عندما صدم موتوسيكل مواطن بسيط يدعى (سيد ع.ا) ومقيم بشارع صلاح الدين بمدنة دمنهور ، وسيئ الحظ لدرجة أن سائق الموتوسيكل عريف شرطة يدعى (احمد ا.ا) بمركز دمنهور ، حيث انهال عليه بالسباب والضرب في الشارع أمام المارة لمجرد أنه اعترض على صدمه له بالموتوسيكل ، واتصل "العريف" بزملائه وتم عمل اللازم حيث قيدوا المواطن بالكلابشات واتجهوا به للقسم وتم عمل محضر يتهم فيه العريف المواطن بضربه وقام بعمل تقرير بإصاباته ، حيث انها تحتاج علاج أكثر من 21 يوم لعريف الشرطة ، وهدده احد الضباط علناً ويدعى (احمد ا.م) "انا هخليك تبوس جذمته وتدور عليه علشان تتأسفله" منادياً احد المخبرين قائلاً "خد ده افطر عليه".
أحياناً عند قراءة هذه القصص المحزنة نعتقد أنها مجرد قصص خيالية أو سينمائية ، ولكنها في الحقيقة قصص واقعية كان يعيشها المواطن المصري منذ 30 عاماً ومازال يعيشها حتى الآن.