أوردت صحيفة "لكسبريس" الفرنسية خبرًا يُفيد بأن حكومة جمهورية الكونغو الديمقراطية ومتمردي حركة "23 مارس" لم يتمكنا أمس الاثنين في كمبالا من توقيع اتفاق سلام مهم كان من شأنه أن يطوي صفحة المواجهات الدموية التي استمتر 18 شهرًا في شرق البلاد، وفقًا لما أعلنته الحكومة الأوغندية التي تتوسط في المحادثات.
وفي الوقت الذي كان يبدو فيه توقيع هذا الاتفاق وشيكًا، أعلن المتحدث باسم الحكومة الأوغندية اوفوونو اوبوندو على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" أن وفد جمهورية الكونغو الديمقراطية تخلت عن توقيع اتفاق مع حركة "23 مارس"، مضيفًا أن المحادثات التي كان من المفترض أن تؤدي إلى الاتفاق تأجلت إلى أجل غير مسمى.
وبعد أن أعلن عن وصول الوفود والمراقبين الأمريكيين والأوروبيين والأميين إلى العاصمة الأوغندية عنتيبي، صرح اوفوونو اوبوندو أمام الصحفيين أن الوفد الكونغولي رفض في اللحظة الأخيرة دخول القاعة التي كانت ستعقد فيها مراسم توقيع الاتفاق، وطلب في وقت متأخر تغيير بنود في الاتفاق وبالتالي تم تأجيل المحادثات.
وكانت حكومة كينشاسا – التي أصبحت أقوى بعد انتصارها العسكري الأخير على الأرض أمام حركة "23 مارس" – قد رفضت الإشارة إلى كلمة "اتفاق" بين جمهورية الكونغو الديمقراطية وحركة "23 مارس" في النص.
وأوضح وزير الدفاع الأوغندي كريسبوس كيونجا أن الوساطة كانت تتوقع تمكنها من جعل الطرفين يوقعان على الاتفاق الذي تم التصديق عليه في أكتوبر الماضي قبل الهزيمة الأخيرة لحركة "23 مارس".
ولكن، اعترف الوزير كريسبوس كيونجا أن الوضع تغير على أرض الواقع وهناك مشكلة في اللغة مع كينشاسا، معربًا على الرغم من ذلك عن ثقته في إمكانية توقيع الطرفين على الاتفاق فور تنسيق النص.
ومن جانبه، صرح وزير الخارجية الكونغولي رايموند تشيباندا بعد فشل الاجتماع أنه "من المهم (...) أن يعكس النص الذي سيخرج أننا أمام حكومة شرعية من جانب وقوة سلبية، حركة تمرد لم يعد لها تواجدًا من جانب آخر".
وأشار رايموند تشيباندا إلى أن الكونغو تبحث عن اتفاق يساعد على تعزيز السلام، "وبالتالي سنأخذ الوقت اللازم من أجل الاتفاق، إذا لزم الأمر الاتفاق".