ترجمة منار طارق نشرت صحيفة الجارديان مقالا اوردت فيه ان علاء الأسواني هو عدة أشخاص متجمعين في شخص واحد. فهو طبيب أسنان و روائي صاحب اعلي مبيعات في مصر. اعتبارا من هذا الصيف ، اعلن أيضا انه واحد من المصفقين الأكثر صخبا لحملة الجيش المصري ضد جماعة الإخوان المسلمين.
ويقول الأسواني ، عن الحملة التي شهدت مقتل أكثر من 1000 من أنصار مرسي و اعتقال الآلاف من دون محاكمة " لا أستطيع الدفاع عن القتل". واضاف "لكن في نهاية المطاف، هناك فرق كبير جدا بين استخدام القوة المفرطة أثناء الحرب - و استخدام القوة المفرطة أثناء الاوضاع السلمية العادية. نحن في حالة حرب". جماعة الاخوان المسلمين " ليست قوة ديمقراطية سلمية كما قالوا طيلة 40 عاما. انهم مجموعة من الارهابيين و الفاشيين. "
انها تأكيد مذهل علي من قرأ أشهر رواية للأسواني ، عمارة يعقوبيان . نشرت في عام 2002 ، و تحولت لاحقا إلى فيلم حول سكان مبنى سكني في وسط مدينة القاهرة . و كانت احد الشخصيات التي تناولها الكاتب بدقة و تعاطف هو شاب إسلامي إرهابي يدعى طه الشاذلى . بدلا من تصوير طه كمثال للشر ، بين الاسوانى فقط كيف يتحول طه إلى التطرف بعد تعرضه للاغتصاب و التعذيب في حجز الشرطة . إذا كان هناك درسا من حكاية طه ، سيكون أن الناس لم يولدوا متطرفين ، وأن الوحشية التي ترعاها الدولة تستفز الإرهاب - وليس العكس.
وبعد مرور عقد من الزمان، يبدو أنه الاسوانى قد نسي قصة طه - أو على الأقل لا يرى أوجه التشابه بين اتجاهه الي التطرف واحتمالية شيئا من هذا القبيل بين الإسلاميين المعاصرين . يقول الأسواني مبتسما " قصة طه مختلفة جدا" . واضاف "انه شخص تمت معاملته منذ البداية على أساس غير عادل، ولكن الوضع هنا مختلف : انت تتحدث عن المؤسسة لها بنية تحتية "ميلشية" لمدة 40 عاما. يستخدم الاخوان العنف منذ البداية . "
علي طريقة حساب الاسوانى ، لم يغير الإخوان من ممارسات أسلافهم في الاربعينات و الخمسينات- عندما اغتال الجناح العسكري للحركة رئيس الوزراء المصري وحاولوا قتل الرئيس جمال عبد الناصر . يزعم العديد من المؤرخين الإخوان أن الجماعة كانت تقريبا منظمة إنسانية منذ السبعينات. لكن يدعي الأسواني ان العمل الخيري كان مجرد واجهة لها - و يلقي باللائمة عليها في اعمال العنف الأكثر تطرفا.
يقول الأسواني أيضا أن إزالة معسكرين الاحتجاج المؤيدين لمرسي هذا الصيف كان مبررا بسبب العنف الإسلامي في الاعتصامات وأماكن أخرى في مصر . ويستشهد بتقارير التعذيب في المخيمات - ويشير إلى مهاجمة العشرات من مراكز الشرطة والكنائس ، ويزعم انها من قبل المتطرفين الإسلاميين . ولكن في حين أنه سيكون من السذاجة انكار وقوع أي شغب داخل مخيم من 20 الف، تبقى مزاعم التعذيب غير مثبتة ؛ افاد الصحفيون الذين دخلوا المواقع ان الاعتصامات كانت سلمية إلى حد كبير ، و ممتلئة بالنساء والأطفال . وقع تدمير الكنائس ومراكز الشرطة - على الرغم من انه لا يمكن الدفاع عنها - بعد إزالة المخيمات ، ويبقى المحرضين غير معروفين.
اصبح موقف الاسوانى رمزا للطريقة التي تحول بها العديد من اولئك المعروفين باسم الليبراليين في مصر وراء تصرفات النظام العسكري الجديدة في البلاد . هناك أقلية صغيرة ينتقدون علنا السلطوية مع كلا من الإخوان والجيش . ولكن يفضل الغالبية العظمى من المصريين عودة الجيش . انهم يشكرون الجيش لإنقاذ البلاد من ما اعتبروه رئيس اسلامي استبدادي يريد تحويل الطابع الوطني المعتدل في مصر، و تجاوز البروتوكولات القانونية لتثبيت الدستور الاسلامي المنحاز لجماعته، و الذي يزعم تعيين ميليشياته الخاصة ضد المحتجين خارج قصر الرئاسة في ديسمبر الماضي .
ولكن في حين ان الاسوانى يدعم الحملة التي يشنها الجيش على جماعة الإخوان ، قال انه لا يريد العودة إلى الحكم العسكري . بصفته طبيب أسنان ممارس ، قال انه يقارن خيار الحكم المعروض حاليا للمصريين باختيار أدوات طب الأسنان المرعبة مقدمة لصبي صغير في عيادته . " لقد كان مبارك في الحكم ، و كان حكمه استبدادي. ولكن الآن قد جربتم حكم الإخوان ، ماذا تفضلون؟ عودة النظام القديم ، أو البقاء مع الإخوان ؟ " في قصة الأسواني ، يرى الصبي الصغير من خلال الانقسام الزائف ، و يرفض كل العمليات. ويخلص الأسواني " أحب أن يجيب كما أجاب الفتى الصغير: لا نريد الإخوان ، و لا نريد النظام القديم ، بل نريد دولة ديمقراطية . "