صرح الخبير الاقتصادى الدكتور محمد النجار أن الصراع السياسى بين الحزبين الأمريكيين الجمهورى والديمقراطى على خلفية طلب الحكومة الفيدرالية رفع السقف الإئتمانى للدين العام قد انتهى مرحليا بالتوصل لاتفاق فى الكونجرس برفع سقف الدين العام إلى 17 تريليون دولار وحتى فبراير القادم بما يتيح للحكومة الفيدرالية دفع رواتب الموظفين الفيدراليين وسداد ديونها مؤقتا .
وأضاف النجار، فى تصريحات ل"الفجر"، أن هذه الأزمة اعتيادية تحدث كل عام ولكن الجديد أن الحزب الديمقراطى الحاكم لا يتمتع بأغلبية مريحة فى الكونجرس بالشكل الذى يتيح للحزب الجمهورى المنافس عرقلة اصدار القرارات واستثمار الأزمات لابتزاز اوباما على خلفية رفض الجمهوريين قانون التأمين الصحى الذى انتخب على أساسه اوباما وأقره الكونجرس على غير رغبة الجمهوريين وخاصا المجموعة الاكثر تطرفا المعروفة باسم حفلات الشاى التى تتبنى الافكار الرأسمالية المتطرفة فى تقويض دور الدولة والحد من الضرائب.
واكد النجار أن الاتفاق الذى تم بالكونجرس على رفع سقف الدين العام ليس حلا نهائيا للأزمة ولكنه اجراء مرحلى حتى فبراير القادم، كما تم الاتفاق على تكوين لجنة مكونة من 12 عضوا تكون مهمتها وضع تصورات اقتصادية حتى عام 2021 من اجل خفض العجز فى الموازنة بمقدار تريليون دولار ورفع سقف الدين مرتين خلال هذه المدة بمقدار يتراوح بين 2.2 تريليون دولار و 2.4 تريليون دولار وأهم الأليات التى سوف تعتمد عليها اللجنة هى خفض الميزانية العسكرية بمقدار 350 مليار دولار خلال هذه المدة .
وعلى خلفية القرار الأمريكى بتجميد جزء من الاستحقاقات المادية لمصر طبقا لمعاهدة السلام، أكد النجار أن ذلك ليس مرتبطا بالأزمة المالية الأمريكية وإنما مرتبط بالضغط السياسى على مصر لأن الحكومة الانتقالية المصرية ليست على الهوى الأمريكى بسبب اتجاهاتها الوطنية حيث كانت تريد أمريكا نظما تابعة مثل مبارك والإخوان .
وختم النجار، قائلا: "بعد الاتفاق الأخير فى الكونجرس على رفع سقف الدين العام وتشكيل تلك اللجنة أصبحت الأزمة مؤجلة لحين البت فى القرارات التى سوف تتفاوض بشأنها تلك اللجنة من اجل التوصل لاتفاق نهائى لحل الأزمة خلال الأربعة اشهر القادمة وإذا لم يحدث الاتفاق على قرارات اللجنة فهذا من شأنه أن يعيد الأمور إلى نقطة الصفر ولكن نستطيع أن نقول الآن أن اوباما قد تحسن موقفه ولم تعد مسألة الاطاحة به سهلة خاصا وأن موقفه بشأن الاصرارعلى قانون التأمين الصحى الذى ينحاز ولأول مرة إلى الفقراء الأمريكيين والطبقة المتوسطة فى التاريخ الأمريكى قد حسنت من شعبيته على حساب الحزب الجمهورى ومجموعته المتطرفة من حفلات الشاى الذين ينحازون دوما إلى الأغنياء".