تسبب الإعصار «فايلين»، الأعنف الذي يجتاح الهند منذ 14 عاماً، بمصرع نحو عشرة أشخاص، على الرغم من أنه خلف خسائر مادية كبيرة وعزل آلاف القرى، بفضل عملية إجلاء واسعة النطاق شملت مليون شخص. ومر الإعصار «فايلين» المصحوب برياح بلغت سرعتها نحو 200 كيلومتر في الساعة عبر خليج البنغال ووصل إلى اليابسة بالقرب من مدينة جوبالبور الساحلية بولاية أوريسا، مساء أول من أمس. وقطع «فايلين» نحو 200 كيلومتر على اليابسة، وخفتت حدته بصورة كبيرة أمس، حيث وصلت سرعة الرياح إلى 110 كيلومترات، قبل أن «ينهار» نظام الإعصار بحلول المساء. وتحصن ملايين الأشخاص في منازلهم وملاجئ الوقاية من العواصف في ولايتي أوريسا وأندرا براديش المجاورة لها،
حيث اقتلعت الرياح القوية المنازل الطينية والأشجار وقلبت السيارات المتوقفة بالشوارع. وقال مسؤولو الولايتين، إنهم يقيمون الأضرار الناجمة عن أكبر إعصار تشهده البلاد منذ 14 عاماً. وبدأت أعمال الإغاثة والإنقاذ لتنظيف الطرق الممتلئة بالأشجار والمركبات المنقلبة، وتم توزيع المواد الغذائية ومواد الإغاثة في المناطق المتضررة.
وعزلت منطقة غودالبور التي اجتازتها عين الإعصار عن بقية أنحاء البلاد، حيث امتلأت الطرق بالحطام وجذوع الشجر، وتطايرت أسطح المنازل. كما تسبب الإعصار في هدم مبانٍ وتوقف أعمدة الإنارة وتهشيم نوافذ في عدة بلدات بولايتي أوريسا وأندرا براديش.
وأمضى مليون شخص على الأقل في أوريسا وأندرا براديش ليلتهم في مراكز إيواء، حيث احتموا بمدارس أو معابد، فيما وصفتها الهيئة الوطنية لإدارة الكوارث بأنها واحدة من أكبر عمليات الإجلاء في الهند. وقال المسؤول عن الكوارث في أوريسا أس أن باترو: «إنه تم تعداد عشرة قتلى لقوا مصرعهم بسقوط أشجار قبل أن يحطّ الإعصار بكامل قوته. وأضاف: «جنوب أوريسا وخاصة منطقة جانجام كانت الأكثر تضرراً، حيث مازالت الاتصالات مقطوعة عن عدة أماكن ولم تتم إعادتها بعد. ظروف الرياح لاتزال قوية جداً بحيث لم تبدأ عمليات الإغاثة الجوية بعد. تتمركز نحو 12 طائرة مستعدة للبدء، لكن الإغاثة البرية بدأت في معظم أجزاء أوريسا وأخليت الطرق من الأشجار وأعمدة الإنارة». و«فايلين» أحد ثلاثة أعاصير كبيرة اجتاحت آسيا، أمس، حيث اقترب الإعصار الأصغر «ناري» من فيتنام، وتجمع الإعصار «ويبها» فوق المحيط الهادئ.