وكالات أكدت دراسة لمعهد غالوب العالمي ان نسبة المنتجين والمساهمين ايجابا في العمل تساوي %19 فقط من اجمالي القوى العاملة في الكويت، مقابل %64 لا يبذلون جهودا وليس لديهم حوافز للعمل بشكل جيد، وهناك نسبة %17 مصنفة على انها شريحة غير المنتجين وهؤلاء يؤثرون سلبا في العمل ودورته. وتشير الدراسة الى ان الولاياتالمتحدة الاميركية وكندا واستراليا ونيوزلندا على رأس قائمة الدول من حيث الموظفين المنتجين. اما في منطقة الشرق الاوسط فهناك %55 من الموظفين يفتقدون الحوافز مقابل %35 نسبة المنتجين. وفي دول مجلس التعاون، ترتفع نسبة المنتجين الى %28 في قطر و%26 في الامارات، وفي السعودية ترتفع نسبة غير المنخرطين في العمل بشكل منتج وايجابي.
أشار معهد غالوب في دراسة جديدة صدرت عنه اخيرا حول القوة العاملة في العالم إلى أن 19 في المائة من الكويتيين والعرب الوافدين في الكويت الذين يعملون في شركات، منهمكين في تأدية وظائفهم بما يتناسب مع قيم وأهداف الشركة، ويساهمون إيجابيا برفع مستواها. على العكس من ذلك، بلغت نسبة العاملين في الكويت ممن ليس لديهم حافز، واقل بذلاً للجهد مقارنة بغيرهم لتحقيق أهداف وقيم الشركة 64 في المائة. أما الموظفون غير السعداء وغير المنتجين في العمل، ولديهم القدرة على التأثير سلباً على زملائهم فبلغت 17 في المائة.
ووجدت الدراسة التي تضمنت 142 دولة في العالم، أن نسبة المنخرطين في وظائفهم في منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا هي 10 في المائة، أما الموظفون الذين يفتقدون الحافز فبلغت 55 في المائة، وغير المنتجين 35 في المائة، وتعد هذه النسبة الأعلى في العالم. أي أن أكثر من واحد بين ثلاثة عاملين في المنطقة هو فرد تعيس وغير منتج.
كما لفتت الدراسة إلى أن كثيراً من القوة العاملة في معظم دول التعاون تعمل في القطاع الحكومي، وتتمتع بمعايير معيشية عالية. وتعد مستويات الانخراط في العمل بدول التعاون مرتفعة بالنسبة للمعايير العالمية، باستثناء السعودية، التي تقل فيها نسبة المنخرطين في تأدية وظائفهم عن 20 في المائة.
كذلك في البحرين يتضح تماما ارتفاع نسبة الموظفين غير المنتجين، وتبلغ 29 في المائة، ويعود السبب جزئيا في ذلك إلى الظروف الاقتصادية في البلاد. إذ لا تملك البلاد الكثير من النفط مقارنة بغيرها من جاراتها، وهو ما يتجلى في تدني دخل العائلات إذ يعد الأقل بين دول المنطقة. أما بقية دول التعاون، فشهدت معدلات جيدة، إذ بلغت نسبة الموظفين المنتجين في قطر 28 في المائة، وفي الأمارات 26 في المائة، وهي من النسب الجيدة على صعيد العالم.
من جهة أخرى، يعد التونسيون والجزائريون والسوريون والمصريون واللبنانيون أتعس موظفي المنطقة، إذ تبلغ نسبة القطاع غير المنتج منهم 54 في المائة، و53 في المائة، و45 في المائة، و32 في المائة، و30 في المائة على التوالي.
من جانب آخر، وجدت الدراسة أن الولاياتالمتحدة وكندا هي الأولى من حيث عدد العاملين المنتجين بنسبة 29 في المائة، تأتي بعدها أستراليا ونيوزيلندا بنسبة 24 في المائة، ثم أميركا اللاتينية بنسبة 21 في المائة.
وأشارت الدراسة أيضا إلى أن 13 في المائة فقط من الموظفين في أنحاء العالم منخرطون في عملهم ومنتجون. بمعنى آخر أن واحدا من بين ثمانية عمال، أي 180 مليون موظف من بين البلدان المشمولة في الدراسة، منهمك في تأدية وظيفته ويسعى إلى إنجاح أهدافها وتعزيز إنتاجيتها.
في حين أن 63 في المائة من عمال العالم ليس لديهم حافز للإنتاج، وأقل بذلا للجهد، و24 في المائة تعساء وغير منتجين، ويؤثرون سلبا في زملائهم. بالأرقام، يقول التقرير ان هناك 900 مليون عامل في العالم ليس لديهم حافز للعمل، و340 مليونا غير منتجين.
إلى هذا، ذكرت الدراسة أيضا أن الناس يقضون جزءا كبيرا من حياتهم وهم يعملون، سواء في شركات تكنولوجيا في سنغافورة، أو مؤسسة مالية في استراليا، أو مصنع في الدومينيك. ونتيجة لذلك تنعكس نوعية التجربة في مكان العمل دون شك على جودة حياة العمال. ووجدت الدراسة أن الأغلبية الشاسعة من الموظفين في أنحاء العالم قالوا ان لديهم تجربة سلبية بشكل عام في مكان العمل، وان واحدا يعمل من بين 8 منخرطين بالكامل في عملهم ومتحمسين للعمل، وهو أمر ضروري عند الأخذ بعين الاعتبار سبب بقاء الانتعاش الاقتصادي راكدا، وتصاعد الاحتجاجات الشعبية في الكثير من بلدان العالم