أثارت فتوى لعالم أزهري عضو في لجنة وضع الدستور، بشأن حصول الراقصة على الشهادة لو ماتت وهي في طريقها إلى عملها، الكثير من الجدل في مصر، في الوقت الذي تموج فيه البلاد بجدل وصراعات سياسية، عقب نجاح الجيش في الإطاحة بالرئيس محمد مرسي في 3 يوليو الماضي، استجابة لمظاهرات ملايين طالبوا بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة.
فاتهمه السلفي ياسر برهامي، ب"الكذب والإفتراء على الله"، في حين رد الهلالي باتهام السلفيين ب"تشويه صورته". ويأتي اشتعال الحرب بين الهلالي والسلفيين في ضوء الصراع بين الأزهريين والسلفيين في لجنة إعداد الدستور، على الحديث باسم الإسلام والدفاع عن الشريعة في اللجنة.
وفقاً لفتوى الهلالي، الذي يعتبر من أكثر علماء الأزهر إثارة للجدل في مصر، فإن "كل من قتل في شيء مباح فهو شهيد"، وكان الهلالي يتحدث في برنامج تلفزيوني في قناة أزهرية، فسأله مقدم البرنامج الشيخ خالد الجندي: "طيب اللي مات في ماتش كورة؟، فأجاب الهلالي: "ماتش الكورة شي مباح إذًا هو شهيد". وعاد الجندي يسأل: "واللي مات وهو مسافر للسياحة"؟، فأجاب الهلالي: "السفر للسياحة مباح، إذًا هو شهيد".
استمر الجندي في طرح الأسئلة، فسأل الهلالي: "طيب الراقصة؟، أوعى تقول كمان شهيدة؟، فأجاب: "دي فيها كلام. هي الراقصة بتشتغل 24 ساعة راقصة؟. طبعًا لأ. إذًا لو ماتت وهي بتجري على لقمة العيش، فهي شهيدة. وأبدى الجندي دهشته، فرد عليه الهلالي: "لازم نرحم الناس ونخفف عليهم".
أثارت فتوى الهلالي الكثير من الدهشة والغضب، إلا أنه عقب موضحًا: ''إن الراقصة شهيدة إذا نزلت للتظاهر ضد الفساد أو الظلم، أو كانت ذاهبة إلى عمل خير، ثم غرقت أو حرقت أو انهدم عليها جدار، أو طعنت بآلة حادة أو قتلت بطلق ناري".
أضاف: "هذا ليس من اجتهادي، بل من كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما ذهب لزيارة عبادة بن الصامت في مرضه، فسأل صحابته عن مفهوم الشهيد، فقالوا: من قاتل حتى استشهد، فقالوا للنبي: إذن شهداء الأمة قليل، ورد عليهم بأن المطعون شهيد والمبطون شهيد والغريق شهيد وقتيل الهدم شهيد".
وأوضح أن: "الراقصة إذا كانت ذاهبة لأداء عملها في الرقص، ثم لقيت حتفها، فإنها لا تندرج تحت مسمى الشهداء، باعتبار أن الرقص حرام شرعًا".