*أوباما سيسعى إلى تأجيل العملية بقدر الإمكان والإكتفاء بغارات من بعيد *سيناريو القصف عبر السفن الحربية هو الأقرب
*محاولات لتوريط عدد من الدول العربية فى العملية وإستبعاد إسرائيل من الصورة
*الخطة ستشمل ضرب القصف الرئاسى ومبنى هيئة الاركان ومستودعات الأسلحة الكيميائية
_فجأة وبدون مقدمات ,وجد الرئيس الامريكى باراك أوباما نفسه أمام كم هائل من الضغوطات الداخلية والخارجية ,تطالبه بالتدخل العسكرى فى سوريا بعد مذبحة الكيميائى البشعة التى أرتكبها الرئيس السورى ضد أفراد شعبه الأسبوع الماضى ,فبعد أن أعلن منذ أكثر من عام إن إستخدام النظام السورى للسلاح الكيميائى لقمع الثوار هو بمثابة الخط الاحمر الذى يستدعى تدخل الولاياتالمتحدة ,وجد الرئيس الامريكى نفسه متردداً بعد أن شعر أنه قد وضع نفسه فى فخ الخط الاحمر الذى سيلزمه للتدخل فى سوريا وهو ما جعله يتردد فى تحديد بشكل قاطع ,أن الأسد قد إستخدم بالفعل اللأسلحة الكيميائية ضد معارضيه . هذا التخبط جعله أيضاً يقول فى حواره الذى أدلى به لشبكة السى أن أن الإخبارية "أنه فى بعض الأحيان تتم المطالبة بالرد الفورى ,وتلح الرغبة فى الإنتقال سريعاً إلى أمور قد تحمل معها بعض التعقيدات وتضعنا فى مواقف سيئة ,وتلك المواقف تسهم بشكل كبير فى زيادة نسبة العداء لنا فى منطقة الشرق الأوسط ". ويتضح من تصريح أوباما وفقاً لتأكيدات "مايكل أورين"سفير إسرائيل فى واشنطن أنه على الرغم من أن الإدارة الامريكية قد بثت مؤخراً إنطباعات توحى بتدخلها العسكرى الحتمى فى سوريا ,إلا أن الإتجاة الشائع هو أن تحاول الولاياتالمتحدة عمل المستحيل حتى لا تتورط فى المستنقع السورى وستفضل فى المرحلة القادمة إتخاذ بعض الإجراءات العقابية المحددة تستطيع من خلالها منع هذا التناقص الحاد فى قوة الردع الامريكية فى الشرق الأوسط ,مع إمكانية الترويج لخطورة هذة العملية ليس على سوريا وجدها ولكن على الأردن ولبنان وعلى منطقة الشرق الأوسط بالكامل . وهو نفس الجانب الذى يتبناه رئيس هيئة الاركان الامريكية مارتن ديمسى ,الجانب المتشكك فى إمكانية التدخل العسكرى الامريكى فى سوريا وكتب حول الخيار العسكرى الشهر الماضى للسيناتور الجمهورى جون ماكين ,المتحمس الدائم للتدخل العسكرى ,أسباب عدم تسرع الولاياتالمتحدة فى ضرب سوريا وقال"لقد تعلمنا خلال السنوات العشر الأخيرة أن الإختلاف فى موازين القوى لم يعد كافيا ,لذلك يجب علينا أن نتوقع العواقب السيئة للعمليات التى نقوم بها وأن نكون مستعدين قبل حدوثها ". ومن اهم العوامل التى قد تقلق الولاياتالمتحدة فى حالة تورطها عسكرياً وفقاً لمارتن ديمسى ,هو صواريخ "إس _300"الروسية القادرة على إعتراض مسار الطائرات والصواريخ الباليستية بكفاءة عالية ,ولم يتضح حتى الأن إن كانت روسيا قد سلمت الدفعة الاولى من الصواريخ أم لا . وأوضح ديمسى أن الهجوم "المحدود "وحده سيحتاج إلى مئات الطيارات والسفن الحربية والغواصات وقد تصل تكلفة ذلك إلى مليارات الدولارات ورغم ذلك لا يمكن ضمان إسقاط بشار الاسد . وأضاف أنه فى حالة نجاح العملية العسكرية وتغيير ميزان القوى لمصلحة الثوار ,فأن هذا لن يخدم المصالح الامريكية مستقبلاً وستستمر الصراعات الداخلية لفترة قد تطول لسنوات. وعلى الجانب الاخرأكد عدد كبير من المسئولين الأمريكيين ,إمتلاك المخابرات الامريكية لادلة تثبت بما لا يدع مجالاً للشك ,إستخدام الجيش السورى للأسلحة الكيميائية عن عمد لقمع المعارضة ,ولكن تحتفظ الإدارة الامريكية بهذة المعلومات وترفض نشرها حتى لا يتم الضغط بورقة تخطى بشار الأسد للخط الاحمر الذى حدده له باراك أوباما قبل عام ,وحتى لا يوحى الكشف عنها فى الوقت الحالى بإقتراب موعد العملية العسكرية ,وسيتم الكشف عنها قبل الإقدام على العملية بساعات قليلة ,وهو ما أدركه بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلى والذى أصدر أوامره بعدم الحديث فى الشأن السورى فى هذة الاثناء ,وعلى الرغم من ذلك خرجت تصريحات من بعض المسئولين من أبرزهم وزير الامن الداخلى إسحاق أهارونوفيتش الذى أكد إمتلاك إسرائيل لمعلومات تؤكد إستخدام بشار الأسد للأسلحة الكيميائية لقمع الثوار . وتشير التقديرات الإسرائيلية أن التهديدات الامريكية قد تدخل إلى حيز التنفيذ قريباً ولكن دون القيام بعملية عسكرية واسعة النطاق ,إذا رأى عدد من الخبراء العسكريين فى تل أبيب أن اوباما سيقوم بإصدار أوامره بالقيام بعملية عسكرية محددة ,تدار من بعيد عن طريق الصواريخ الموجهه التى سيتم إطلاقها من الجو والبحر حتى لا يتم المغامرة بحياة الطياريين الامريكيين ,وتوقعوا أيضاً أن تشمل العملية قصف عدد من الاهداف العسكرية السورية ومستودعات الاسلجة الكيميائية وقواعد السلاح الجوى وبعض الأبنية التابعة للسلطة السورية الحالية ,وفى جميع الأحوال إتفق الخبراء على عدم قيام القوات الامريكية بغزو الاراضى السورية عن طريق عملية برية واسعة النطاق . وأوضح الخبراء سر ذلك ,إلى سيناريو العملية العسكرية التى أرادت الولاياتالمتحدة من خلالها الدخول إلى إقليم كوسوفو عام 1999 ,حيث قرر الرئيس الأسبق بيل كلينتون بالتعاون مع قوات حلف الناتو ,بمهاجمة القوات اليوغوسلافية فى إقليم كوسوفو ,تدخلت روسيا وقتها ومنعت العملية تحت غطاء كامل من الاممالمتحدة . وعلى الرغم من صدور توجيهات للقيادات العسكرية الإسرائيلية بضرورة الإستعداد لجميع السيناريوهات المطروحة ,إلا أن الخبراء أكدوا ضعف إحتمال لجوء بشار الأسد للهجوم على إسرائيل لكسب بعض التأييد العربى ,وأشاروا أن الغرض من العملية التى تنوى الولاياتالمتحدة القيام بها ,هو كبح وتهذيب النظام السورى الحالى وليس تدميره لذا لن يكسر بشار القاعدة ويغامر بالهجوم على إسرائيل ويعرض نظامه للأنهيار . وفى المقابل وضع الخبراء الإسرائيليون السيناريوهات المتاحة التى قد تلجأ إليها القوات الامريكية فى حالة إتخاذ قرارتوجيه الضربة العسكرية . السيناريو الاول الهجوم الجوى : تمتلك الولاياتالمتحدةالامريكية عدد كبير من القواعد العسكرية داخل الشرق الأوسط ومن خلالها سيتاح لها إستخدام المقاتلات والطائرات التى تعمل بدون طيار فى تنفيذ الهجوم ,كما أنه بإمكان الولاياتالمتحدة فرض حظر الطيران على الطائرات السورية بمعنى أن يتم إسقاط أى طائرة سورية على الفور وقت إنطلاقها ,وإحتمالات اللجوء إلى هذا السيناريو ممكنة بدرجة كبيرة . 2_السيناريو الثانى الهجوم عبر البحر : تمتلك الولاياتالمتحدة أعداد كبيرة من السفن والغواصات التى بإمكانها إصابة أهداف مركزة فى العُمق السورى ,وبإمكانها أيضاً إطلاق صواريخ "توم هوك" لضرب مخازن الأسلحة الكيميائية ومراكز السلطة ,وقد يكون هذا الإحتمال هو الأقرب تحقيقه بين سائر السيناريوهات الاخرى . 3_السيناريو الثالث :الهجوم البرى بشكل عام فالأمريكيون عير مهتمين بالقيام بعملية برية واسعة النطاق وذلك بسبب تجاربهم السابقة فى هذا الشأن,وإن كانت لديهم خطة سابقة أوصت بإدخال 60 الف جندى إلى الاراضى السورية على شاكلة عمليتى العراق وأفغانستان ,وعلى الرغم من سهولة السيطرة على الأراضى السورية شكل سريع فى ظل الاوضاع الحالية ,إلا أن أوباما لن يوافق على توريط شعبه فى عملية جديدة من هذا النوع خاصة بعد خروج القوات الأمريكية من العراق مؤخراً ,بينما يبقى الإحتمال الوحيد للإجتياح البرى على شاكلة دخول قوات من الكوماندوز لتنفيذ مهام محددة ومركزة ,ونسبة هذا الأحتمال هى الأضعف بين السيناريوهات الثلاث الاخرى . _الاهداف التى ستقوم بضربها القوات الامريكية قصر بشار الاسد ومبنى هيئة الاركان السورية وهو ما سيشكل ضربة قاصمة للنظام السورى الحالى ,كما سيتم قصف سلاح الصواريخ السورى ومستودعات الأسلحة الكيميائية وومقر القوات الجوية والعديد من القواعد العسكرية وتركزات الصواريخ المضادة للطائرات . وأشار الخبراء أنه فى جميع الاحوال ستحاول الولاياتالمتحدة بشتى الطرق تجنيد العالم العربى فى هذة العملية مع إستبعاد تام لبدء العملية من داخل إسرائيل حتى لا يتم توريطها فى حرب غير مأمونة العواقب ,وسيحاول القادة العسكريين خلال الساعات المقبلة البحث عن أفكار ووسائل خلاقة يتم من خلالها إختيار الطريقة الأمثل للهجوم .