ما بين الرضا بتقديم كل غالي ونفيس فدءا ً ل " مصر " ، وبين الحسرة والوجيعة على فلذة الأكباد كانت قدرة الحاج " رضوان " والد المجند الشهيد " حمدي رضوان فرغلي " ،ابن قرية الهيشة التابعة لمركز ومدينة طما بمحافظة سوهاج ، والذي لقى مصرعه إثر إصابته بخمس طلقات نارية إحداها في الرأس والأخري بالصدر ، و3 طلقات أخرين بالكتف الأيمن ، أطلقهم عليه ملثمون حال تواجده و4 مجندين أحرين ، وعقيد بوحدته بكمين الاسماعيلية . وبصبر على قضاء الله قال " الحاج رضوان " والد الشهيد المجند ، "حسبنا الله ونعم الوكيل" فيمن قتلوا ابني المجند ، الذي لم يقبل بالبقاء في المنزل ، وأصر على السفر قبل الحادث بيومين حرصا ً منه على أداء واجبه تجاه وطنه في ظل تلك الظروف العصيبة التي تمر بها البلاد من محاربة الاهارب ، والارهابيين " .
وبنفس عميق كاد أن ينفطر الحاج عقبه من البكاء لولا ان تدارك دمعاته " قال حمدي ولدي فداء مصر ...وفداء السيسي المهم نخلص من الكلاب دول الارهابيين اللي قتلوا ابني ، هو وزمايلة وهما بيحرسوا البلد" .
وبكلمات ثابته أكد " والد الشهيد " على أن نجله فدءاً للوطن ، وأنه على إستعد د لأن يفتدي الوطن بنجله " المجند أحمد رضوان فرغلي" بمحافظة أسوان ، وبنفسه مقابل الخلاص من تلك العصابة التي أحكمت قبضتها لمدة عام على البلد ، وعلى نظام الحكم .
وتناول طرف الحديث "الحاج سيد عبدالعال أبوشوشة" ، نجل خالة الشهيد المجند ، قائلا ً " أنا اللي سافرت للشهيد المستشفى لما وصل الخبر " ، ولكن بسبب خطورة حالته وخطورة الاصابة كان متواجدا طوال الوقت بإحدى غرف العناية المركزة بالمركز الطبي العالمي " ، وأسرد في الحديث قائلا لم يتمكن أحد من الدخول إليه ، إلى أن أخبرنا الأطباء بأنه قد لفظ أنفاسه الأخيرة " .
وأضاف قائلا " إنني تمكنت من رؤية إصابته أثناء القيام بغسله / حيث أن نوع الأسلحة التي استخدمها الملثمون لم تتمكن الشرطة من تحديدها لأنها محرمة دوليا ً ، حيث أن الطلق الناري الذي أصابه بالرأس قام بإزالة الجزء الخلفي بأكلمة من الجمجمة .
وأما عن الحاجة "أم أحمد " والدة المجند الشهيد ، بدت متماسكة ، إلى أن جاء أسم المجند الشهيد وبادرت بذرف الأدمع ، هي وشقيقاته " إيمان -29 سنة- ، ودنيا- 14 سنة- ، ومروة، بالصف الخامس الابتدائي ، وقالوا جميعا حسبنا الله ونعم الوكيل ، فيمن قتل فلذة كبدنا جميعا " .
يشار إلى أنه تم تشييع جنازة المجند الشهيد في تمام الساعة الثالثة من صباح يوم الثلاثاء ، من مسجد العسكري بمدينة طما ، بين نحيب على الشهيد والتنديد بالقتلة ، والجماعات الارهابية ، حيث ردد أهالي المركز جميعا عبارات حسبنا الله ونعم الوكيل ..فى الاخوان في الارهاب " .